في مجزرة دمويّة بحق المدنيين، قُتِلَ أكثر من 43 شخصاً، غالبيّتهم في غارات روسيّة استهدفت سوقاً لبيع الخضار وأبنية في محيطه في معرّة النعمان في شمال غربي سوريا أمس، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إلّا أن موسكو نفت مسؤوليّتها عن الغارات، في وقت تتعرّض المنطقة لقصف جوّي عنيف مستمرّ منذ نحو ثلاثة أشهر.
وفي مدينة معرّة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، شاهد مصوّر متعاون مع وكالة الصحافة الفرنسيّة مدنيين يُساعدون رجال الإنقاذ على حمل جرحى غطّت الدماء أجسادهم ونقلهم إلى سيّارات الإسعاف. ويُساعد رجلان، على بنطال أحدهما بقعة دماء، رجلاً ثالثاً على السير وسط شارع مدمّر ويبدو أنّه سُحِب من تحت الأنقاض، إذ يكسو الغبار وجهه وثيابه. ويمشي خلفهم رجل آخر ملتح تُغطّي الدماء يده اليسرى. ويظهر في إحدى الصور شاب يُشير إلى جثة رجل على الأرض قرب درّاجة ناريّة متفحّمة، بينما يحمل رجل حافي القدمَيْن طفلة صغيرة وتسير قربه سيّدة ورجلان يحملان طفلين ويبدو الدمار الهائل خلفهم.
وقال الدكتور رضوان شردوب، مدير مستشفى معرة النعمان حيث نُقِلَ عدد من الضحايا: "الإصابات يندى لها الجبين"، متحدّثاً عن "جثث محروقة ومتفحّمة وأشلاء". وتابع: "إنّه إجرام بلا حدود مع صمت دولي معيب".
وتسبّبت الغارات بمقتل 37 شخصاً على الأقلّ، غالبيّتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما أصيب أكثر من مئة آخرين بجروح، حالات بعضهم حرجة. وفي مدينة سراقب في إدلب، قُتِلَ أكثر من ستة مدنيين بينهم سيّدة وطفلة جرّاء قصف جوّي سوري، كما أصيب ثمانية آخرون بجروح، حالات بعضهم حرجة، بحسب المرصد.
