واشنطن تُرسل إليها مساعدات طبّية بقيمة 100 مليون دولار

إيطاليا تبكي ضحايا "كورونا"... دقيقة صمت وتنكيس الأعلام!

07 : 45

العلم الإيطالي "ينحني" لضحايا الوباء (أ ف ب)

وقفت إيطاليا دقيقة صمت ونكّست أعلامها بالأمس حداداً على 12428 شخصاً توفّوا من جرّاء فيروس "كورونا المستجدّ"، الذي أرغم سكّان هذا البلد المتوسّطي على تغيير نمط حياتهم بشكل جذري.

وسجّلت إيطاليا التي يبلغ عدد سكّانها أكثر من 60 مليون نسمة، ما يقرب من ثلث إجمالي الوفيات العالميّة بسبب "كوفيد-19". ويأتي يوم الحداد في نهاية شهر سجّلت خلاله إيطاليا عدداً أكبر من الوفيات التي سبّبتها كارثة واحدة منذ الحرب العالميّة الثانية.

واكتشفت أوّل إصابة بالفيروس في إيطاليا بالقرب من مدينة ميلانو الشماليّة في أواخر شباط، قبل أن ينتشر في مختلف أنحاء البلاد ويستنفد طاقات المستشفيات مع وصول المرضى في حالات حرجة. وهناك حاليّاً نحو أربعة آلاف شخص في إيطاليا يتلقّون علاجات للمرض في العناية الفائقة.

وبعد الوقوف دقيقة صمت ظهر أمس، قالت رئيسة بلديّة روما فرجينيا راغي إنّ الفيروس "مُصاب ألمَّ بالبلاد بأسرها... معاً سنتجاوزه". وأُقيم الحفل خارج مبنى البلديّة، فيما نكّست مدينة الفاتيكان بالمثل أعلامها الصفراء والبيضاء تضامناً مع بقيّة إيطاليا. وشدّدت راغي على أنّه من الضروري ملازمة المنازل.

ورأت رئيسة بلديّة روما أن "التضحية التي نُقدّمها عندما يُطلب منّا البقاء في المنزل ضروريّة لإنقاذنا جميعاً"، موضحةً أنّه "يجب أن نفعل ذلك من أجل جميع الذين فقدوا أرواحهم وجميع أولئك الذين يُعرّضون حياتهم للخطر من خلال العمل من أجلنا جميعاً، الأطباء والممرّضات ومن يعملون في محلّات السوبرماركت".

وفرضت الحكومة الإيطاليّة إغلاقاً غير مسبوق منذ ثلاثة أسابيع للمساعدة في وقف انتشار الوباء الذي أصاب حتّى الآن أكثر من 100 ألف شخص، في حين تُهدّد الكلفة الماليّة للإغلاق القسري لكلّ الشركات تقريباً بأعمق ركود منذ عقود يُصيب الاقتصاد الإيطالي، ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

وإذ قرّرت الحكومة الإثنين تمديد الإغلاق حتّى منتصف نيسان على الأقلّ، من غير المتوقّع أن تبدأ المتاجر والمطاعم بفتح أبوابها حتّى ما بعد أيّار، ولا يوجد مسؤول على استعداد للتنبؤ بموعد عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل شهر فقط.

وفي السياق، أعلن تجمّع كبار الأعمال "كونفيدوستريا" أنّه يتوقّع أن يتقلّص إجمالي الناتج الداخلي في البلاد بنسبة 6 في المئة في حال لم يتلاش انتشار الفيروس بحلول نهاية أيّار، لافتاً إلى أن كلّ أسبوع إضافي من الإغلاق سيُقلّص بنسبة 0.75 في المئة من اجمالي الناتج المحلّي. كما تبدو أوساط الأعمال الكبرى في مدينة بيرغامو في شمال البلاد التي سجّلت أعلى معدّل وفيات بالمرض في العالم، قلقة إزاء آفاق المستقبل على المدى البعيد.

واعتبر رئيس فرع بيرغامو ضمن تجمّع أصحاب كبار الأعمال ستيفانو سكاليا لصحيفة محلّية أن طلب "إغلاق كلّ شيء" قد يكون الأمر الصائب، لكنّه لا يُمكن أن يستمرّ "إلى الأبد". وقال: "الشيء الحقيقي والمعقّد الذي يجب القيام به، ويبدو أن لا أحد يُفكّر فيه، هو محاولة أن نفهم كيف سنتمكّن من البدء مجدّداً". لكن ماسيمو غالي، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى لويجي ساكو في ميلانو الذي تمكّن من عزل السلالة الإيطاليّة للفيروس، قال إنّه ينظر إلى المستقبل ببعض الأمل، مضيفاً: "لدينا انطباع بأنّ الوباء يضعف".

في الغضون، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الولايات المتّحدة ستُرسل إمدادات طبيّة بقيمة 100 مليون دولار إلى إيطاليا. وأوضح ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي حول جهود إدارته لمكافحة تفشّي فيروس "كورونا المستجدّ" أنّه تباحث هاتفيّاً مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي وأبلغه بأنّ لدى الولايات المتحدة فائضاً من المواد التي لا تحتاج إليها، وسوف تُرسل إلى إيطاليا ما قيمته حوالى 100 مليون دولار من الإمدادات الجراحيّة والطبّية والاستشفائيّة.

وأضاف الرئيس الأميركي أمام الصحافيين في حديقة الورود في البيت الأبيض أنّ رئيس الوزراء الإيطالي "كان سعيداً جدّاً جدّاً" بهذا النبأ. وتابع: "سنُرسل أيضاً أشياء أخرى لسنا بحاجة إليها إلى أماكن أخرى". وأكّد أنّ إنتاج أجهزة التنفّس الاصطناعي في الولايات المتّحدة سيُسجّل ارتفاعاً قويّاً نظراً إلى اندفاع أكثر من 10 شركات لتصنيع هذه الأجهزة، واعداً بتصدير أي فائض منها إلى أوروبا التي تفتقر إليها بشدّة.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس الجمهوري: "ما أن يزيد إنتاجنا من أجهزة التنفّس الاصطناعي عن حاجتنا، فإنّنا سنُرسلها إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، حيث يُواجهون مشكلات رهيبة، وإلى دول أخرى إذا أمكن".

ولاحقاً، أعلن متحدّث باسم البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي قدّم إلى رئيس الوزراء الإيطالي "تعازيه بأولئك الذين توفوا في إيطاليا"، و"جدّد له التأكيد على التزام واشنطن العمل مع روما ومع سائر شركائها وحلفائها الأوروبّيين" في سبيل القضاء على الوباء.


MISS 3