ترامب يُبرّد "حرب الأسعار" النفطيّة!

02 : 15

مما لا شكّ فيه أن "لعبة" بورصات النفط وغير النفط مرتبطة بشكل وثيق بحركة "المد والجزر" الجيوسياسيّة حول العالم، خصوصاً مع بروز تحدّي تفشّي وباء "كوفيد-19" الذي أعاد خلط "الأوراق الاستراتيجيّة" للاعبين الكبار على طاولة المصالح والنفوذ في الساحة الدوليّة.

وسجّلت أسعار النفط ارتفاعاً كبيراً بالأمس بعدما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ روسيا والسعوديّة تعتزمان انهاء "حرب الأسعار" عبر خفض الانتاج، في وقت أدّى انخفاض الطلب العالمي و"حرب الأسعار" إلى هبوط أسعار النفط هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياتها خلال 18 عاماً.

وارتفع نفط برنت بحر الشمال في البداية بنسبة تقترب من 46 في المئة، قبل أن ينخفض إلى نحو 20 في المئة بعدما نفت روسيا اجراءها محادثات مع السعوديّة، أكبر مصدّر للنفط في العالم.

وعقب إطلاق ترامب تغريدة بأنّ السعوديّة وروسيا قد تُخفّضان انتاج النفط بمقدار قد يصل إلى 15 مليون برميل، ارتفع نفط برنت إلى 36.29 دولاراً للبرميل، بارتفاع نسبته 46 في المئة. كما ارتفع سعر غرب تكساس الوسيط بنسبة 35 في المئة إلى 27.39 دولاراً للبرميل.

إلّا أن هذه المكاسب انخفضت سريعاً بحيث وصل نفط برنت إلى 29.75 دولاراً للبرميل ونفط غرب تكساس إلى 24.98 دولاراً. ومع تحقّق هذه المكاسب الكبيرة مقارنة بالأسعار عند الإغلاق الأربعاء، فإنّ المتعاملين يعتقدون بأن البلدَيْن المتنافسَيْن سيتّفقان على خفض الانتاج.

كذلك، ذكر ترامب في تغريداته أنّه تحدّث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "الذي تحدّث إلى الرئيس الروسي" فلاديمير بوتين. وكتب الرئيس الجمهوري: "أتوقّع وآمل في أن يقوموا بخفض نحو 10 ملايين برميل، وربّما أكثر من ذلك بكثير، وإذا حدث ذلك، سيكون رائعاً لصناعة النفط والغاز!". وأضاف في تغريدة لاحقة: "قد يصل ذلك إلى 15 مليون برميل".

إلّا أن الكرملين سارع إلى نفي أن يكون بوتين قد تحدّث إلى ولي العهد السعودي، وذلك بعدما أُحرجت موسكو سياسيّاً بـ"الإخراج الأميركي" لنهاية "الحرب النفطيّة"، في وقت دعت السعوديّة أعضاء منظّمة "أوبك" والدول النفطيّة خارجها إلى اجتماع عاجل للوصول إلى "اتفاق عادل" يُعيد "التوازن" لأسواق الخام. وأوضحت وكالة الأنباء السعوديّة "واس" أنّ الدعوة تأتي "في إطار سعي المملكة الدائم لدعم الاقتصاد العالمي في هذا الظرف الاستثنائي وتقديراً لطلب ترامب والأصدقاء في الولايات المتحدة".

وسيُشكّل خفض الإنتاج بعشرة ملايين برميل يوميّاً، تراجعاً ضخماً قياساً إلى ما يُنتجه البلدان حاليّاً. وبالرغم من تضاؤل الطلب العالمي أخيراً، استمرّ الانتاج كما هو مع تنافس روسيا والسعوديّة على حصّة أكبر في السوق، ما أحدث تخمة في الأسواق فاقت سعة منشآت التخزين حول العالم، في حين كانت الرياض قد أشارت أيضاً إلى أنّها تعتزم زيادة إنتاجها اليومي إلى أكثر من 12 مليون برميل في نيسان.


MISS 3