إسرائيل تقتل فلسطينيَّين في "نور شمس" وغور الأردن

خلال تشييع القتيل الفلسطيني في مخيّم "نور شمس" أمس (أ ف ب)

في سياق التوتر الأمني المتصاعد بين الفلسطينيين وإسرائيل أخيراً، قُتل الفلسطيني عايد سميح خالد أبو حرب (21 عاماً) خلال مداهمة الجيش الإسرائيلي لمخيّم «نور شمس» للاجئين قرب طولكرم في الضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. أمّا الجيش الإسرائيلي، فأشار إلى وقوع «تبادل لإطلاق النار بين الجيش وعدد من المسلّحين في المخيم»، موضحاً أنه استهدف «بناية بداخلها عدّة قنابل جاهزة للاستخدام، وأن إحدى هذه القنابل انفجرت خلال المداهمة».

وفي هذا الصدد، أفاد سكان من المخيّم وكالة «فرانس برس» بأنّ الجيش الإسرائيلي دخل المخيّم بعد منتصف الليل و»بعد ذلك بوقت قصير اندلعت مواجهات بين مجموعة من المسلّحين والجيش الإسرائيلي»، مشيرين إلى أن الجيش استقدم معه جرّافات وقام بتجريف طرق داخل المخيّم.

وفيما أكدت «سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» أن أبو حرب هو «أحد أفراد كتيبة طولكرم المسلّحة»، شارك المئات في تشييعه حيث حمل مشيّعون رايات «الجهاد»، في حين شوهد عدد من المسلّحين بملابسهم السوداء وهم يحملون بنادقهم ويُشاركون في الجنازة.

وطالب المتحدّث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الولايات المتحدة، بـ»التدخّل فوراً» لوقف الاقتحامات الإسرائيلية، و»عدم الاكتفاء بسياسة التصريحات التي لا تُغيّر شيئاً على الأرض»، محذّراً من أن الأوضاع «على وشك الانفجار جرّاء التصعيد الإسرائيلي الخطر».

أمّا في غور الأردن، فقُتل فلسطيني وأُصيب جندي إسرائيلي خلال تبادل لإطلاق النار في شمال مدينة أريحا. وبينما وصفت حركة «حماس» هذه العملية بأنها ردّ على «جرائم الاحتلال»، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل المُهاجم، دافعاً بتعزيزات أمنية مشدّدة إلى المكان.

وفي الداخل الإسرائيلي، تتوالى ردود الفعل على مبادرة الرئيس إسحق هرتسوغ لنزع فتيل أزمة التعديلات القضائية، وتبدو المبادرة الحلّ الأخير قبل الغرق في أزمة دستورية. وتنصّ مبادرة الرئيس الإسرائيلي على تجميد التشريعات القضائية لمدّة سنة ونصف السنة وعدم إجراء أي تعديل على لجنة اختيار القضاة.

وأعربت أوساط واسعة في حزب «الليكود» الذي يتزعّمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن رفض مبادرة هرتسوغ، وجاء على رأس هؤلاء وزير العدل ياريف ليفين، الذي يعدّ مهندس التعديلات القضائية التي تحدّ من سلطات الجهاز القضائي.

في المقابل، فقد كانت ردود المعارضة الإسرائيلية رافضة للمبادرة في المجمل، خصوصاً زعيمها يائير لابيد، الذي يرفض أي حلّ وسط مع نتنياهو قبل جلسة المحكمة العليا المقرّرة بعد أسبوع، والتي ستنظر في إلغاء أوّل قانون سنّه الكنيست ضمن سلسلة التعديلات القضائية.

ديبلوماسيّاً، بحث وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي «التهديدات التي تُشكّلها إيران»، مجدّداً التأكيد على «قوة الشراكة الثنائية» بين البلدَين، و»التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل»، بحسب «الخارجية الأميركية» التي أشارت إلى أن بلينكن أكد خلال الاتصال «دعم الولايات المتحدة المستمرّ للسياسات التي تضمن الحرّية والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين على حدّ سواء».

في الموازاة، عيّن الرئيس الأميركي جو بايدن وزير الخزانة في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، خريج جامعة «هارفرد» جاك لو، سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل، فيما يبقى تعيينه رهن مصادقة مجلس الشيوخ عليه.

وفي أعقاب أعمال الشغب التي شهدتها تل أبيب السبت، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إسرائيل، إلى عدم ترحيل الإريتريين المتّهمين بالمشاركة فيها، مشيرةً إلى أن ذلك إن حصل، سيكون مخالفاً للقانون الدولي.

وفي قطاع غزة، حذّر الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية في القطاع من انعكاسات «كارثية» على الاقتصاد الفلسطيني إثر قرار إسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري أمام الصادرات من القطاع إلى الضفة الغربية والخارج. واعتبر رئيس الغرفة التجارية في قطاع غزة عائد أبو رمضان أن القرار الإسرائيلي «تصعيد جديد لسياسة الحصار الاقتصادي المتواصل على القطاع»، محذّراً من «زيادة البطالة والفقر بسبب القرار الجائر والعقاب الجماعي الذي يتسبّب بكارثة إنسانية حقيقية».