روي أبو زيد

هل "التعليم عن بُعد" تجربة مجدية للأساتذة والتلاميذ؟

12 نيسان 2020

18 : 47




أقفلت "كورونا" المدارس والجامعات الرسمية والخاصة والمعاهد والمؤسسات التربوية كافة، لتبدأ تجربة جديدة يختبرها الأساتذة والطلّاب على حدّ سواء وهي "التعليم عن بعد"، حيث حدّدت وزارة التربية مسارات ثلاثة لهذه التجربة وهي: البث التلفزيوني، المنصات الإلكترونية والوسائل التقليدية. لكن هل هذه الطريقة فعّالة؟ وما هو رأي الاساتذة والتلاميذ بهذه التجربة ؟


الاستاذ سامر سعادة- مدرّس التاريخ والجغرافيا والتربية (المدرسة اللبنانية - الألمانية)، جونيه:




ما هي إيجابيات التعليم عن بُعد؟

التعليم عن بُعد هو حلّ لمرحلة ولكنّه ليس حلّاً نهائياً لأنه يضع التلميذ في أجواء الدرس والتعليم، ويجعله مواكباً للمنهج التعليمي ويدفع به الى الإتكال على ذاته لفهم المعلومات المشروحة أكثر فأكثر.


أخبرنا عن العقبات التي تواجهها في التعليم عن بُعد.

المشكلات الرئيسة التي نواجهها هي:

أ. تردّي الاتصالات بسبب الإنترنت.

ب. نجد صعوبة بتقييم التلاميذ لمعرفة إن فهموا الدرس بالشكل المناسب.

ج. بعض العائلات التي لديها أكثر من ولد قد لا تكون مجهّزة بأكثر من خلوي واحد أو حاسوب محمول (الوسائل التي نشرح من خلالها)، فلا يتمكّن التلميذ وأشقاءه من الإصغاء الى الشرح في الوقت عينه، خصوصاً وأنّ الأعمار والصفوف متفاوتة.

د. بعض التلاميذ تركوا كتبهم في المدرسة قبل الأزمة ولا يمكنهم في بعض الأحيان إنجاز الفروض.

ه. يمكن للتلميذ ألا يصغي لكلّ الشرح على التطبيق أو يغيب عن السمع، لذا عليّ أن أكون مواكباً لكلّ منهم لحظة بلحظة.


ما هي المنابر التي تشرحون من خلالها؟

تطبيقا zoom و Edmodo، كما نستعمل الواتساب في بعض الأحيان.


كيف تسمّع الدروس لتلاميذك؟

أحاول في بعض الأحيان أن أخرج عن الإطار المألوف خلال التسميع، فمن ناحية أضفي بعض الأجواء الإيجابية على الدرس، ومن ناحية أخرى أحثّ الطالب على الانتباه أكثر. لذا وعلى تطبيق "zoom"، أجعل الطالب يسمّع أمام الكاميرا بشكل مباشر، عبر تخبئة عينيه بيديه أو النظر الى السقف مثلاً، كي لا يسترق النظر الى الكتاب.

أما في تطبيق Edmodo فيمكننا إجراء بعض الامتحانات لكنّ الموضوع ليس فعّالاً لأنه يمكن للتلميذ أن "يزعبر" من دون أن ندرك ذلك. لكن ما يطمئننا تصريح وزير التربية الأخير الذي أفاد فيه أنّ علامات الإمتحانات من خلال التعليم عن بُعد لن تؤخذ في الاعتبار.


ما هو برأيك وضع التلاميذ الذين سيقدّمون امتحانات رسميّة هذا العام؟

التلاميذ خائفون، ضائعون، يجهلون مصيرهم التعليمي، كما أنّ أهاليهم غير معتادين على هذه الطريقة الجديدة في التعليم.


مسؤوليات كثيرة بانتظاركم في التعليم عن بُعد. ما هي؟

التعليم عن بُعد مرحلة فاجأت الأساتذة والتلاميذ، إذ لم نكن متحضّرين لهذا النوع من الشرح. لذا بات على الأستاذ أن يحضّر أكثر لدروسه، إيصال المعلومات كافة الى التلاميذ من دون أن يكون موجوداً، ملاحقة كلّ طالب، والبحث عن مواد سمعية - بصرية لتقريب الأفكار المطروحة والمشروحة.





ما رأي تلاميذ الشهادة الثانوية في هذه التجربة؟


شربل أبو زيد- طالب ثالث ثانوي علمي "علوم الحياة"

يلفت ابو زيد الى أنّه بغض النظر عن إيجابيات وسلبيات التعليم عن بُعد، يجب التركيز على الناحية النفسية لدى التلاميذ، ويقول: "أيّ تلميذ سيتمكّن من الدرس في ظلّ هذه الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية والصحيّة المترديّة".

ويتساءل: "هل سنستطيع الدرس حين نرى أهلنا عاطلين عن العمل في البيت أو يتقاضون نصف رواتبهم؟".

ويضيف أبو زيد: "نحن كتلاميذ شهادة ثانوية قد نقدّم امتحاناتنا في أيلول المقبل، بحسب ما تلفت إليه وزارة التربية والتعليم. لكن بغض النظّر عن عدم قضاء "صيفيّة" ننتظرها، كيف سنلتحق بالجامعات خصوصاً وأنّ أغلبيتها رفض الإرجاء لفتح أبوابه؟"

وبالعودة للتعليم عن بعد، يعتبر أنه "غير منظمّ، ففي بعض الأحيان تتداخل مواعيد إعطاء الشرح ببعضها البعض، فالأساتذة لا ينظمّون أوقاتهم جيّداً، إذ أحياناً ندرس كثيراً وأياماً أخرى لا ندرس شيئاً".

ويشير أبو زيد الى أنّ "بعض الاساتذة يشرحون لنا مرّة واحدة وبطريقة واحدة قد لا تكون كافية لنفهم الدرس بشكل مناسب، خصوصاً وأننا حين كنا في الصف كان الشرح يتطلّب ساعات عدّة أما الآن فيقتضى بـvoice على واتساب!".


ليال مهنا- طالبة ثالث ثانوي "علوم الأرض"

تلفت مهنا قائلة "لا أستطيع التركيز بدون وجود اللوح في التعليم عن بُعد"، خصوصاً وأنّنا معتادون على "الوجود في الصف والتفاعل مع الأستاذ الذي بتنا لا نراه غالباً بل نسمع صوته فقط".


ماري تريز أبي عاد- طالبة ثالث ثانوي "علوم عامة"

تعتبر أبي عاد أنّ من حسنات التعليم عن بُعد هو "تسجيل الحصّة والاستماع لها مرّات عدّة"، وتستدرك قائلة: "لكنّ الإنترنت ليس سريعاً في بعض الأحيان. كما أنّ بعض الأساتذة يشرحون ONLINE أفضل من غيرهم".


روزيتا عيسى- طالبة ثالث ثانوي "علوم الأرض"

تشير عيسى الى أنّ "التعليم عن بُعد لا يناسبنا بسبب الإنترنت الذي يمنعنا من فهم الدروس بشكل مناسب، كما أنّ بعض الأساتذة قد لا يعرفون جيّداً كيفية استعمال "السوشيل ميديا" لإيصال المعلومة بشكل أفضل".


ماري جوزيه الحاج- طالبة ثالث ثانوي "علوم عامة"

تلفت الحاج الى أن من حسنات التعليم عن بعد هو "اختيار التلاميذ والاساتذة التوقيت الذي يناسبهم جميعاً للتعليم"، لافتةً الى أنه من سلبياته "غياب التواصل المباشر بين التلاميذ والاساتذة وقد لا تصل الأفكار بشكل مناسب في معظم الأحيان".


بعضهم يعتبرها تجربة عصرية وتواكب التطور التكنولوجي، والبعض الآخر يرى أنها تحتاج الى التنظيم في لبنان خصوصاً في ظل مشاكل الكهرباء والإنترنت.

لكن هل ستصبح هذه التجربة بديلاً عن العام الدراسي العادي وما الوضع النفسي والأكاديمي لتلاميذ الشهادة المتوسطة والثانوية في هذا الخصوص؟