"الحرب الكلاميّة" تتصاعد بين واشنطن وطهران!

04 : 10

هناك مخاوف جدّية من حرب بالوكالة على الأراضي العراقيّة (أ ف ب)

لم يمنع "كوفيد-19" من فرض "هدنة غير معلنة" بين واشنطن وطهران، لا بل زاد الطين بلّة مع تقاذف الطرفَيْن الاتهامات والتهديدات السياسيّة والعسكريّة، كان آخرها تأكيد الجمهوريّة الإسلاميّة أنّها "لا تبدأ حروباً" و"لا تتحرّك إلّا دفاعاً عن النفس"، وذلك ردّاً على تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة لإيران وحلفائها من الهجوم على القوّات الأميركيّة في العراق.

وكتب وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "خلافاً للولايات المتحدة، التي تكذب وتغش وتغتال، إيران لا تتحرّك إلّا دفاعاً عن النفس"، مضيفاً: "لا تسمحوا لدعاة الحرب بتضليلكم مرّة أخرى"، ومؤكداً أن "إيران لا تبدأ حروباً، بل تُلقّن الدروس للذين يبدأون الحروب".

وإذ حذّر ترامب إيران الأربعاء من أنّها ستدفع "ثمناً باهظاً" إذا هاجمت القوّات الأميركيّة، أشار إلى أنّه "بناءً على معلومات واعتقاد، تُخطّط إيران أو وكلاؤها لهجوم مباغت يستهدف قوّات أميركيّة و/أو منشآت في العراق"، بينما ردّ ظريف على هذه النقطة أيضاً بتغريدة قال فيها إنّ "إيران لديها أصدقاء: لا أحد يُمكن أن يكون لديه ملايين الوكلاء". كما ردّت طهران بغضب على نشر بطاريّات "باتريوت" أميركيّة في العراق، وحذّرت من أن واشنطن يُمكن أن تقود الشرق الأوسط إلى كارثة وسط انتشار وباء "كوفيد-19". وفي هذا السياق، اعتبر رئيس هيئة الأركان الإيرانيّة الجنرال محمد باقري أن الهجمات الأخيرة على القواعد الأميركيّة في العراق كانت "ردّ فعل طبيعيّاً" للشعب العراقي على استمرار التواجد العسكري الأميركي.

وتهرّب باقري من مسؤوليّة بلاده عن الأمر، قائلاً: "لا علاقة لبلادنا بالهجمات. أحياناً ينسب الأميركيّون مثل هذه الأمور إلينا، وهو ما يعني تحويل اللوم"، مضيفاً: "إيران لا علاقة لها بهذه الأعمال، ولا تنوي مهاجمة قوّات أجنبيّة"، ملمّحاً في الوقت عينه إلى أن الجمهوريّة الإسلاميّة ستردّ بقوّة على أي هجوم تتعرّض له.

وتعرّضت قواعد عسكريّة عراقيّة ينتشر فيها الجيش الأميركي كما سفارات أجنبيّة، وبخاصة البعثة الديبلوماسيّة الأميركيّة، لأكثر من 20 ضربة صاروخيّة منذ أواخر تشرين الأوّل. وأثارت هذه الهجمات التي حمّلت الولايات المتحدة مسؤوليّتها إلى فصائل منضوية تحت مظلّة قوّات "الحشد الشعبي" المدعومة من إيران، مخاوف من حرب بالوكالة على الأراضي العراقيّة. وبدأ التوتّر الجيوسياسي يتفاقم بين واشنطن وطهران منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات مشدّدة على الجمهوريّة الإسلاميّة العام 2018. لكن ذروة التوتّر التي اتّخذت منحى عسكريّاً خطراً حصلت في كانون الثاني الماضي عندما قَتَلت الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" آنذاك الجنرال قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيّرة في بغداد، في أعقاب هجمات استهدفت القوّات الأميركيّة في العراق، نسبتها واشنطن إلى فصائل شيعيّة مسلّحة مدعومة من إيران، فيما ردّت إيران على مقتل سليماني بقصف قاعدتَيْن في العراق ينتشر فيها الجيش الأميركي.

وبينما تستعر الحرب الكلاميّة بين العدوَّيْن اللدودَيْن في هذه الأيّام، يشهد البلدان انتشاراً واسعاً لفيروس "كورونا المستجدّ" الذي أودى بحياة أكثر من 5600 شخص في الولايات المتحدة وأكثر من 3100 في إيران. علماً أن التقارير غير الرسميّة في الجمهوريّة الإسلاميّة تُشير إلى حصيلة وفيات أعلى بكثير.