قصف مدفعي في الخرطوم والجيش السوداني يستقدم تعزيزات الى العاصمة

12 : 17

ترددت أصداء القصف المدفعي في الخرطوم صباح اليوم الجمعة مع احتدام القتال في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات الى العاصمة.


وأفاد شهود بسماع "أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون في ضاحية أم درمان".



وفيما يبدو تمهيداً لتصعيد إضافي محتمل في أعمال العنف، أعلن الجيش اليوم استقدام تعزيزات للمشاركة "في عمليات منطقة الخرطوم المركزية".


وأشارت المحللة السودانية خلود خير من مركز "كونفلوانس أدفايزوري" ومقره في الخرطوم، الى أن الجيش يعتزم "شن هجوم واسع قريباً ضد قوات الدعم، ولهذا انسحب من المفاوضات في جدة".


وكان أعلن الجيش الأربعاء تعليق مشاركته في المباحثات المستمرة منذ أسابيع، متهما قوات الدعم بعدم الايفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات ومنازل السكان.


وبعدما حمّلت طرفي النزاع مسؤولية انهيار الهدنة والمباحثات في جدّة، أعلنت واشنطن امس الخميس فرض عقوبات على شركات وقيود على تأشيرات الدخول لمسؤولين على ارتباط بطرفي النزاع.


وتستهدف العقوبات الاقتصادية العديد من الشركات في قطاعات الصناعة والدفاع والتسلح بينها شركة "سودان ماستر تكنولوجي" التي تدعم الجيش.


وبالنسبة الى قوات الدعم، فرضت واشنطن عقوبات على شركة الجنيد للمناجم والتي تدير مناجم ذهب عدة في إقليم دارفور وتوفّر تمويلا للقوات.


وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان امس إن "حمام الدم" في الخرطوم ودارفور "مروّع".



وأشار الى أن خرق الهدنة الأخيرة "زاد من مخاوفنا من نزاع طويل الأمد ومعاناة كبيرة للشعب السوداني".


ومنذ بدء أعمال العنف، لم يحقق أي من الجانبين تقدماً ميدانياً ملموساً على حساب الآخر أو خرقاً في موازين القوى.


ورأت المحللة خلود خير إن الجيش يرغب في تحقيق "بعض المكاسب العسكرية قبل الالتزام بأي محادثات مستقبلية بهدف تحسين موقعه على طاولة المفاوضات".



من جهة أخرى دانت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي امس "أعمال نهب أصول وأغذية برنامج الأغذية العالمي التي تجري الآن في الأبيض (شمال كردفان)"، مضيفة عبر تويتر "تعرضت مستودعاتنا للهجوم، والغذاء الذي يكفي 4,4 ملايين شخص معرض للخطر".



وبحسب الأمم المتحدة، بات السودان الذي كان من أكثر دول العالم معاناة حتى قبل النزاع، أمام وضع "كارثي"، في ظل خروج ثلاثة أرباع المستشفيات عن الخدمة، فيما يحتاج 25 مليون نسمة (أكثر من نصف السكان) الى مساعدات انسانية.


وأكدت المنظمة الدولية إنها لم تحصل إلا على 13 بالمئة من مبلغ 2,6 مليار دولار تحتاجه.


ومن المقرر أن تبحث الأمم المتحدة اليوم في مصير بعثتها الى السودان التي تنتهي مهمتها رسمياً السبت.


وكان البرهان طلب من الأمين العام للأمم المتحدة استبدال فولكر بيرتس، رئيس البعثة التي غادر غالبية أفرادها البلاد بعيد اندلاع النزاع.