كريستن أيكين

أفضل الأقمشة لصنع أقنعة وجه مضادة لفيروس كورونا

23 نيسان 2020

04 : 55

الخيش والدينم من أفضل مواد تصنيع أقنعة الوجه لإعاقة الجزيئات الضارة. أما الأوشحة التي أوصى بها دونالد ترامب، فهي من أسوأ الخيارات!



في بداية شهر نيسان، حين بدأ الأميركيون يتقبلون فكرة وضع أقنعة على وجوههم لتسطيح منحنى الإصابات بفيروس كورونا، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن لا ضير من وضع الأقنعة، لكنه اعتبر الأوشحة بديلاً مناسباً عنها، فقال: "لا داعي لوضع قناع! يمكنكم استعمال الوشاح. أشاهد أشخاصاً يستعملون الأوشحة هنا، وبحسب نوعية القماش، أظن أن الوشاح خيار أفضل بكثير".

لكن تثبت دراسة جديدة عن أفضل وأسوأ الأقمشة لصنع أقنعة الوجه المنزلية أنه كان مخطئاً جداً!

نشرت شركة Smart Air، وهي مؤسسة اجتماعية لتسويق فلاتر هواء فاعلة ومثبتة ومقبولة الكلفة باعتبارها حلاً لجزيئات الهواء الداخلية الملوّثة، نتائج أحدث أبحاثها عن أقمشة أقنعة الوجه، حيث اختبرت أكثر من 30 مادة مختلفة، منها بطانات حمالة الصدر، وفلاتر القهوة، وأغطية الوسائد، والأقمشة الكهروستاتيكية، والقمصان القطنية، والصوف، وملاءات السرير، والبوليستر، والباندانا وسواها. أرادت الشركة اختبار مدى فاعليتها في فلترة الجزيئات الدقيقة التي تكون بحجم فيروس كورونا، فضلاً عن مستوى التهوئة فيها.

هذان العاملان مهمان بالدرجة نفسها: قد يرتفع مستوى الفلترة في بعض المواد مقابل تراجع درجة التهوئة فيها. في هذه الحالة، لن يكون القناع الذي نعجز عن التنفس فيه بشكلٍ مريح مفيداً للجميع.

في النهاية، تبيّن أن الأوشحة التي أوصى بها ترامب هي من المواد الأقل فاعلية. أما الدينم والخيش والمناديل الورقية، فهي من أفضل الخيارات!


تفاصيل الاختبار


أرادت شركة Smart Air أن تكرر ظروف الاختبار الذي أجراه باحثون في جامعة «كامبريدج» على جهاز «هندرسون»، حيث تنفخ مروحة الهواء والجزيئات عبر قماش القناع. خضعت المواد للاختبار لتقييم قدرتها على فلترة جزيئات كبيرة (ميكرون واحد، بحجم فيروس إيبولا) وجزيئات صغيرة (0.3 ميكرون، بحجم فيروس الجدري)، فضلاً عن مستوى التهوئة فيها. تجدر الإشارة إلى أن حجم جزيئات فيروس «كوفيد-19» الجديد يتراوح بين 0.06 و0.14 ميكرون، لكنه يصبح بين 5 و10 ميكرون إذا اتخذ شكل قطرات رذاذ.





كان الاختبار يهدف إلى نسف بعض الخرافات عن أفضل أقنعة الوجه في مجال الصحة العامة. سبق ونشرت Smart Air بياناتها قبل أن يبلغ فيروس «كوفيد-19» ذروته، لكن اعتبرت الشركة تلك النتائج «غير كاملة». في الأسابيع القليلة الماضية، اختبرت موادّ أكثر أهمية كانت الدراسة السابقة قد أغفلت عنها، وأصدرت توجيهات عن عوامل متغيرة مثل عدد الخيوط المستعملة.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة Smart Air ومهندس الطيران، بادي روبرتسون، في بيان صحافي: «في الوقت الراهن، يرتفع الطلب عالمياً على المعلومات المرتبطة بالعوامل التي تجعل قناع الوجه المنزلي آمناً وفاعلاً. لكن تكثر المخاوف والمعلومات المغلوطة في هذا المجال أيضاً. من خلال نشر هذه البيانات وعرض المنهجية التي استعملناها بكل شفافية، نأمل في مساعدة الأفراد والمؤسسات وحتى الحكومات على اتخاذ قرارات صائبة ومثبتة حول طريقة تصنيع أقنعة وجه قادرة على حمايتهم».


فلاتر القهوة لم تعد محبذة


لصنع الأقنعةتكشف الدراسة الجديدة أن فلاتر القهوة قد تكون فاعلة جداً في تصفية الجزيئات الدقيقة، لكنها تفتقر إلى التهوئة. لذا يمكن شطبها من لائحة المواد الموصى بها لصنع الأقنعة. يضيف روبرتسون في البيان: «رغم فاعلية فلاتر القهوة في تصفية الجزيئات التي تكون بحجم الفيروس، إلا أنها ليست خياراً مثالياً لصنع الأقنعة، إذ يصعب التنفس عبرها».






فشل ذريع للأوشحة في الاختبار


يقول روبرتسون: «قد لا تكون الأوشحة التي أوصى ترامب باستعمالها كأقنعة للوجه أفضل خيار. كشفت تجربتنا عن تراجع قدرة الأوشحة الثلاثة التي اختبرناها على التقاط الجزيئات الضئيلة. على ترامب أن يراجع بياناتنا على الأرجح ويقوم بتحديث المعلومات التي يقدمها للرأي العام».

كانت الأوشحة الثلاثة الخاضعة للاختبار مصنوعة من صوف مارينو والكشمير ونسيج الرامي خفيف الوزن (يشبه الكتّان)، وقد التقط جميعها أقل من 10% من جزيئات بحجم الجدري. كان نسيج الرامي أسوأ نوع من الأوشحة، فاكتفى بتصفية 2.8% من الجزيئات.


أفضل المواد لصنع أقنعة الوجه


بناءً على خليط من مستوى التهوئة وفاعلية الفلترة، أوصت الدراسة باستعمال الدينم، وملاءات السرير (بين 80 و120 خيطاً)، والمناديل الورقية، والخيش (بسماكة 0.4 أو 0.5 ملم)، والمناشف لتحضير أقنعة منزلية الصنع. لكن تذكّر أن المناديل الورقية غير قابلة للغسل ولا الاستعمال المتكرر. تبيّن أن التنفس يكون سهلاً في مادة الخيش أكثر من القناع الجراحي، كما أنها تسجّل مستوىً جيداً من تصفية الجزيئات. لكن إذا لم تجد أي أقمشة سميكة في متناول يدك، تثبت بيانات الدراسة أن القمصان القطنية المطوية على شكل طبقات تبقى خياراً فاعلاً لصنع قناع منزلي. بشكل عام، تُعتبر المواد الطبيعية أفضل من الاصطناعية. وبما أن الألياف الاصطناعية (مثل البوليستر) تكون أكثر نعومة، لن تصفّي الجزيئات بقدر الأقمشة الأكثر خشونة في الألياف الطبيعية (مثل القطن).






ماذا يحصل حين تستعمل طبقات متعددة من الأقمشة؟


يشمل عدد كبير من أقنعة الوجه المنزلية طبقتَين من القماش على الأقل، لكنها تصل أحياناً إلى 16 طبقة أو حتى 32 عند استخدام طيّات متعددة. كيف يزيد هذا العامل فاعلية المادة المستعملة؟

جرى الاختبار في هذه الدراسة على طبقة واحدة أو طبقتَين. صرّح روبرتسون لصحيفة "هاف بوست": "أدت مضاعفة أعداد الطبقات إلى زيادة فاعلية القناع في التقاط جزيئات بحجم 0.3 ميكرون بنسبة تتراوح بين 2% و15%، فضلاً عن تراجع مستوى التهوئة في القناع. يصعب أن نحدد "معادلة" دقيقة تضمن زيادة فاعلية الطبقات المزدوجة في كل مادة لأن مقاومة الهواء لها دور مؤثر في هذا المجال. لكننا ننوي معالجة هذا الجانب". يقول روبرتسون إن شركة Smart Air تُخطط لمتابعة أبحاثها وإصدار نسخة ثالثة من الدراسة، مع معلومات إضافية حول أثر زيادة طبقات المواد المستعملة.



أفضل المواد لإعاقة الجزيئات الكبيرة


نجحت معظم المواد التي خضعت للاختبار في دراسة Smart Air في إعاقة أكثر من 50% من الجزيئات بحجم ميكرون واحد، لكن تبيّن أن أوشحة الصوف والباندانا الصوفية الطبيعية والأوشحة الخفيفة سجّلت أسوأ النتائج (خضعت هذه المواد للاختبار على شكل طبقة واحدة، وأدت زيادة الطبقات إلى ارتفاع أعداد الجزيئات التي تعيقها الأقنعة بدرجة بسيطة).





أفضل المواد لإعاقة الجزيئات الصغيرة


لإعاقة جزيئات بحجم 0.3 ميكرون، رصدت Smart Air «زيادة أكبر بكثير في مستوى الفاعلية». سجّلت الكمامات الطبية المسطحة N95 وفلتر «هيبا» والقناع الجراحي أفضل النتائج، فالتقط جميعها أكثر من 75% من الجزيئات الصغيرة. لكن في فئة المواد المنزلية، كانت فلاتر القهوة من ماركة «هيرو» الأفضل في إعاقة الجزيئات. وفي هذه الدراسة، نجحت أربع مواد أخرى فقط في تصفية أكثر من 48% من الجزيئات الصغيرة: النايلون (40D)، فلتر القهوة Chemex، مناديل المطبخ، الخيش.

تذكر الدراسة أيضاً أن بعض المواد كان «أفضل من لا شيء بدرجة بسيطة». التقطت الباندانا وسخان العنق والأوشحة وأقمشة التنظيف والقمصان القطنية الطبيعية (طبقة واحدة) أقل من 10% من الجزيئات الصغيرة.



استعمل قناعك بمسؤولية بغض النظر عن نوعيته!


بغض النظر عن المادة التي تختارها لصنع قناعك وطريقة تحضيره (مع خياطة أو من دونها، أو عبر طيّ الطبقات)، لا شيء يضمن وقاية تامة من فيروس "كوفيد - 19".

قد تكون أقنعة الوجه المنزلية مفيدة عند الخروج إلى متجر البقالة والصيدلية أو أي مكان يصعب الابتعاد فيه عن الناس بمسافة مترَين، لكنها لن تصبح بديلة عن التباعد الاجتماعي في أي ظرف من الظروف. أخيراً، تذكّر أنك تحمي الآخرين من أي جزيئات ضارة تحملها حين تغطّي وجهك في الأماكن العامة. تتعلق هذه الخطوة فعلياً بحماية الآخرين أكثر من حماية نفسك!

MISS 3