عاد «قصر نوفل» المعروف بـ»مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي» أمس للعمل مجدداً، بعد سنوات كان فيها متروكاً ومغلقاً، إذ أُنجزَت المرحلة الأولى من إعادة ترميمه وتأهيله بتمويل من الإتحاد الأوروبي وبمبادرة من برنامج الأمم المتّحدة. وإلى جانب مكتبته العامة، سيفتح المركز أبوابه مجاناً أمام الجهات الراغبة في إقامة أنشطة ثقافية، ممّا يساهم بتنشيط الحياة الثقافية في المدينة.
وشمل الترميم إعادة تأهيل واجهات القصر والنوافذ والخشب والدرابزين والجدران المتضرّرة جراء تسرّب المياه وبلاط الأرضية، كما وُسِّعَت المكتبة العامة وزُوّدت بما يلزم لزيادة طاقتها الإستيعابية. وفي المراحل المقبلة، ستتم فهرسة الكتب مما يسهّل العودة إليها ويضمن الحفاظ على المجلّدات والوثائق التاريخية. كما سيتمّ تأمين الإنترنت للمكتبة وتزويدها بنظام يحول دون سرقتها. وقال عضو المجلس البلدي في المدينة ورئيس لجنة الثقافة فيه باسم بخاش: «نسعى في المراحل التالية إلى تركيب نظام للطاقة الشمسية لتأمين التغذية الكهربائية مما يتيح فتح أبواب القصر أمام الطلاب عصراً ومساءً، عندما تنتهي دواماتهم الدراسية».
والمبنى الواقع بقرميده الأحمر وفخامته في وسط ساحة التل، أقامه قنصل روسيا قيصر نوفل عام 1895 وسكن فيه مع عائلته. وشكّل في مطلع القرن العشرين معلماً معمارياً مميزاً، إذ صمّمه مهندسون إيطاليون وبُنيَ بمواد مستوردة من إيطاليا، فكان قرميده المستورَد من مرسيليا الأكبر بوسط طرابلس. وقبل أن تستملك الدولة عام 1968 القصر، مرّ بمراحل عدة، إذ حُوِّل مطعماً وكازينو. ووهب آل نوفل حديقته إلى البلدية التي حوّلتها لاحقاً إلى متنزه عام يُعرف باسم «المنشية»، وباتت يومها أول حديقة عامة في كل لبنان.
وفي العام 1978 افتُتِح المكان كمركز ثقافي تابع للبلدية وأُطلِقت عليه تسمية «قصر نوفل الثقافي». وتكريماً لذكرى رئيس الحكومة رشيد كرامي بعد اغتياله عام 1987، اتخذت البلدية قراراً بتغيير اسم القصر إلى «مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي».