لماذا يتراجع أداء المرأة الجنسيّ مع تقدّمها في السنّ

11 : 07

مع التقدم في السن، يتراجع ميل المرأة إلى ممارسة الجنس وقد لا تستمتع به كالسابق. حتى الآن، أوضحت الدراسات هذه الميول عبر توجيه أصابع الاتهام نحو التغيرات الفيزيولوجية خلال مرحلة انقطاع الطمث وبعدها. لكن ما هي العوامل المؤثرة الأخرى؟ أجرى علماء من جامعتَي "ساسكس" في "برايتون" و"كوليدج لندن" في بريطانيا، ومن جامعة "نيو ساوث ويلز" في "سيدني"، أستراليا، بحثاً جديداً، فتبيّن أن الحياة الجنسية لدى عدد كبير من النساء تتراجع مع التقدم في السن بسبب ضغوطات نفسية وعوامل نفسية واجتماعية أخرى خارجة عن السيطرة. نُشرت النتائج في مجلة "انقطاع الطمث"، وارتكزت على بيانات مأخوذة من 4418 امرأة، بلغ متوسط أعمارهنّ 64 عاماً، وقد شاركن جميعاً في "التجربة البريطانية المشتركة لفحص سرطان المبيض" وأَجَبْنَ على أسئلة عن حياتهنّ وصحتهنّ الجنسية.

الصحة ليست المذنب الوحيد

أجابت النساء اللواتي شاركن في استبيانات التجربة البريطانية على أسئلة متعلقة بمستويات نشاطهنّ الجنسي ووظيفتهنّ الجنسية، فضلاً عن أسئلة حول أسباب امتناعهنّ عن الجنس أو تراجع ميلهنّ إلى إقامة العلاقات. في بداية الدراسة، لاحظ الباحثون أن 65.3% من المشارِكات ارتبطن بشريك عاطفي، لكن اقتصرت النسبة الناشطة جنسياً على 22.5%. تراجعت هذه الميول مع مرور الوقت، فاعترفت النساء الناشطات جنسياً بتراجع ميلهنّ إلى ممارسة الجنس واعتبرن التجربة غير مريحة. كشف التحليل النوعي الذي أجراه فريق البحث أن السبب الأساسي الذي يمنع المرأة من ممارسة الجنس مع مرور الوقت يتعلق بافتقارها إلى شريك. في معظم الحالات، ارتبطت المشكلة بظاهرة الترمّل. قالت إحدى المشارِكات: "أنا أرملة منذ 17 سنة. كان زوجي حبيبي منذ الطفولة ولا يمكن أن أرتبط بأي شخص آخر".

بالإضافة إلى غياب الشريك، تكلمت مجموعة من النساء عن المسؤوليات العائلية المفرطة كرادع للعلاقات الجنسية. أجابت إحدى النساء: "لا نشاط جنسياً في حياتي راهناً لأنني لا أرتبط بأي شريك، وأشعر بأن دوري في الحياة اليوم ينحصر بتربية ابني البالغ من العمر 12 سنة. تحتلّ العلاقات المرتبة الثانية". لكن ذكرت النساء أيضاً عوامل أخرى تؤثر على وتيرة الجنس في حياتهن، أبرزها بحسب الأهمية:

• إصابة الشريك بمشكلة صحية تؤثر على رغبته أو وظيفته الجنسية.

• اضطراب جنسي لدى الشريك.

• مشاكل صحية لدى المرأة.

• أعراض جسدية مرتبطة بانقطاع الطمث.

• أدوية تؤثر على الرغبة أو الوظيفة الجنسية.

في ما يخص تراجع الرغبة الجنسية، اعتبر عدد كبير من النساء أن هذه المشكلة تنجم عن خلل في العلاقة العاطفية، وكيفية تنظيم العلاقات الجنسية، وتأثير الشيخوخة على الصورة الذاتية والثقة بالنفس.

كتب الباحثون في تقريرهم: "اعتبرت أقلية صغيرة (3%) تجاربها الجنسية تفاؤلية وإيجابية. كذلك، اختبرت امرأة واحدة من أصل ثماني مشاكل جنسية، لكن أُحيل 2% منهنّ فقط إلى العلاج الهرموني".


التواصل ضروري!

توضح ستيفاني فوبيون، المديرة الطبية في "جمعية انقطاع الطمث في أميركا الشمالية": "مشاكل الصحة النفسية شائعة لدى النساء مع التقدم في السن، وتؤدي العوامل المرتبطة بالشريك دوراً بارزاً في النشاط الجنسي النسائي، منها غياب الشريك، أو إصابته بخلل جنسي، أو تدهور صحته الجسدية، أو اضطراب العلاقة. كذلك، اندرجت المشاكل المرتبطة بانقطاع الطمث، مثل جفاف المهبل والألم أثناء الجنس، في خانة الاضطرابات التي تؤثر على الوظيفة الجنسية، لكن لا تعالج نساء كثيرات تلك المشاكل، رغم وجود علاجات فاعلة.

يتوقع الباحثون أن تنعكس النتائج الجديدة على الممارسات العيادية، لأن خبراء الرعاية الصحية يجب أن يعترفوا بمجموعة كاملة من المصاعب التي تواجهها المرأة وتؤثر مُجتمعةً على حياتها الجنسية وإشباعها الجنسي.

حذّر الباحثون أيضاً من الميل إلى تجاهل المصاعب الجنسية وعدم معالجتها.

في النهاية، شجّع العلماء خبراء الرعاية الصحية على خوض نقاشات مفتوحة بشأن هذه الجوانب مع المريضات الأكبر سناً والاطلاع بأنفسهم على معلومة إضافية: "التواصل الصريح بشأن الحياة الجنسية، بما في ذلك الرغبات والحاجات والاختلالات، عامل ضروري كي تكسر المرأة حاجز الصمت وتتكلم عن حياتها الجنسية. لا بد من توسيع التوعية الجنسية لتسهيل هذه العملية".


MISS 3