"الناتو" يحرس زفيتشان... والغرب يؤنّب كوسوفو

02 : 00

نشر المتظاهرون علماً صربيّاً ضخماً بين وسط المدينة ومحيط مبنى بلدية زفيتشان أمس (أ ف ب)

تحوّل جنود حفظ السلام التابعون لـ"حلف شمال الأطلسي" (كفور) إلى "حرّاس" لمبنى بلدية زفيتشان في شمال كوسوفو، حيث تمركزوا بكثافة في وجه مئات من المتظاهرين الصرب الذين تجمّعوا مجدّداً أمس بعد اشتباكات عنيفة، في وقت أنّب فيه الغرب السلطات الكوسوفيّة لتسبّبها بتسعير الوضع مع الأقليّة الصربية، فيما استبعدت الولايات المتحدة كوسوفو من برنامج "ديفندر 23"، وهو برنامج لتدريبات عسكرية مشتركة بين أكثر من 20 دولة.

وانتقد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في بيان، مجدّداً، رئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي، معتبراً أن قراره في شأن تنصيب رؤساء بلديات ألبان في مناطق ذات غالبية صربية "أدّى إلى تفاقم التوتر بشدّة وبلا ضرورة". ودعا "كلّ الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فورية لنزع فتيل التوتر"، ودان "العنف غير المقبول" ضدّ قوات حفظ السلام.

كما هدّد السفير الأميركي في بريشتينا جيفري هوفينير، باتخاذ إجراءات غير مسبوقة لإنهاء الدعم الديبلوماسي للاعتراف الدولي بكوسوفو، التي ما زال استقلالها موضع نزاع مع روسيا والصين خصوصاً، في حين دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "مسؤولية" سلطات كوسوفو في تفاقم الأوضاع، وقال: "من الواضح جدّاً أن هناك مسؤولية تقع على عاتق سلطات كوسوفو في الوضع الحالي وفشلاً في احترام الاتفاق مع أنه كان مهمّاً وتمّ إبرامه قبل أسابيع فقط".

ولفت ماكرون إلى أنه "قلنا بشكل واضح جدّاً للسلطات الكوسوفية إنّ تنظيم هذه الانتخابات خطأ"، بينما قاطع الصرب الانتخابات البلدية في نيسان، ما أسفر عن انتخاب رؤساء بلديات ألبان في 4 مناطق غالبيّة سكّانها من الصرب، بنسبة إقبال تقلّ عن 3.5 في المئة. بالتزامن، دعا الكرملين إلى "احترام كلّ الحقوق والمصالح المشروعة لصرب كوسوفو"، مؤكداً: "نحن نُقدّم دعمنا غير المشروط لصربيا والصرب". وحذّر من "الأعمال الاستفزازية" التي من شأنها المساس بحقوق الصرب، معبّراً عن قلقه من الوضع في كوسوفو.

ميدانيّاً، تجمّع مئات المتظاهرين مجدّداً صباح الأربعاء أمام مبنى بلدية زفيتشان، الذي نشرت قوة "كفور" تعزيزات أمنيّة مشدّدة في محيطه. ونشر المتظاهرون الذين كانوا هادئين، علماً صربيّاً ضخماً يبلغ طوله أكثر من 200 متر بين وسط المدينة ومحيط مبنى البلدية. كما علّقوا أعلاماً صربية على الحاجز المعدني الذي أقامته "كفور". وبحسب التلفزيون الصربي الرسمي، سيعود المتظاهرون اليوم.

على صعيد آخر، ثبّتت محكمة تابعة للأمم المتحدة الإدانة بحق رئيس الاستخبارات السابق يوفيكا ستانيسيتش ومساعده فرانكو سيماتوفيتش في عهد الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، وشدّدت الحكم بسجنهما من 12 إلى 15 عاماً، في آخر محاكمة كبرى بتهم "جرائم حرب" في لاهاي في النزاع البوسني الذي يعود إلى التسعينات.