عويدات: اللاهثون وراء المناصب والكراسي حاقدون وزارعو الفتن

ممثل المفتي دريان في تكريم عويدات في الوردانية: الانهيار هو نتيجة خلافاتنا وتشرذمنا

14 : 16

رعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثلا برئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف، الإحتفال التكريمي للنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بدعوة من صالون أبو رضا الثقافي في بلدة الوردانية.


وتحدث القاضي عويدات، فقال: "شرف كبير لي أن أكون بينكم مكرماً في القلوب، في هذه الدار الجامعة، منتدى التلاقي والحوار، دارة الراحل العم أبو رضا، فرحمة الله على الراحل الكبير، جليس الكبار، الذين حلموا ببناء وطن الإنسان والرسالة لبنان، في زمن باتت فيه صراعات الحضارات والأثنيات والعرقيات، تنثر بالثبور وبعظائم الأمور".


أضاف: "إنبرى بعض الطارئين على الحياة العامة ومنظومة الجهل، الذين يلهثون وراء المناصب والكراسي والمصابون بمحنة العقل في السياسة والإقتصاد والإدارة، الممتهنون لعب دور الضحية، والمضحون بكل غال ونفيس من أجل مصالحهم النرجسية والهادفون الى الفتن والإفتراء وهدر الدماء، لإصطياد النفوس الطيبة الخيرة كعادتهم، محاولين أن ينالوا من مصداقيتنا، مرتكزين على غوغائية وشعبوية مدمرة، كاذبين مفترين، مغتالين، حاقدين وزارعي الفتن".


وتابع عويدات: "أفواههم قبور مفتوحة، عيونهم متعالية، ألسنتهم كاذبة، أياديهم ساكبة دما بريئا، قلوبهم تنشئ أفكارا رديئة، أرجلهم سريعة الجريان الى فعل السوء، هم شهود زور وزارعو خصومات بين الإخوة والأبناء، غير معتبرين ان كل من عليها فانٍ"، فإلى هؤلاء نقول:" تمسكنا بالترفع وبالحكمة وبالحق وبالعنفوان ونخسر الميزان، فنحن المصلحون، ولا نريد أن نكون جبارين في الأرض".


وقال: "بالأمس القريب عمدوا الى محاولة إزالة الوحدة القائمة على التنوع في كل لبنان، وحاولوا القضاء على نموذج الحياة في الاقليم. إنني أشدد على عبارة الوحدة في التنوع، وليس على عبارة العيش المشترك. الوحدة هي قيمة إنسانية جامعة وقائمة على التنوع، وهي مثال يحتذى به، وقيمة تستحق الإستماتة من أجلها".

كلمة المفتي دريان ألقاها ممثله القاضي عساف الذي نقل تحيات المفتي دريان، مؤكدا أن "العمل القضائي ليس بالأمر السهل، كما يتوهم البعض، بل فيه صعاب جسام ولا يدرك هذه الصعاب إلا من عمل ويعمل ضمن هذه المنظومة من العمل القضائي".


أضاف: "القضاء يفصل الخصومات ويعطي كل ذي حق حقه، وهو اساس العدل وميزانه، الذي يفرق به بين الحق والباطل وبين العدل والظلم وبين الظالم والمظلوم، فيتساوى أمامه الخصوم، ولا فرق أمام القضاء العادل بين غني وفقير ولا بين شريف ووضيع، ولا بين ابيض واسود ولا بين عربي واعجمي ولا بين حاكم ومحكوم فالكل سواسية أمام العدالة".


وتابع: "ولكي يقوم القضاء العادل بين الناس، ينبغي على من يتولى القضاء أن يتصف بالعدالة ولديه المقدرة على نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم، فعند انعدام العدل تسود الفوضى ويصبح الحكم في البلاد كحكم الغاب، القوي يأكل الضعيف، والظالم يغلب المظلوم، أما إذا ساد العدل ينتصر المظلوم على الظالم، ويأخذ الضعيف حقه من القوي، وتتساوى العباد أمام القانون، لا فرق أمام القانون بين رئيس ومرؤوس، ولا بين حاكم ومحكوم، ولا بين قوي وضعيف، فالجميع سواسية أمام العدالة. لا مجال للظلم أن يأخذ مجراه أمام العدل، ولا أن يسلك طريق الحكم بين الناس طالما أن العدل هو الحاكم، فالعدل اساس الملك وهو الذي يجعل الناس تعيش في راحة واطمئنان وسلام وامان، لا خوف من أخذ الحق ولا خوف من بطش الظالمين وكيد الخائنين".


وأردف: "إن سعادة النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات كما يعرفه الكثير، رجل قضاء من الطراز الأول، دمث الأخلاق، عصامي، ذو نظرة قضائية ثاقبة، يتمتع بخلق رفيع، ومكانة اجتماعية وقضائية سامية، تخرج من بيت أولى المسائل القضائية اهتماما عظيما حتى أضحى علما من أعلام القضاء في لبنان، همه الشاغل تطبيق القانون وكف يد من يخالفه، متمثلا يقول رسول الله "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، مؤكدا ان "دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، تدعو دائما إلى قضاء عادل، بعيدا عن السياسة والتسييس، فالسياسة اذا تدخلت في القضاء افسدته، والقضاء اذا تدخل في السياسة قضى على الفساد فيها".


وختم: "أن ما نشهده اليوم من انهيار اقتصادي واجتماعي، هو نتيجة خلافاتنا وتشرذمنا في غالبية الامور، الأمر الذي جعلنا ندفع اثمان ذلك غاليا على كل الأصعدة الحياتية والاجتماعية والسياسية، لذا ستبقى دار الفتوى حريصة على جمع الكلمة ووحدة الشمل ومحافظة على ثوابتها ومواقفها التي تدعو إلى المواطنة والعيش المشترك، وما يجمع اللبنانيين ويوحدهم. ونحن في هذا المكان من جبل لبنان لا بد أن نذكر رجل المواقف الوطنية الذي كان همه دائما جمع الكلمة ووحدة لبنان أعني به سماحة مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو. ولا بد لنا أن نستذكر في هذا المكان الحاج محمد رضا الحاج ونستذكر مواقفه الوطنية وانجازاته الاجتماعية والخيرية وعمله الدؤوب في تنمية الوقف في بلدته الوردانية، التي أضحت أعماله تدل على مدى نبله ومدى خبرته في الحياة الاجتماعية والسياسية".


بعدها تم تسليم عساف درعا عربون وفاء وتقدير للمفتي دريان. كما تم تسليم القاضي عويدات درعا آخر من صالون ابو رضا الثقافي. 

MISS 3