فضيحة جديدة تُشكّك بفعاليّة أجهزة اختبارها

الصين تُعيد فتح أسواق الخفافيش والكلاب والقطط!

04 : 25

الأسواق عادت إلى العمل بنفس الطريقة التي كانت تعمل بها بالضبط قبل الفيروس (أرشيف)

على الرغم من أن هناك مؤشّرات علميّة جدّية بأن تكون تلك الأسواق سبباً رئيسيّاً وراء تفشّي وباء فيروس "كوفيد-19"، الذي أدّى إلى وفاة عشرات آلاف الأشخاص حول العالم، أعادت الصين فتح الأسواق الشعبيّة التي تبيع حيوانات مثل الكلاب والقطط والأفاعي والخفافيش وغيرها من الحيوانات البرّية غير الصالحة للأكل.

ونقلت صحيفة "واشنطن إكزامينر" عن مراسلها في الصين أن "الأسواق عادت إلى العمل بنفس الطريقة التي كانت تعمل بها بالضبط قبل الفيروس"، فيما أشار موقع "إيكونوميك تايمز" إلى أن الأسواق باتت تحت أعين الحرّاس الذين يحرصون على عدم التقاط أي شخص لصور الأرض الغارقة في الدم، أو لذبح الكلاب أو باقي الحيوانات البرّية التي تُحفظ داخل أقفاص ضيّقة وفي بيئة مزرية.

ويُعتقد أن سوق هوانان للمأكولات البحريّة في ووهان الصينيّة هو مركز تفشّي فيروس "كورونا المستجدّ" الذي اجتاح العالم بأسره، إذ أوضحت "منظّمة الصحّة العالميّة" في بيان صدر في 12 كانون الثاني أن الأدلّة توحي إلى حدّ كبير بأنّ تفشّي "كورونا المستجدّ" مرتبط بأحد أسواق المأكولات البحريّة في ووهان. كما يُعتقد أن رجلاً يبلغ من العمر 55 عاماً من مقاطعة هوبي الصينيّة، يُمكن أن يكون أوّل شخص أُصيب بالفيروس أي "المريض صفر".

وبينما لا يزال الوباء يفتك بالدول حول العالم ويضع نصف البشريّة في حجر منزلي، تحتفل بكين بالانتصار على ما يُسمّيه كثيرون خارج الصين بـ"فيروس ووهان" أو "الفيروس الصيني". وذكرت صحيفة "واشنطن إكزامينر" أن الناس في أحد الأسواق الصينيّة للحيوانات البرّية يعتقدون أن الوباء بات "مشكلة أجنبيّة الآن" ولم يعُد هناك ما يدعو للقلق في الصين.

ودعا العديد من العلماء والخبراء الطبّيين ونشطاء حقوق الحيوان إلى فرض حظر على الأسواق الرطبة في الصين، لكن يبدو أن الدولة الشيوعيّة الآسيويّة لا تميل إلى التعلّم من أخطائها، وفق التقرير. ولا تزال فرضيّة انتقال الفيروس القاتل من كائنات كالخفافيش إلى الإنسان هي السائدة علميّاً حتّى اللحظة.

وفي هذا الصدد، انتقد معهد "روبرت كوخ" الألماني، وهو هيئة فدراليّة مختصّة بمكافحة الأمراض المعدية، العادات الغذائيّة في بعض الثقافات، خصوصاً في آسيا، واصفاً إيّاها بـ"الأمر الحرج للغاية"، وذلك بعد تقارير علميّة متعدّدة تُشير إلى أن انتقال "كورونا" إلى الإنسان جاء من تناول بعض أصناف الحيوانات والطيور، ومنها الخفافيش أو آكلات النمل الحرشفيّة، وبخاصة بعد اكتشاف أن بنية الفيروس تُماثل الفيروسات المنتشرة في هذَيْن الكائنَيْن.

وقال رئيس المعهد لوتار فيلر لصحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه زونتاغس تسايتونغ" الأسبوعيّة الصادرة الأحد: "في بعض المناطق، يأكل الناس جميع الحيوانات المتاحة، بما فيها التي لا تزال حيّة قبل تناولها بوقت قصير"، مشيراً إلى أن نحو 70 في المئة من مسبّبات المرض جاءت في الأساس من "مملكة الحيوان". وأضاف فيلر: "نحن على اتصال متزايد دائماً مع الحيوانات التي كانت غريبة عنّا سابقاً. نحن نتوغّل بشكل أعمق في الغابة، يتمّ تقليل التنوّع البيولوجي من خلال ثقافات أحاديّة"، مطالباً في هذا السياق باتخاذ إجراءات موسّعة ضدّ الاتجار غير المشروع بالحيوانات.


بيْع الخفافيش رائج في الكثير من الأسواق الصينيّة (أرشيف)



توازياً، وبعد أيّام على فضيحة بيع أجهزة اختبار لا تعمل لكشف فيروس "كورونا المستجدّ"، ظهرت الآن فضيحة أخرى وهي بيع أجهزة اختبار صينيّة غير مرخّصة في الصين أصلاً. ومع تفشّي الوباء في مختلف أنحاء العالم، تتسابق الشركات الصينيّة لبيع اختبارات فحص الفيروس خارج الصين، حتّى من دون موافقة السلطات الصينيّة على منتجاتها، خوفاً من انتهاء تفشّي الوباء من دون تحقيق الأرباح المنشودة.

ووفق تقرير لموقع "ساوث تشينا مورنيغ بوست"، فإنّ نحو 100 شركة صينيّة بدأت تصدير اختباراتها للفيروس إلى بلدان في العالم في ظلّ انحسار الفيروس محلّياً. وبينما كان رعب تفشّي الفيروس في الصين يتكشّف خلال عطلة العام القمري الجديد في كانون الثاني، تحصّن مجموعة من الفنيين في منشأة نانجينغ، وعملوا لساعات طويلة لتطوير مجموعات اختبار لتشخيص الفيروس.

وفي تلك المرحلة، كان الفيروس قد اجتاح مدينة ووهان وانتشر بسرعة في أنحاء عدّة من الصين. وقد وافقت الحكومة المركزيّة في بكين بالفعل على عدد قليل من الاختبارات التشخيصيّة، بيد أن مئات الشركات في البلاد تدافعت لتطوير اختبارات جديدة.

وقال تشانغ شو ون، مؤسّس منتجات "نانجينغ ليمينغ بيو": "لم أُفكّر في التقدّم بطلب للحصول على الموافقة في الصين، فالتطبيق يأخذ الكثير من الوقت. وعندما أحصل أخيراً على الموافقة، قد يكون الفيروس قد انتهى بالفعل". وبدلاً من ذلك، يُشكّل تشانغ جزءاً من جيش من المصدّرين الصينيين الذين يبيعون مجموعات الاختبارات لبقيّة العالم وسط الانتشار السريع للوباء خارج الصين.

ولدى تشانغ الآن كتاب طلبات مليء بعملاء من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والنمسا والمجر واليابان وكوريا الجنوبيّة والسعوديّة وإيران وغيرها. وقال في هذا الإطار: "لدينا الكثير من الطلبات الآن لدرجة أنّنا نعمل حتّى الساعة الـ9 مساءً، سبعة أيّام في الأسبوع. ونُفكّر في العمل 24 ساعة يوميّاً، ونطلب من العمّال القيام بثلاث نوبات يوميّاً". وفي آخر الفضائح، قرّرت إسبانيا منذ أيّام إعادة آلاف أجهزة الاختبار إلى الصين بعدما تبيّن أنّها لا تعمل أو تُعطي نتائج غير دقيقة.

في الغضون، نشرت الصين للمرّة الأولى بالأمس عدد الأشخاص المصابين حاليّاً بالفيروس لكن لا تبدو عليهم أي أعراض، أي لا يُعانون من ارتفاع الحرارة أو السعال. وأعلن مسؤولو القطاع الصحّي أيضاً أوّل إصابة لشخص قادم من الخارج في ووهان، بؤرة الوباء الأولى، ما يُثير مخاوف من تزايد الإصابات من أشخاص قدموا إلى الصين من دول أخرى.

ومن بين الحالات الـ36 الجديدة التي أُعلنت الأربعاء، هناك 35 لأشخاص قدموا من الخارج. ولم تكن البلاد تُعلن سابقاً إلّا أرقام المصابين الذين تظهر عليهم أعراض المرض، وعددهم بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة بلغ 81554 شخصاً مع 3312 حالة وفاة. لكن لجنة الصحّة الوطنيّة كشفت أن عدد الحالات الايجابيّة التي لا تظهر عليها أعراض المرض بلغ 1367. وكانت اللجنة قد ذكرت الثلثاء أنّها ستبدأ بنشر معلومات يوميّة حول هذه الحالات التي لا تظهر عليها أعراض المرض وتُعتبر معدية بسبب القلق المتزايد لدى المواطنين. ويوافق الخبراء على أن هؤلاء الأشخاص يُمكن أن ينقلوا العدوى.

وعلى صعيد متّصل، رجّح باحثون أن يكون قرار الصين بإغلاق مدينة ووهان حيث كان قد بدأ انتشار وباء "كوفيد-19" في كانون الأوّل، قد حال دون إصابة أكثر من 700 ألف شخص، لأنّه أدّى إلى إبطاء انتشار الفيروس الخطر بشكل كبير. وجاء في تقرير أعدّه باحثون في الصين والولايات المتحدة وبريطانيا، ونشر في مجلّة علميّة الثلثاء، أن الاجراءات الحاسمة التي اتخذتها الصين، ولو متأخّرة قليلاً، في أوّل 50 يوماً من انتشار الوباء، منحت مدناً أخرى في البلاد وقتاً ثميناً للاستعداد وفرض اجراءاتها الخاصة.


MISS 3