حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأمس، إيران، من دفع "ثمن باهظ" إذا ما هاجمت هي أو حلفاؤها في العراق القوّات الأميركيّة المنتشرة هناك. وجاء في تغريدة للرئيس الجمهوري: "بناءً على معلومات، تُخطّط إيران أو حلفاؤها لهجوم مباغت يستهدف قوّات أميركيّة و/أو منشآت في العراق"، مضيفاً: "إذا حصل هذا الأمر، ستدفع إيران ثمناً باهظاً جدّاً". إلّا أنّه لم يتّضح ما إذا كان سيّد البيت الأبيض يعني أن لدى واشنطن معلومات استخباراتيّة طارئة عن تلك الخطّة، في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة وإيران نزاعاً شرساً على المصالح والنفوذ في العراق.
من ناحيتها، حذّرت طهران واشنطن من خطر جرّ الشرق الأوسط إلى "وضع كارثي" في خضمّ أزمة فيروس "كورونا المستجدّ"، بعد نشر الولايات المتحدة منظومة صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوّي في العراق. ورأت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة في بيان أن هذه "الأنشطة العسكريّة تتعارض مع الموقف الرسمي للحكومة العراقيّة وبرلمانه وشعبه".
كذلك، اعتبرت الوزارة أن الأنشطة العسكريّة الأميركيّة "قد تجرّ المنطقة إلى حالة عدم استقرار" وإلى "وضع كارثي"، داعيةً إلى تجنّب "التسبّب بتوترات أثناء أزمة كورونا المستجدّ". وأشارت الخارجيّة الإيرانيّة أيضاً إلى أنّه ينبغي على واشنطن "أن تحترم رغبة الشعب العراقي وحكومته ومغادرة البلاد".
توازياً، زار قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني العاصمة العراقيّة بغداد هذا الأسبوع، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء نقلاً عن مسؤولين عراقيين، والذين عزوا الزيارة إلى محاولة قاآني توحيد القيادات السياسيّة الشيعيّة المنقسمة.
ووفق أربعة مسؤولين تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هويّاتهم، فقد وصل قاآني إلى بغداد في وقت متأخر الإثنين، في أوّل زيارة إلى العراق منذ مقتل سلفه قاسم سليماني بضربة جوّية أميركيّة في العاصمة العراقيّة مطلع هذا العام. وغادر قاآني المطار تحت إجراءات أمنيّة مشدّدة في موكب من ثلاث سيّارات.
ونقلت الوكالة عن سياسي شيعي رفيع قوله معلّقاً على الزيارة إن "هذا الاختبار الأوّل لمعرفة إذا كان (قاآني) سيفلح في توحيد الموقف الشيعي، كما كان سليماني يفعل". ويأتي الإعلان عن الزيارة، غداة أنباء عن قصف إسرائيلي طال مطار الشعيرات في محافظة حمص وسط سوريا، استهدف اجتماعاً رفيع المستوى لضابط من النظام السوري وضبّاط بينهم قاآني.
وأكدت مصادر لوكالة الأنباء الألمانيّة أن "القصف الذي طال مطار الشعيرات مساء الثلثاء بمقاتلات إسرائيليّة من الأجواء اللبنانيّة، استهدف طائرات نقل عسكريّة إيرانيّة، واجتماعاً لعدد من قادة "الحرس الثوري" و"حزب الله"، بينهم القائد الجديد لـ"فيلق القدس" إسماعيل قاآني"، مؤكدةً مقتل الجنرال في "الحرس الثوري" أحمد رضا بوردستان. وأوضحت المصادر أن "قيادات أمنيّة عالية المستوى توجّهت من العاصمة دمشق بالحوامات إلى المطار".
