قرنٌ على أسطورة

08 : 28

ظهرت شخصية "زورو" الشهيرة في عالم السينما والتلفزيون في آب 1919، وكانت من اختراع الأميركي جونستون ماكولي. أطلقت مجلة "ليكسبريس" الفرنسية سلسلة من ثلاثة أجزاء عن هذه الشخصية، عارضة الجذور المجهولة للبطل الأسطوري...

جميعنا يعرف الفارس الذي يظهر ليلاً ويخوض المغامرات ويعرّف عن نفسه برسم حرف "Z" بسيفه. وحفظت أجيالٌ كثيرة مقدّمة المسلسل التلفزيوني الذي أنتجته شركة "والت ديزني" بين 1961 و1975. لكن هل يعرف أحد أن المغامر المُقنّع هذا يحتفل اليوم بعيده المئة؟

كأن أول ظهور لـ"زورو" في 9 آب 1919 وتحديداً في مجلة "أول ستوري ويكلي" الزهيدة والمطبوعة على ورقٍ رديء مصنوع من لبّ الخشب. تحت عنوان The Curse of Capistrano (لعنة كابيسترانو)، طرح جونستون ماكولي شخصية خيالية غير مألوفة على شكل رجل مثالي وحالم، فنجح سريعاً في جذب رواد السينما ثم اخترق الشاشة الصغيرة ليشهد لاحقاً انتشاراً واسعاً وصل إلى حدّ إدراجه في ألعاب الفيديو. لم يتوقّع كاتب الشخصية صمودها على مرّ الأجيال ولم يشتهر يوماً بالقدر نفسه. يستحق هذا الرجل إذاً أن نعطيه حقه اليوم...

وُلِد ماكولي في 2 شباط 1883 في "أوتاوا-إلينوي"، وكان طالباً لامعاً في التاريخ.عمل في بداية مسيرته مراسلاً في صحيفة "ذي بوليس غازيت"، ثم مسؤولاً عن العلاقات العامة في الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الأولى. كان مهووساً بالقراءة وسرعان ما تحوّل إلى كاتب غزير الإنتاجية. كتب ماكولي حوالى ألف عمل، على شكل أخبار وروايات وسيناريوهات، بأسماء مزيفة (كان أحدها اسماً نسائياً). تنوعت مؤلفاته بين قصص بوليسية ومغامرات تاريخية وحكايات الغرب الأميركي القديم، إلى أن خطر له يوماً أن يطرح شخصية النبيل الشاب "دون دييغو فيغا" (سُمّي لاحقاً "دون دييغو ديلا فيغا") في جنوب كاليفورنيا خلال القرن التاسع عشر، في ظل الاحتلال الإسباني. تقول ميشيل روسيل التي شاركت في تأليف كتاب "زورو، رمز الثورة" (عن دار "إيريس" 2015)، بالتعاون مع ديديه ليارديه وأوليفييه بيسومب: "لم يُحددّ ماكولي هذه المرة أي تاريخ واضح، على عكس السلسلة، لكنه حرص على ذكر أماكن معروفة مثل بلدتَي "رينا دي لوس أنجلوس" و"سان خوان دي كابيسترانو"، ومدينتَي "مونتيري" و"سانتا باربرا". ينحدر دييغو من عائلة غنية ثم يتمرد على الظلم والقمع عبر العمل سراً تحت اسم "زورو" الذي يعني "ثعلب" باللغة الإسبانية.

في النسخة المكتوبة، يظهر الرجل مع "قبعة سومبريرو داكنة ومنخفضة جداً على رأسه، ورداء طويل، وقناع أسود يخفي ملامحه بالكامل". يصفه ماكولي بالرجل "الشجاع والماكر" ويبدو "بعيد المنال بقدر أشعة الشمس"، فيتحدّى أسوأ المخاطر لإحباط حِيَل الجنود بقيادة الضابط المخيف "بيدرو غونزاليس" والنقيب "رامون". كما أنه يخطف قلب "السنيوريتا الساحرة لوليتا" مع أنه يحتجزها كرهينة. أما "دون دييغو فيغا" (24 عاماً)، فكان من جهته شاباً "حالماً وكسولاً ويفتقر إلى الرجولة"، وهي مواصفات غير متطابقة مع أبطال الحركة. "نادراً ما كان يحمل السيف، إلا كأكسسوار للزينة، ولم يكن يجيد مغازلة النساء". هذا ما كتبه ماكولي الذي تستحق أعماله القراءة، علماً أن نويل شاسيريو ترجم كتابه إلى اللغة الفرنسية (La Marque de Zorro، دار نشر "فوليو جونيور"، 1998).

في ما يخص اسم "زورو"، استوحاه ماكولي حتماً من كتاب Martin Garatuza، وهي رواية تاريخية أخرى للكاتب ريفا بالاسيو تدور أحداثها في العام 1868، وتتمحور حول نبيل يتحدى السلطة ويخفي هويته وراء قناع واسمه "آل زورو".


MISS 3