شربل داغر

الكتاب، بعد كورونا...

4 أيار 2020

02 : 00

الحكومات كما المؤسسات شرعت تتحدث عن خروجنا التدريجي من الحجر الصحي. سؤالي: هل سيخرج الكتاب الورقي من حجره بدوره؟ وكيف؟

لا أريد أن احدثكم عن كتبي التي انتظرها بين بيروت وعَمان وباريس وميلانو منذ شهور، وقبل الكورونا، إذ لم يبلغني أي خبر أكيد عنها بعدُ...

ما قد يشجع الإقبال على الكتاب، هو أن عديدين وجدوا في القراءة، أثناء الحجر، متعةً وعادةً اجتماعية ناشئةً عند بعضهم. أسيبقى أثرٌ من هذا التقليد المستجد، ويضيف قراء جدداً؟ ربما، على الأرجح. إلا أن العيش القادم للكتاب مرتبط أكثر بدور النشر، بالمؤسسات، والحكومات، ما يجعل السؤال بديهياً: أستكون العودة حيوية وقوية؟

هذا ما قد تأمل به دور النشر من دون أن تكون أكيدة من حصوله: لن تكون الثقافة، ولا الكتاب، في أولويات الصرف الحكومي مؤكداً، بعد تراجع بل تدهور مؤشرات الاقتصاد، ولا سيما مع انهيار سوق النفط مؤخراً. لن تقوى هذه الحكومات، بالتالي، على صرف ما كانت تصرفه في معارض الكتاب الدورية، ولا في الأنشطة الثقافية المرتبطة بها. وهو ما سيصيب القراء بدورهم، إذ إن فقدان أو ضعف مدخراتهم المالية لن تسعف إقبالهم على الكتاب.

سؤال أخير: هل ستقوى دور النشر، بعد عودتها إلى النشاط، على مد الجوائز الأدبية العربية المختلفة بعدد مناسب من الكتب المتنافسة، أم أنها ستكون جوائز ناقصة، أو ممهورة بخاتم كورونا الكالح؟

لا يزال الخروج من الحجر بعيداً، وقد تكون معالم الكتاب قد تبدّلت في بعضها، من دون أن ندري.


MISS 3