واشنطن تُحذّر بكين من "استغلال" الوباء... وتنفي "الاستيلاء" على شحنة كمّامات لبرلين!

04 : 20

حذّرت الولايات المتحدة بالأمس الصين من استغلال فيروس "كوفيد-19" لتعزيز نفوذها في بحر الصين الجنوبي، بعدما أعلنت فيتنام أن بكين أغرقت سفينة صيد. وفي ظلّ تركيز العالم على مكافحة تفشّي الوباء، كثّفت الصين إقامة محطّات أبحاث ونشرت طائرات عسكريّة خاصة في البحر المتنازع عليه، بحسب ما أفادت وزارة الخارجيّة الأميركيّة.

وحضّت المتحدّثة باسم الخارجيّة الأميركيّة مورغان أورتاغوس في بيان، الصين، على "التركيز على دعم الجهود الدوليّة لمكافحة الوباء العالمي والتوقف عن استغلال انشغال الدول الأخرى، أو ضعفها لتوسيع نطاق مطالباتها في بحر الصين الجنوبي"، إذ قدّمت فيتنام الأسبوع الماضي مذكّرة احتجاج بحق بكين بعدما "عرقلت وصدمت وأغرقت" سفينة فيتناميّة على متنها ثمانية صيّادين قرب جزر باراسيل. ودعت فيتنام، التي تُطالب على غرار الصين وتايوان بالسيادة على جزر باراسيل، في بيان صدر عن وزارة خارجيّتها، بكين، إلى تعويض الصيّادين واتّخاذ إجراءات "تأديبيّة صارمة" بحق عناصرها المسؤولين عن الحادثة ومنع تكرارها مستقبلاً، في حين أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها البالغ" حيال الحادثة.

وفي هذا الإطار، اعتبرت أورتاغوس أن "هذه الحادثة هي الأخيرة ضمن سلسلة أعمال قامت بها جمهوريّة الصين الشعبيّة، للتأكيد على مطالبات بحريّة غير مشروعة والإضرار بجيرانها في جنوب شرقي آسيا في بحر الصين الجنوبي".

وتُشكّك الولايات المتحدة، التي تشهد علاقتها مع فيتنام تطوّراً ملحوظاً، في حقوق بكين في بحر الصين الجنوبي، الذي يُعدّ بين الممرّات المائيّة الأكثر ازدحاماً في العالم ويضمّ موارد طاقة كبيرة، بينما اتّهمت بكين الشهر الماضي واشنطن بـ"الاستفزاز"، بعدما أعلنت أن المدمّرة "يو إس إس ماك كامبل" أبحرت على مقربة من جزر باراسيل من دون إذنها.

كذلك، نفت السفارة الأميركيّة في ألمانيا بالأمس أن تكون الولايات المتحدة قد صادرت شحنة من الكمّامات الواقية متّجهة إلى برلين، معتبرةً تلك الاتهامات أنباء مضلّلة تهدف إلى بث الانقسام. وقال متحدّث باسم السفارة لوكالة "فرانس برس" إن "حكومة الولايات المتحدة لم تقُم بأي خطوة لتحويل أي سلع كانت متّجهة إلى ألمانيا، وليس لدينا أي علم عن مثل تلك الشحنة"، مضيفاً: "نشعر بالقلق إزاء محاولات منتشرة لشق الجهود الدوليّة من خلال حملات ومعلومات مضلّلة غير منسوبة لمصادر موثوقة".

وذكر وزير داخليّة برلين أندرياس غايزل الجمعة أن 200 ألف من الكمّامات الواقية من نوع "إف إف بي 2"، تصنعها شركة "3-إم" الأميركيّة الرائدة في الصين ومخصّصة لشرطة برلين، "صودرت" في بانكوك. واتهم الولايات المتحدة باستخدام "أساليب الغرب الأميركي الخارج عن القانون" والقيام بـ"عمل من أعمال القرصنة العصريّة". وزاد غايزل من الاتهامات صباح أمس، مؤكداً أن الشحنة حوّلت إلى الولايات المتحدة.

وتعرّضت شركة "3-إم" لانتقادات لاذعة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي عندما كتب على "تويتر" أن إدارته "سدّدت ضربة قاسية لشركة "3-إم" بعد رؤية ما فعلته بكمّاماتها". وبعد تأخّر طلب البدء بانتاج لوازم حماية ضروريّة جدّاً، لجأ ترامب إلى تفعيل قانون الانتاج الدفاعي والطلب من الشركات الأميركيّة تحويل مواردها للمعركة ضدّ الوباء. وواجه غايزل انتقادات من وسائل الإعلام ونوّاب المعارضة في برلين لاخفاقه في تقديم أدلّة على استيلاء واشنطن على الأقنعة. ورأى النائب المحافظ بروكارد دريغر أنّ "مجلس الشيوخ في برلين يبحث عن كبش فداء لتغطية عجزه عن انتاج لوازم وقاية".


MISS 3