ليو نيكوليان... أرمني خُطف من لبنان

04 : 00

نيكوليان الثائر



ليو نيكوليان فاجأنا جميعاً وهو الذي لا يترك جداراً في منزله الباريسي إلا ويرفع عليه العلم اللبناني. فلماذا هذه المشاعر القصوى تجاه لبنانه؟ وماذا عن أرمنيته؟

نشعر بصوتِهِ يتهدّج بكاء كلما سألناه عن علاقته بلبنان ويجيب بانفعالية: شو هالسؤال؟ ويبدأ بسرد قصته بالتفصيل غير الممل. أسماء وعناوين ومراحل وقصص وحكايات ويستعين كثيراً بوالدته كي تدقق له بالتواريخ. يقول: خطفني أهلي من لبنان الى باريس بعمر 8 سنوات. ويقصد بكلمة "الخطف" أنه لم يكن يريد أن يهاجر. ويتذكّر يوم ذهب الى المدرسة في فرنسا وقالت معلّمته لرفاقه الطلاب الفرنسيين: "إسمعوا هذا الطفل اللبناني كيف يتكلّم الفرنسية. تعلّموا منه". يتذكر كيف ضُرب ذات يوم في فرنسا ودافع عنه تلميذ لا يعرفه وحين تعرف عليه عرف أن اسمه مازن أبو شقرا من الشوف ويقول: "طلع لبناني". ولم ينس ليو لحظة كيف كان يتسلق شجرة التين في لبنان وكيف كان يقطف التوت ويتناول العسل ويكسر في جزين الجوز. يملك هذا المراسل الشجاع حنيناً هائلاً للبنان ويقول: "سيأتي يوم قريب أرمي فيه الجنسية الفرنسية وأعود الى الأبد الى لبنان".



بالعلم اللبناني


غريبٌ هو بالفعل. لكن ماذا عن علاقته بأرمينيا؟ هل زارها؟ يجيب: "ذهبت الى كاراباخ وقابلت رؤساء ومسؤولين أرمن وأصبت هناك، خلال الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، ومكثت طويلاً في مستشفيات كاراباخ حيث تعلمت اللغة الأرمنية لكنني لم أطلب الجنسية. لا أحتاج إليها. أملك الجنسية اللبنانية وهذا يكفيني. تعرف نيكوليان على كثير من السياسيين في أرمينيا ورؤسائها. ولا يترك "صفة أو نعتاً" إلا ويرميهم بهما. هو تعرف أيضاً على سياسيي وقادة لبنان، من الصفّ الأول، خلال أعمال وثائقية نفذها للتلفزة الألمانية والفرنسية. وهو ليس راضياً على أحد لا على سياسيي أرمينيا ولا على سياسيي لبنان ولا على سياسيي فرنسا. لكن إذا خُيّر أين يعيش لن يختار إلا لبنان. يردد هذا بفخر.

حاولنا مراراً سؤاله عن القومية الأرمنية. عن المشاعر الأرمنية. عن الإبادة والمجازر والوجع والمآسي... غير أنه بدا واضحاً من البداية حتى آخر نفس: "أنا لبناني من أصل أرمني وعاشق للبنان. ولدت فيه وأتمنى ألا أموت إلا فيه!".

MISS 3