الإسرائيليون يُشيّعون قتلاهم... وتفاصيل "هجوم العوجة" تتكشّف

02 : 00

خلال تشييع الجندية ليا بن نون في ريشون لتسيون قرب تل أبيب أمس (أ ف ب)

شارك آلاف الإسرائيليين أمس في تشييع الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين قُتلوا السبت بالقرب من معبر العوجة على الحدود مع مصر، حيث أرداهم عنصر أمن مصري بالرصاص قبل أن يُقتل بدوره، في مراسم أُقيمت في العديد من المدن الإسرائيلية، مع تعهّد المسؤولين بكشف ملابسات الحادث الذي تتعاون فيه السلطات الإسرائيلية والمصرية.

وبعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعازيه لعائلات الجنود، مؤكداً في مستهلّ الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أنه "سيتمّ التحقيق فيه (الحادث) بدقة"، مجدّداً وصفه إيّاه بأنّه "خطر وغير عادي". وكشف أنه وجّه "رسالة واضحة للحكومة المصرية: نتوقع أن يكون التحقيق المشترك شاملاً ومفصّلاً".

وأكد أنّه "سنُحدّث إجراءات وأساليب العمليات"، وأيضاً "الإجراءات الرامية إلى الحدّ من عمليات التهريب إلى الحدّ الأدنى"، لضمان عدم تكرار مثل هذه "الهجمات الإرهابية المأسويّة"، مشدّداً على أن حكومته ستستخلص النتائج من العملية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الأوّل أودى بالجندية ليا بن نون (19 عاماً) والجندي أوري إسحق إيلوز (20 عاماً)، وكلاهما يخدمان في الوحدة المختلطة المسؤولة عن تسيير دوريات على الحدود الإسرائيلية - المصرية.

وشُيّعت بن نون في ريشون لتسيون قرب تل أبيب بحضور شعبي حاشد. وفي صفد، دُفن إيلوز بحضور أقاربه وآلاف الأشخاص الذين جاؤوا لتقديم العزاء، بمَن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت. أمّا الجندي الثالث أوهاد دهان، فشُيّع في أوفاكيم بحضور شعبي حاشد أيضاً.

وأثارت الصحف الإسرائيلية الأسئلة التي يتعيّن على السلطات الإسرائيلية الإجابة عنها لفهم ملابسات الحادث، فيما يُحاول الجيش الإسرائيلي التحقّق من كيفية تمكّن عنصر الأمن المصري من اختراق الحدود في ظلّ وجود حاجز يمتدّ على طول الحدود بارتفاع أمتار عدّة.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية نتائج التحقيق الأوّلي للجيش الإسرائيلي في شأن العملية التي حصلت قرب معبر العوجة. وأوردت صحيفة "معاريف" أن الشرطي المصري خطّط للهجوم بدقة، وربّما تلقّى مساعدة على مستوى التخطيط، مشيرةً إلى أن المجنّد مشى مسافة 5 كيلومترات من موقعه في الأراضي المصرية وسط تضاريس صعبة للغاية. وكشفت أن منفّذ العملية خطّط لمسار التسلّل وعرف موقع الجنود الذي يبعد نحو 150 متراً عن ممرّ الطوارئ في السياج الحدودي.

وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى بأنّ الشرطي المصري غادر معسكره ليلاً ودخل من معبر خاص وكان يحمل بندقية كلاشنيكوف قديمة و6 مخازن ذخيرة وسكاكين ومصحفاً، موضحةً أن منفّذ العملية خطّط لكلّ خطوة مسبقاً وكان يعرف المنطقة جيّداً، بما في ذلك موقع المراقبة الذي قُتل فيه الجنديَّان الإسرائيليَّان، بحكم عمله حارس حدود، فضلاً عن إشارتها إلى الأخطاء التي ارتكبها العناصر الإسرائيليّون.

توازياً، شدّد رئيس الأركان هيرزي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت على أهمّية التعاون والعلاقات مع مصر. وفي بيان، تطرّق غالانت إلى فحوى المحادثات الهاتفية التي أجراها مع نظيره المصري محمد زكي والتي قال إنّهما أكدا خلالها "أهمّية العلاقات" بين الجانبَين. أمّا زكي، الذي قدّم تعازيه "في ضحايا الحادث"، فأكد "التنسيق المشترك لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قائد "الفرقة 80" العميد إيتسيك كوهين أجرى السبت تحقيقاً ميدانيّاً في منطقة الحدود بين إسرائيل ومصر، بمشاركة مندوبين عن وزارة الدفاع المصرية، لافتاً إلى أن رئيس لواء العلاقات الخارجية العميد إفي ديفرين يقود التنسيق مع مندوبي الجيش المصري.


MISS 3