الانطلاق من نيس والوصول إلى الشانزيليزيه

"تور دو فرانس" للمرّة الأولى بين 29 آب و19 أيلول 2020

12 : 30

الكولومبي إيغان برنال بطل 2019 لدى وصوله إلى الشانزيليزيه (أ ف ب)
أجبر فيروس كورونا المستجد منظمي دورة فرنسا الدولية للدراجات الهوائية على إرجاء النسخة السابعة بعد المئة الى اواخر الصيف، للمرة الأولى منذ انطلاقه في العام 1903، إلا أنه لم يفرض أقله الإلغاء الكامل الذي كان سيشكل ضربة قاسية جداً لهذه الرياضة.



أعلن الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية امس عن تغيير الموعد الذي كان مقرراً بين 27 حزيران و19 تموز المقبلين، ليصبح بين 29 آب و20 أيلول في خطوة متوقعة، خصوصاً بعد قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين الماضي بتمديد الإغلاق والحجر حتى 11 أيار، وحظر التجمعات بكافة أشكالها حتى منتصف تموز بسبب انتشار "كوفيد-19".

وبنفس المسار، باستثناء بعض التفاصيل، ونفس الصعوبات والفرق، لن "يكون سباقاً أقلّ شأناً" عن المعتاد، بحسب ما أفاد مدير السباق كريستيان برودوم، متوقعاً أن يؤدي الموعد الجديد "على الأرجح الى تخفيف عدد المركبات مقارنة بالسنوات الماضية"، في إشارة منه الى المركبات الإعلانية الترويجية التي ستكون أقل ظهوراً في النسخة 107 بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي فرضها فيروس "كوفيد-19".

ومن المؤكد أن إقامة نسخة 2020 خارج الروزنامة والتوقيت التقليديين في عزّ فصل الصيف، سيخفف من حجم الحضور الجماهيري الذي يبلغ عادة نحو 12 مليون شخص على امتداد الأسابيع الثلاثة للسباق، الذي سينطلق كالعادة من نيس ويختتم في جادة الشانزليزيه في العاصمة باريس.



كريستيان برودوم (أ ف ب)



الابتعاد عن الوباء

وبرر برودوم إرجاء انطلاق السباق حتى أواخر آب بـ"الابتعاد قدر الإمكان عن الوباء. أعطى رئيس الجمهورية تاريخ 14 تموز للسماح بالتجمعات العامة مجدداً، فبدا لنا من الحكمة أن نوفّر أكبر قدر ممكن من الوقت حتى يتسنى للدراجين التحضر بالشكل المناسب"، لأنه "كلما طال وقت التوقف، كلما استغرق الأمر المزيد من الوقت من أجل استعادة اللياقة البدنية".

وكشف برودوم أنه بدأ العمل على إرجاء السباق منذ أن أعلن الحجر والإغلاق في البلاد يوم الثامن عشر من آذار الماضي، متحدثاً عن سيناريوهات عدة طرحت على الطاولة، منها "فرضية اقامة السباق في بداية آب"، لكن بعد "أحداث الأيام القليلة الماضية، وخطاب رئيس الجمهورية، حاولنا أن نُبعِد الموعد بقدر الإمكان، حتى موعد أول بطولة على الروزنامة، وهي بطولة العالم" المقرر انطلاقها في 27 أيلول.

وفي اجتماعه امس، أعلن الاتحاد الدولي أيضاً عن تمديد تعليق المنافسات لشهر إضافي حتى الأول من تموز، في ظل استمرار تفشي "كوفيد-19" الذي أحدث فوضى عارمة في روزنامة الأحداث الرياضية حول العالم، وتسبب بإرجاء أو إلغاء غالبيتها، وأبرزها أولمبياد طوكيو وكأس أوروبا لكرة القدم اللذان رُحِلا الى صيف 2021، على غرار بطولة "كوبا أميركا" لمنتخبات أميركا الجنوبية في كرة القدم.

ولا يعتبر "تور دو فرانس" معلماً فرنسياً مهماً في روزنامة الأحداث السنوية فحسب، بل شرياناً اقتصادياً لرياضة الدراجات الهوائية الاحترافية، وبالتالي الإبقاء عليه حتى على رغم الاضطرار الى تغيير موعده التقليدي، يشكل مصدر ارتياح، إن كان للدراجين وفرقهم أو المشجعين.

وكان بدا مؤكداً أن المنظمين كانوا مجبرين على إرجاء السباق، من دون التفكير بالقرار الأصعب وهو الإلغاء، بعد أن أعلن ماكرون عن حظر جميع التجمعات العامة، مع تمديد الإغلاق والحجر.

والخوف الكبير كان الّا يتمكن ملايين المشاهدين الذين يتسمرون أمام الشاشة، من متابعة مراحل السباق والمعارك المثيرة بين الدراجين، علماً أنهم لن يكونوا الجهة المتضررة الوحيدة بحال إلغائه، بل سيطال ذلك الفرق المشاركة التي يبلغ عددها 22 فريقاً لنسخة العام 2020، مع ما سينعكس ايضاً على الناحية السياحية التي يوفرها السباق سنوياً.


من سباق العام 2019



وبإرجاء سباق فرنسا الى الموعد الجديد، سيتأثر تلقائياً سباق "فويلتا" الإسباني الذي كان مقرراً بين 14 آب و6 أيلول، وسينتقل الى موعد لاحق بحسب ما أفاد مدير السباق خافيير غيين وسائل الإعلام الإسبانية امس، قائلاً: "لنكن واضحين في هذه المسألة، لن يقام سباقا الفويلتا وتور دو فرانس في نفس التوقيت".

وسبق أن تسبب فيروس كورونا بتأجيل السباق الكبير الأول لهذا الموسم وهو "جيرو" الإيطالي الذي كان مقرراً بين 9 و31 أيار، ومن المفترض أن يقام هذا الصيف بين سباقي فرنسا وإسبانيا، بحسب ما أشار الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية، من دون أن يحدد أي مواعيد للسباقين.