ترامب "يشدّ عصب" قاعدته الانتخابيّة بعد رفض مجلس النوّاب مذكّرة لعزله

08 : 42

تغريدات ترامب زادت شعبيّته في صفوف الناخبين الجمهوريين (أ ف ب)

واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال تجمّع انتخابي أمس الأوّل، هجماته القويّة على وجوه من "الجناح اليساري" في الحزب الديموقراطي الذين "يكرهون" الولايات المتّحدة بنظره، وذلك بعد ساعات على رفض مجلس النوّاب مذكّرة تدعو إلى إطلاق إجراءات لعزله. ورأى ترامب من غرينفيل في كارولاينا الشماليّة أن "الأيديولوجيّات اليساريّة تُريد تدمير دستورنا والقضاء على القيم التي قامت على أساسها أمّتنا الرائعة"، مضيفاً: "اليوم نُجدّد تصميمنا ونرفض أن تُصبح أميركا بلداً اشتراكيّاً".

وأمام حشد كبير من مناصريه الذين تفاعلوا مع خطابه بحماسة شديدة، تحدّث ترامب مجدّداً عن النائبات الديموقراطيّات الأربع، ونصحهنّ بـ"العودة" من حيث أتين. وكان يُشير إلى نائبات في الكونغرس غير متمرّسات في السياسة، مثل ألكسندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك والهان عمر من مينيسوتا وأيانا بريسلي من ماساتشوستس ورشيدة طليب من ميشيغن.

وعندما ذكر ترامب الهان عمر، احدى أوّل مسلمتَيْن انتخبتا في الكونغرس، والتي أثارت جدلاً واسعاً في السابق بسبب تعليقاتها التي تناولت اعتداءات 11 أيلول بطريقة اعتبرها كثيرون مهينة بحقّ الولايات المتّحدة، ردّد الجمهور بصوت مرتفع: "اطردوها!". وكان ترامب شديد السخرية خصوصاً بحقّ النائبة عن نيويورك ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، رغم مهاجمته النائبات الأربع بشكل عام، ووصفهنّ بأنهنّ "نائبات شريرات اشتراكيّات". وقال ترامب ساخراً: "ليس لدي الوقت لذكر اسمها الكامل، سنُسمّيها كورتيز". وكانت كورتيز أثارت جدلاً واسعاً هي الأخرى منتصف حزيران الماضي، عندما شبّهت مراكز تجميع المهاجرين على الحدود الجنوبيّة للولايات المتّحدة بـ"معسكرات اعتقال".

وترامب (73 عاماً)، الذي سيخوض في تشرين الثاني 2020 معركته لولاية ثانية من أربع سنوات، أعرب عن ارتياحه لفشل تمرير مذكّرة دعت إلى إطلاق اجراءات لإقالته. ورفض مجلس النوّاب الذي يُسيطر عليه الديموقراطيّون هذه المذكّرة، ما يُبرز انقسام المعارضة حول هذه القضيّة. ورحّب ترامب بهذه الخطوة، واصفاً المذكّرة بأنّها "مشروع سخيف جدّاً". ومستعيداً فوزه الانتخابي العام 2016 كـ "إحدى أروع الأمسيات في تاريخ التلفزيون"، قال ترامب": "علينا أن نُعيدها"، وردّد مناصروه بحماسة: "أربع سنوات إضافيّة".

وفي وقت يُثير الرئيس الجمهوري حماسة قاعدته الانتخابيّة المُحافظة من خلال تناول مواضيع حسّاسة تُلامس هواجسها وطموحاتها، يُتّهم من قبل خصومه الديموقراطيين بتأجيج التوتّرات العرقيّة والأيديولوجيّة وتشجيع الانقسامات في البلاد. وبات ترامب يُراهن أكثر من أيّ وقت مضى على تعبئة الناخبين البيض، خصوصاً من الطبقة الوسطى، هذا فضلاً عن نجاحه إلى حدّ ما باستقطاب نسبة معيّنة من الناخبين السود واللاتين بسبب نجاح سياساته الاقتصاديّة التي تخلق فرص عمل قياسيّة تنعكس ايجاباً على هذه الفئات المجتمعيّة في البلاد.

ويعلم الرئيس الأميركي أنّه يُمكنه الاعتماد على دعم الجمهوريين في الكونغرس، حيث أن قاعدته الشعبيّة قويّة وتؤثّر بشكل مباشر على قرارات المسؤولين وأعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري ومواقفهم، لذلك يلزمون الحذر الشديد في كيفيّة مقاربتهم لتصريحات ترامب وتغريداته، وهو المرشّح الذي سيُمثّلهم في اقتراع 2020.

ويبدو أن التغريدات التي تلقى ردود فعل سلبيّة جدّاً في المعسكر الديموقراطي، لا تؤثّر على شعبيّة ترامب في صفوف الناخبين الجمهوريين، بل زادت بخمس نقاط إلى 72%، بحسب استطلاع لـ"رويترز/ايبسوس" نُظّم الإثنين والثلثاء. وملف الهجرة الذي كان أحد العناوين الرئيسيّة لحملته في 2016، يلقى تأييداً كبيراً في الأوساط اليمينيّة - المُحافظة. وبحسب تحقيق لمركز "بيو" للأبحاث نشر أمس الأوّل، يرى 57% من الجمهوريين أن "الأميركيين قد يخسرون هويّتهم إذا بقيت البلاد مفتوحة كثيراً للمهاجرين".

MISS 3