عقوبات أميركية على إيران... وتظاهرات وقمْع في إيلام

الرياض وطهران: لتكثيف اللقاءات التشاورية

02 : 00

مصافحة بين وزيرَي خارجية السعودية وإيران في كيب تاون أمس...

في استكمالٍ للجوّ الديبلوماسي الايجابي بين الرياض وطهران بعد إبرام اتفاق تاريخي برعاية بكين في 10 آذار، أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في لقاء على هامش الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة "بريكس" في جنوب أفريقيا عن "تطلّعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية" و"بحث سُبل التعاون لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف".

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان أن اللقاء "بحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات"، إضافةً إلى "متابعة خطوات تنفيذ اتفاق البلدَين الموقّع في بكين، بما فيه تكثيف العمل الثنائي لضمان تحقيق الأمن والسلم الدوليَّين". تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق يقتضي تبادل البعثات الديبلوماسية خلال شهرَين من توقيعه، الأمر الذي لم يحصل حتّى الساعة رغم انقضاء المهلة المتّفق عليها.

تزامناً، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة إيرانية واثنين من مسؤوليها لضلوعهم في فرض رقابة على الإنترنت في إيران. وجاء في بيان للخزانة أن العقوبات شملت شركة التكنولوجيا التي تتّخذ من إيران مقرّاً لها والمعروفة باسم "آرفان كلاود" وموظّفَين كبيرَين فيها، بالإضافة إلى شركة تابعة لها مقرّها في الإمارات، وذلك لدورهم في "تسهيل رقابة النظام الإيراني على الإنترنت في إيران".

وأوضح البيان أن الشركة تتمتّع بعلاقة وثيقة مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بما في ذلك وزارة الاستخبارات والأمن، لافتاً إلى أن المديرين التنفيذيين في الشركة لديهم علاقات واسعة مع كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين، فيما كشف تلفزيون "إيران إنترناشيونال" أن مسؤولَي الشركة اللذَين شملتهما العقوبات هما بويا بير حسين لو، وفرهاد فاطمي، وهما "مؤسّسا الشركة".

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون: "الوصول الحر وغير المقيّد إلى المعلومات حقّ أساسي لجميع الشعوب بما في ذلك في إيران... الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة أولئك الذين يسعون إلى تقويض حرّية التعبير وقمع المعارضة ومعاقبة الأنظمة التي تحرم مواطنيها من هذا الحق".

توازياً، جرح عدد من الأشخاص عندما أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على تظاهرة احتجاجيّة غاضبة بعد وفاة الطالب الشاب بامشاد سليمانخاني (21 عاماً) بُعيد إطلاق سراحه. واندلعت الاحتجاجات مساء الخميس في أبدانان في محافظة إيلام التي يقطنها أكراد، كما ذكرت منظمة "هنغاو" و"شبكة حقوق الإنسان الكردستانية" وحساب "1500 تسفير".

وذكرت "هنغاو" أن 25 شخصاً جُرحوا في قمع المتظاهرين الذين ردّدوا شعارات مناهضة للنظام، فيما كشف موقع "1500 تسفير" أن عائلة سليمانخاني لاحظت وجود رغوة في فمه بعد خروجه من السجن وتمّ نقله إلى المستشفى، حيث سجّل الأطباء كسوراً متعدّدة في جسده وحروق سجائر أُصيب بها أثناء الاحتجاز. وقد توفي بعد ذلك.

في الغضون، أظهرت مقاطع فيديو من مدينة زاهدان في جنوب شرق إيران أمس، خروج المتظاهرين إلى الشوارع مردّدين هتافات مناهضة للنظام، مثل: "أيها الباسيج والحرس الثوري أنتم دواعشنا"، و"الموت لخامنئي واللعنة على الخميني"، و"فليسقط النظام قاتل الأطفال" و"لا نُريد جمهوريّة الإعدام"، في إشارة إلى كثرة الإعدامات التي نفّذها النظام هذه السنة.

على صعيد آخر، استضاف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي الخميس، وناقشا سُبل منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وبحسب بيان البيت الأبيض، فقد ناقش الجانبان سُبل تعزيز التعاون لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي وسُبل مواجهة التهديدات التي تُشكّلها إيران ووكلاؤها، وذلك متابعة لاجتماع المجموعة الاستشارية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل في آذار.

وأعاد سوليفان التأكيد على هدف الإدارة الأميركية المتمثل بتعزيز أمن إسرائيل وتكاملها الإقليمي في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وتطرّق سوليفان إلى القلق الأميركي - الإسرائيلي المشترك إزاء علاقة روسيا العسكرية المتزايدة مع إيران، وأهمّية دعم أوكرانيا في دفاعها عن أراضيها ومواطنيها، بما في ذلك من الطائرات المسيّرة الإيرانية.

وبعد أسبوع على إطلاق سراح العامل الإنساني البلجيكي أوليفييه فاندكاستيل، أعلنت بروكسل عودة 3 سجناء أوروبّيين آخرين من إيران، أحدهم دنماركي واثنان إيرانيان - نمسويان. وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في بيان: "بلجيكا تُنظّم حاليّاً عملية الإجلاء عبر سلطنة عُمان إلى بلجيكا".