رابط بين التهابات الدم وسرطان القولون والمستقيم؟

02 : 00

إستنتجت دراسة جديدة أن التهابات الدم الجرثومية اللاهوائية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم!

من المنتظر أن يطرح الباحثون نتائج هذه الدراسة خلال "المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة العيادية والأمراض المعدية" في العام 2020، وقد تساعد استنتاجاتهم الأطباء على تحسين طرق الكشف عن سرطان القولون والمستقيم. يظهر المرض في 90% من الحالات في عمر الخمسين وما فوق. لكن إلى جانب العمر، تبرز عوامل خطر أخرى مثل وجود تاريخ عائلي بسرطان القولون والمستقيم، وبعض المتلازمات الجينية، والبدانة وقلة التمارين الجسدية، والحمية قليلة الفاكهة والخضار، ومرض التهاب الأمعاء.

على عكس الجراثيم الهوائية، لا تحتاج الأنواع اللاهوائية إلى الأوكسجين كي تصمد وتنشط. هي جزء طبيعي من جسم الإنسان ويمكن إيجادها في مواقع متنوعة، بما في ذلك الأمعاء. في الحالات العادية، لا تُسبب هذه الجراثيم أي التهابات. وإذا فعلت، يتركّز الالتهاب في المكان الذي تستعمره الجرثومة.

يذكر المشرفون على الدراسة الجديدة أن الأبحاث السابقة ربطت بين أنواع محددة من الجراثيم اللاهوائية وسرطان القولون والمستقيم. لذا أرادوا استكشاف هذا الرابط عبر إجراء دراسة واسعة.

أكثر من مليونَي مشارك

جرت الدراسة الجديدة في منطقتَين من الدنمارك بين العامين 2007 و2016، وشملت أكثر من مليونَي مشارك.

جمع الباحثون بيانات عن 45760 التهاباً دموياً، بما في ذلك معلومات عن نوع مسببات الأمراض في مجرى دم المشاركين. ثم قارنوا هذه المعلومات بقاعدة بيانات "مجموعة سرطان القولون والمستقيم الدنماركية"، وبحثوا تحديداً عن حالات جديدة من سرطان القولون والمستقيم، لا سيما تلك التي نشأت بعد الإصابة بالتهاب في الدم نتيجة أي جراثيم مرتبطة بذلك السرطان. من أصل 45760 شخصاً أصيبوا بالتهاب دموي جرثومي، تعرّض 492 فرداً (1.1%) لسرطان القولون والمستقيم لاحقاً. وفي هذه المجموعة، سُجّلت 241 حالة (0.5%) خلال السنة الأولى من ظهور التهاب الدم. ثم جمع الباحثون خمسة أشخاص لم يصابوا بالتهابات في الدم وبمواصفات العمر والجنس نفسها ضمن مجموعة مرجعية.

إرتفاع ملحوظ في مخاطر السرطان

إكتشف العلماء أن التهابات الدم الجرثومية اللاهوائية ترتبط بزيادة ملحوظة في مخاطر سرطان القولون والمستقيم. كان المصابون بعدوى المطثية المنتنة مثلاً أكثر عرضة لهذا السرطان بـ42 مرة بحلول السنة اللاحقة. اقتصرت نسبة المصابين بالسرطان في المجموعة المرجعية التي لم تُصَب بأي عدوى جرثومية على 0.5%، وارتفعت هذه النســــبة إلى 20.8% في المجموعة التـــي التقطت عدوى المطثية المنتنة.

يستنتج الباحثون في ملاحظاتهم: "في هذه الدراسة الواسعة، تبيّن أن خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ارتفع لدى المصابين بالتهابات في الدم بسبب جراثيم لاهوائية منتقاة، أكثر من المصابين بالتهابات دموية تشتق من جراثيم هوائية مثل الإي كولاي أو المكورات العنقودية الذهبية، أو المجموعات المرجعية التي تخلو من الإصابات بـ42 مرة. قد يؤدي اكتشاف التهابات الدم بسبب بعض الجراثيم اللاهوائية إلى إجراء الفحص الذي يكشف عن سرطان القولون والمستقيم لدى مجموعة منتقاة من الناس".

يوضح الدكتور أولريك جوستيسين من مستشفى "أودانس" الجامعي في الدنمارك، وهو أحد المشرفين على الدراسة: "ظهر رابط واضح بين الالتهابات الجرثومية اللاهوائية في الدم وسرطان القولون والمستقيم، لكن لم تتضح العلاقة السببية بينهما. حتى هذه المرحلة، لم نتأكد بعد من أن الجراثيم هي السبب المباشر لحالات سرطان القولون والمستقيم، أو أن التهاب الدم المرتبط بهذه الجراثيم ينجم عن السرطان".

في المرحلة المقبلة، يريد جوستيسين وفريقه معرفة تفاصيل إضافية عن الجراثيم لدى مرضى السرطان: "سيُركّز بحثنا المقبل على جراثيم محددة لدى المصابين بالسرطان وسنحاول بذلك تحديد أي خصائص مرتبطة بنشوء السرطان. ستكون هذه النتائج بالغة الأهمية في فحص سرطان القولون والمستقيم ومعالجته. بعبارة أخرى، قد يصبح هذا الفحص أكثر فاعلية. إذا رصدنا هذه الجراثيم عالية المخاطر لدى أشخاص متقدمين في السن، سيصبح إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم وارداً طبعاً".

تبدو هذه النتائج مثيرة للاهتمام، لكن لا بد من طرح البحث أولاً خلال مؤتمر علمي متعارف عليه. لذا لا تزال التفاصيل عن كامل المنهجية المستعملة والنتائج غير متاحة.

لم يحضّر الباحثون بعد أي تقرير كامل عن هذا البحث ولم يراجعه علماء آخرون. لذا يصعب أن ندقق بالنتائج كلها في الوقت الراهن.


MISS 3