متظاهرون يتعرّضون لاعتداءات وحشيّة في هونغ كونغ

10 : 30

معارض يداوي نفسه إثر اعتداء عصابات موالية لبكين عليه أمس الأوّل (أ ف ب)

تنامت مشاعر الغضب أمس في هونغ كونغ، غداة الهجمات العنيفة التي تعرّض لها متظاهرون مؤيّدون للديموقراطيّة على أيدي مُعتدين يُشتبه في انتمائهم إلى عصابات إجراميّة موالية لبكين، ما أوقع عشرات الجرحى وفاقم الأزمة السياسيّة التي تشهدها المُستعمرة البريطانيّة السابقة.

وأخذت حركة الإحتجاج الشعبيّة التي لم تتراجع منذ التاسع من حزيران منحى خطِراً أمس الأوّل، بعدما هاجم رجال يحملون العصي والقضبان الحديديّة ومضارب البيسبول، متظاهرين سلميين معادين للحكومة المدعومة من بكين، في طريقهم إلى منازلهم بعد تظاهرة ضخمة.



ووقعت الاعتداءات في وين لونغ الواقعة في شمال هونغ كونغ، حيث انهال المعتدون بالضرب على المتظاهرين والصحافيين في محطّة مترو، وشوهدت آثار دماء على الأرض. وأفادت مصادر طبّية أنّ 45 شخصاً جُرحوا في الاعتداءات، بينهم بعض الحالات الحرجة.

وتعالت الانتقادات ضدّ شرطة هونغ كونغ، التي اتُّهمت بالتأخر لأكثر من ساعة في الوصول إلى المكان، على الرغم من نداءات الإغاثة التي وجّهها المتظاهرون الذين تعرّضوا للاعتداءات. كما انتُقدت الشرطة لعدم توقيف أيّ شخص، في حين بقي المهاجمون في الشوارع في محيط محطّة المترو حتى ساعات الفجر الأولى. وأظهرت المشاهد رجالاً بقمصان بيضاء يُغادرون المكان في سيّارات تحمل لوحات تسجيل صينيّة.



واتّهم نوّاب ديموقراطيّون، الحكومة المحلّية، بغض الطرف عن هذه الهجمات. وانتقد النائب الديموقراطي لام شوك تينغ، الذي كان بين الجرحى وأُصيب بجروح في الوجه والذراعين، ردّ فعل الشرطة، واتّهم "العصابات الإجراميّة" بالوقوف وراء الهجمات، معتبراً أن "هذا السلوك الوحشي والعنيف ينتهك الخط الأحمر للمجتمع الحضاري في هونغ كونغ". كذلك، قال ناثان لو، الناشط السياسي الديموقراطي في تغريدة على "تويتر": "عندما تتعرّض العصابات الإجراميّة الصينيّة للمواطنين لا نرى قوّات الشرطة، وهذا عار على الحكومة".



من جهته، دافع قائد الشرطة ستيفن لو، عن قوّاته الأمنيّة، موضحاً أن "لديها الكثير من العمل مع التظاهرات العنيفة المعادية للحكومة"، التي نُظّمت في جزيرة هونغ كونغ.

وفي وقت كانت العصابات المسلّحة تُشيع الفوضى في وين لونغ، واجهت الشرطة متظاهرين متطرّفين في قلب جزيرة هونغ كونغ وأطلق عناصر في وحدة مكافحة الشغب الرصاص المطّاطي والغاز المسيّل للدموع على المحتجّين الذين كانوا هاجموا مكتب الإتصال التابع للحكومة الصينيّة في هونغ كونغ، حيث ألقوا البيض وكتبوا شعارات على واجهة المبنى في تحد جديد لسلطة بكين، وذلك بعد اقتحام برلمان هونغ كونغ مطلع الشهر الحالي ورفع العلم البريطاني عليه. ودان وانغ زيمين، مدير مكتب الإتصالات التهجّم على "الشعب الصيني بأكمله".



بدورها، ندّدت رئيسة حكومة هونغ كونغ كاري لام بالهجوم على المكتب وبهجمات العصابات الإجراميّة، مؤكّدةً أن المدينة برمّتها "تحت وقع الصدمة". وتابعت: "لا نؤيّد بتاتاً أعمال العنف هذه".

من ناحيته، دعا وزير خارجيّة تايوان إلى تنظيم انتخابات ديموقراطيّة حقيقيّة في هونغ كونغ، ما أثار غضب بكين.وتغذّي هذه الهجمات المخاوف من تدخّل العصابات الإجراميّة الموجودة في هونغ كونغ والصين القاريّة في الأزمة السياسيّة. وتقع وين لونغ في الأراضي الجديدة قرب الحدود مع الصين، حيث تحظى العصابات الإجراميّة واللجان الريفيّة المؤيّدة لبكين بنفوذ كبير. وكانت هجمات مماثلة ضدّ محتجّين خلال التظاهرات في خريف العام 2014 نُسِبت إلى عصابات إجراميّة.



وتشهد هونغ كونغ تظاهرات ضخمة ضدّ الحكومة المحلّية الموالية لبكين. وانطلقت التحرّكات الشعبيّة الغاضبة احتجاجاً على مشروع قانون يُجيز للسلطات تسليم مطلوبين إلى الصين القارية، لكن مشروع القانون عُلّق. بيد أن اختفاء معارضين ظهروا لاحقاً قيد الإعتقال في الصين القاريّة وإعلان عدم أهليّة نوّاب ديموقراطيين وسجن قادة الحركة المؤيّدة للديموقراطيّة، أسباب لعبت دوراً أساسيّاً في انفجار الشارع. واتّسعت حركة الإحتجاج لتشمل مطالب أكبر مثل تطبيق إصلاحات ديموقراطيّة والإقتراع العام واستقلال القضاء ووضع حد لانتهاك الحرّيات وبخاصة حرّية التعبير، والحفاظ على المكتسبات الديموقراطيّة.


MISS 3