ترامب يُوبّخ "الصحّة العالميّة": منحازة إلى الصين

"كورونا"... نفق مظلم ينتظر بريطانيا وأوروبا!

04 : 05

الشرطة تتشدّد في إجراءات حظر التجوّل في باريس (أ ف ب)

لا يزال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في غرفة العناية المركّزة لكي يبقى تحت رقابة دقيقة بعد تدهور حالته الصحّية بسبب إصابته بـ"كورونا المستجدّ"، لكنّ حالته مستقرّة وهو في "مزاج جيّد"، بحسب مكتبه، في وقت يُتوقّع أن يحصد الوباء في موجته الحاليّة الأولى أرواح ما يُقارب من 66 ألف شخص في المملكة المتحدة، وسيكون تفشيه الأكثر فتكاً في أوروبا، بحسب دراسة أعدّها معهد القياسات الصحّية والتقييم التابع لكليّة الطب في جامعة واشنطن، الذي أشار إلى أن نحو 151 ألفاً و680 شخصاً قد يموتون في أوروبا جرّاء الفيروس القاتل.

توازياً، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منظّمة الصحّة العالميّة، مشيراً إلى أنّه رفض توصيتها "الخاطئة" بترك الأجواء مفتوحة مع الصين خلال بداية انتشار الفيروس الخطر. واعتبر ترامب أن المنظّمة مموّلة بشكل كبير من الولايات المتحدة، لكنّها "منحازة إلى الصين". وأضاف متوعّداً: "سوف ننظر في هذا الأمر بشكل جيّد، لحسن الحظ أنّني رفضت نصيحتهم في شأن إبقاء حدودنا مفتوحة مع الصين في وقت مبكر"، متسائلاً: "لماذا قدّموا لنا مثل هذه التوصية الخاطئة؟".

في الأثناء، سجّلت ولاية نيويورك أكبر حصيلة يوميّة لوفيات الفيروس، وفق ما أعلن الحاكم آندرو كومو، الذي رأى أن أرقام حالات الاستشفاء بدأت على ما يبدو تشهد استقراراً. وأشار كومو إلى وفاة 731 مصاباً، ما يرفع الحصيلة الإجماليّة للوفيات في الولاية إلى 5489 حالة، بينما أوقع "كوفيد-19" أكثر من 12 ألف وفاة في الولايات المتحدة. في حين بلغ عدّاد الإصابات نحو 139000 في نيويورك وأكثر من 389000 في البلاد.

وكانت أوروبا، القارة الأكثر تضرّراً جرّاء الوباء العالمي مع تسجيلها أكثر من 55 ألف وفاة، تأمل في ترسيخ بوادر الأمل التي برزت في عطلة نهاية الأسبوع الفائت عندما تراجع عدد الوفيات في إيطاليا وإسبانيا. لكن عادت الحصيلة اليوميّة للوفيات إلى الارتفاع من جديد في إسبانيا بعد 4 أيّام من الانخفاض، فسجّلت 743 وفاة جديدة، ما يرفع الحصيلة الإجماليّة لديها إلى نحو 13900 حالة وفاة. ولوحظ الاتجاه نفسه في فرنسا التي سجّلت 597 وفاة إضافيّة خلال 24 ساعة، لترتفع حصيلة الوفيات لديها إلى 10328. أمّا إيطاليا أكثر بلدان العالم تضرّراً، فارتفعت حصيلتها إلى 17127 حالة وفاة.

وعلى الرغم من هذا الارتفاع، استقرّ عدد الأشخاص الذين نُقِلوا إلى المستشفيات في العديد من البلدان، بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا، ما عزّز الأمل في أن تكون الجائحة قد بلغت ذروتها، في حين أعلنت رئيسة المفوضيّة الأوروبّية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي سيُقدّم 15 مليار يورو لمساعدة دول العالم الفقيرة على مكافحة الوباء.

وفي مؤشّر إلى بدء عودة الحياة إلى طبيعتها، رفعت الصين ليل الثلثاء - الأربعاء الإغلاق عن مدينة ووهان، البؤرة التي انطلق منها "كورونا المستجدّ"، الذي خلّف أكثر من 81 ألف وفاة و1.4 مليون إصابة حول العالم. وتدفّق آلاف الأشخاص إلى محطّة القطارات في ووهان بوسط الصين للمغادرة و"التحرّر" من اجراءات الإغلاق التي فُرِضَت قبل شهرَيْن على المدينة الصينيّة.

في المقابل، قرّرت اليابان إعلان "حال الطوارئ" لمدّة شهر كمرحلة أولى في طوكيو و6 مناطق أخرى في الأرخبيل، لمواجهة الارتفاع الجديد لعدد الإصابات بالوباء الذي لامس الـ4000، فيما توفي 92 شخصاً. ولا تسمح "حال الطوارئ" للسلطات اليابانيّة بأن تفرض عزلاً مشدّداً كما في الدول الأخرى، لكنّها تُعطي لحكّام المناطق المعنيّة إمكانيّة التشديد على السكّان للبقاء داخل بيوتهم وطلب إغلاق موَقت لبعض المتاجر غير الأساسيّة.

كذلك، أعلنت السعوديّة أنّ حظر التجوّل الصارم المعمول به في بعض أنحاء المملكة تمّ توسيع نطاقه ليشمل العاصمة الرياض وعدداً من المدن الرئيسيّة. والسعوديّة التي سجّلت نحو 2800 مصاب توفي 41 منهم، هي الدولة الخليجيّة الأكثر تضرّراً بالوباء، فيما حذّر وزير الصحّة السعودي توفيق الربيعة من أنّ بلاده تتوقّع ارتفاعاً كبيراً بالإصابات في الأسابيع المقبلة، قد تصل إلى 200 ألف إصابة.

وأوضح الربيعة أنّ أربع دراسات قام بها خبراء سعوديّون وأجانب توصّلت إلى خلاصة أن "عدد الإصابات خلال الأسابيع القليلة القادمة قد تتراوح ما بين 10 آلاف إصابة في حدّها الأدنى وصولاً إلى 200 ألف إصابة في حدّها الأعلى"، في حين تستضيف السعوديّة الجمعة اجتماعاً افتراضياً لوزراء مجموعة دول العشرين، في مسعى لضمان "استقرار السوق" بعد ركود أسعار النفط بفعل تأثير الجائحة.


MISS 3