الوباء يُهدّد "الأمن الغذائي العالمي"

"كورونا"... الوفيات تتضاعف والإصابات إلى المليون

02 : 20

إجلاء مصابين عبر قطار فائق السرعة في فرنسا أمس (أ ف ب)

عبّرت "منظّمة الصحّة العالميّة" بالأمس عن قلقها إزاء "التصاعد السريع" لفيروس "كورونا المستجدّ" في الآونة الأخيرة وانتشاره عالميّاً، إذ كشف رئيسها أدهانوم غيبريسوس أن "عدد الوفيات ازداد أكثر من مرّتَيْن في الأسبوع الماضي"، محذّراً من أنّه "في الأيّام القليلة المقبلة سنصل إلى مليون إصابة مؤكدة و50 ألف وفاة"، ومشدداً على أنّ "سلوك كورونا ليس معروفاً جدّاً وعلينا أن نتوحّد لمكافحة هذا الفيروس المجهول والخطر".

أميركيّاً، حذّر الرئيس دونالد ترامب من أنّ الولايات المتّحدة ستمرّ بأسبوعَيْن "مؤلمَيْن جدّاً جدّاً" على صعيد مكافحة الفيروس القاتل الذي لا ينفكّ يحصد أعداداً متزايدة من الضحايا في بلاده والعالم بأسره.

وإذ وصف ترامب جائحة "كوفيد-19" بأنّها "بلاء"، قال: "أُريد أن يكون كلّ أميركي مستعدّاً للأيّام الصعبة المقبلة"، معرباً عن أمله في أن تتمكّن بلاده في نهاية هذه الفترة من "رؤية ضوء حقيقي في نهاية النفق".

وبلغ عدد الذين ثبتت مخبريّاً إصابتهم بالوباء في الولايات المتحدة أكثر من 207613، توفي منهم 4611 مريضاً. ولا تنفك وتيرة الوفيات تتسارع، ولا سيّما في نيويورك، بؤرة الوباء في الولايات المتحدة. وبحسب تقديرات البيت الأبيض، فإنّ الوباء سيفتك في الولايات المتحدة بما بين 100 ألف إلى 240 ألف شخص إذا ما تقيّد الجميع بالقيود المفروضة حاليّاً لاحتوائه، مقارنةً بما بين 1.5 مليون إلى 2.2 مليون شخص كانوا سيلقون حتفهم لو لم يتمّ فرض أيّ قيود.

في الأثناء، أمرت البحريّة الأميركيّة بإجلاء آلاف البحارة لحاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النوويّة "يو أس أس ثيودور روزفلت" في جزيرة غوام، بعد تحذير قبطانها من أن تفشّي الفيروس على متنها يُهدّد حياة الطاقم، في حين يتمّ اعداد فريق من بحارة غير مصابين لإبقاء السفينة قيد التشغيل.

توازياً، خلص تقرير سرّي لأجهزة الاستخبارات الأميركيّة رفع إلى البيت الأبيض إلى أن الصين أخفت عمداً مدى تفشّي "كورونا المستجدّ"، ولم تُبلغ عن الأرقام الحقيقيّة للإصابات والوفيات جرّاء الفيروس، وفق ما نقل موقع وكالة "بلومبيرغ"، في وقت اعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّ الجائحة هي أسوأ أزمة عالميّة منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية قبل 75 عاماً، معرباً عن قلقه من أن تتسبّب تداعياتها بتأجيج النزاعات والحروب حول العالم الذي سجّل أكثر من 920000 إصابة بالفيروس وأكثر من 46000 حالة وفاة.

بدوره، حذّر الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ من أن الحلف يجب أن يمنع الأزمة الصحّية التي تسبّب بها الوباء من تعريض أمن الحلفاء للخطر، لأن التهديدات "لم تختفِ وكأنّها معجزة"، فيما حذّرت بدورها ثلاث منظّمات دوليّة مكلّفة شؤون التغذية والصحّة والتجارة (منظّمة الأغذية والزراعة ومنظّمة الصحّة العالميّة ومنظّمة التجارة العالميّة)، من مخاطر حصول أزمة غذائيّة في العالم مع الاضطرابات في سوق المنتجات الزراعيّة وعدم حصول العاملين في هذا القطاع على حماية كافية في مواجهة الفيروس الخطر. ونبّه مدراء هذه المنظّمات الثلاث في بيان مشترك نادر، إلى أنّه في حال قيام بعض الدول المصدّرة للحبوب الأساسيّة بالاحتفاظ بمحاصيلها خشية حصول نقص أو لخفض الأسعار في أسواقها الداخليّة، فإنّ دولاً أخرى على الضفة المقابلة من السلسلة الغذائيّة العالميّة قد تواجه مخاطر التعرّض لنقص خطر.

أوروبّياً، سجّلت بريطانيا 563 وفاة بالفيروس، وهي المرّة الأولى التي تتخطّى فيها الحصيلة اليوميّة للوفيات في البلاد عتبة 500 وفاة، ما يرفع إلى 2352 الحصيلة الإجماليّة للمتوفين بالوباء على الأراضي البريطانيّة، بينما بلغ عدد الاصابات 29474، في وقت دعا فيه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ألمانيا إلى ضمان تضامن أوروبي واسع من أجل تجاوز ما وصفه بـ"تسونامي" ناجم عن تفشّي وباء "كوفيد-19". وقال كونتي في مقال سيُنشر اليوم في أسبوعيّة "دي تسايت" الألمانيّة: "إذا كنّا اتحاداً، فإنّه وقت إثبات ذلك"، مضيفاً: "نحتاج إلى استراتيجيّة للنهوض الاقتصادي. يتعيّن على كلّ الدول الأوروبّية الآن المساهمة، من دون استثناء".

وتُعدّ إيطاليا الأكثر تضرّراً بالوباء إذ بلغ عدّاد الوفيات لديها 13155 من أصل 110574 إصابة مؤكدة. وتليها إسبانيا حيث توفي 9053 مريضاً وأصيب 102136 شخصاً. وترغب الدولتان، وكذلك فرنسا، في أن يأتي الاتحاد الأوروبي بدعم مالي كبير من أجل تجاوز التداعيات الصحّية والاقتصاديّة والاجتماعيّة للأزمة.

وفي ألمانيا، أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أنّ برلين قرّرت تمديد التدابير التقييديّة على صعيد الحياة العامة في البلاد حتّى 19 نيسان على الأقلّ. وأوضحت أن "عدد الإصابات يواصل الارتفاع بشكل كبير"، مبديةً أسفها لهذا الأمر، فيما سجّلت ألمانيا 76544 إصابة مؤكدة، مقابل 858 حالة وفاة، بينما سجّلت فرنسا 509 وفيات خلال 24 ساعة في أعلى حصيلة يوميّة منذ بدء تفشّي الوباء، ما يرفع عدد المتوفين في المستشفيات الفرنسيّة إلى 4032 شخصاً، فيما أُصيب قرابة 57000 شخص بالمرض. وتواصل فرنسا إجلاء مصابين للتخفيف عن المناطق المكتظّة للمرّة الأولى، وذلك عبر قطارَيْن فائقَيْ السرعة مجّهزَيْن بالمعدّات الطبّية اللازمة انطلقا من إيل دو فرانس نحو بريتانييه.

أمّا في تركيا التي ظلّت لفترة بمنأى عن الوباء، قضى طبيب تركي وأصيب أكثر من 600 من أفراد الطواقم الصحّية بالفيروس، وفق ما أعلن وزير الصحّة فخر الدين كوجا من دون أن يُخفي حزنه إزاء الوضع الذي يزداد سوءاً. وسجّلت تركيا ما مجموعه 15679 إصابة بالفيروس، وفق الوزير الذي أشار إلى وفاة 63 شخصاً في الساعات الـ24 الأخيرة، لتصل حصيلة الوفيات إلى 277.

عربيّاً، أعلنت الإمارات إنشاء مختبر ضخم لزيادة وتسريع التشخيص والكشف عن الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس. ويملك المختبر الجديد إمكانيّة إجراء الآلاف من الاختبارات يوميّاً، في حين سجّلت البلاد 814 إصابة و8 وفيات، فيما توقّعت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعيّة والاقتصاديّة لغرب آسيا (إسكوا) أن ينضمّ أكثر من 8 ملايين عربي إلى "عداد الفقراء" في المنطقة بسبب "كورونا المستجدّ".


MISS 3