الذكاء الإصطناعي أفضل من البشر في تصميم المدن

02 : 00

يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد المخطّطين الحضريين على تحقيق رؤيتهم المعاصرة في أسرع وقت، إذ تكشف دراسة جديدة أجرتها جامعة «تسنغوا» في الصين أن التعلّم الآلي قد ينتج تصاميم مكانية أكثر فاعلية من التي يصمّمها البشر خلال وقتٍ قصير.

أراد عالِم الأتمتة يو تشنغ وفريقه إيجاد حلول جديدة لتحسين المدن التي تزداد اكتظاظاً وتمتلئ بالأسمنت مع مرور الوقت.

طوّر الباحثون نظاماً عاملاً بالذكاء الاصطناعي لإتمام أبرز المهام المحوسبة المملّة في مجال التخطيط الحضري، فاكتشفوا أنه ينتج خططاً حضرية تتفوّق على التصاميم البشرية بنسبة 50% تقريباً على ثلاثة مستويات: سهولة الاستفادة من الخدمات، والمساحات الخضراء، ومستوى حركة المرور.

في البداية، طلب العلماء من نموذجهم تصميم مناطق حضرية يقتصر حجمها على بضعة كيلومترات مربّعة. وبعد يومَين من التدريبات، استخدم نظام الذكاء الاصطناعي شبكات عصبية متعدّدة وراح يبحث عن تصاميم مثالية للطرقات والأراضي، بما يتماشى مع سياسات التخطيط المحلية ومفهوم «مدن الخمس عشرة دقيقة» (حيث تتوفر جميع الحاجات والخدمات الأساسية على بُعد ربع ساعة).

يحمل النموذج الجديد خصائص تسمح بتوسيع نطاق استعماله كي يشمل تصميم مناطق حضرية أكبر حجماً، لكن يبقى تصميم مدينة كاملة أكثر تعقيداً بكثير.

لكنّ أتمتة خطوات بسيطة من عملية التخطيط قد توفّر الكثير من الوقت: أنهى نموذج الذكاء الاصطناعي خلال ثوانٍ مهام يحتاج البشر إلى خمسين أو مئة دقيقة لإتمامها.

بدل أن يصبح الذكاء الاصطناعي بديلاً عن البشر، يتوقّع الباحثون أن يُستعمل نظامهم الجديد كمساعِد للمخطط الحضري الذي ينتج تصاميم متطوّرة بأنظمة الحلول الحسابية، ثم يقوم البشر بمراجعتها وتعديلها وتقييمها استناداً إلى التعليقات الاجتماعية في محيطهم.

تُعتبر هذه الخطوة الأخيرة أساسية لطرح تصاميم فاعلة. تعليقاً على الموضوع، يقول العالِم البحثي باولو سانتي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «التخطيط الحضري ليس مجرّد تقسيم للمباني والحدائق والوظائف بين المساحات، بل إنه تصميم لأماكن متنوّعة حيث تعيش المجتمعات الحضرية، وتعمل، وتتفاعل في ما بينها، وتزدهر لوقتٍ طويل في أفضل الأحوال».

حين قارن الباحثون سير العمل في التصاميم المبنية على إنتاجية البشر والذكاء الاصطناعي في آن والتصاميم البشرية حصراً، استنتجوا أن التعاون بين الطرفين قد يسهّل الوصول إلى الخدمات الأساسية والحدائق العامة بنسبة 12 و15% على التوالي.

كذلك، أجرى الباحثون استطلاعات شملت مئة مخطط حضري لم يعلموا إذا كانت الخطط المعروضة عليهم من صنع البشر أو الذكاء الاصطناعي. حصد الذكاء الاصطناعي أصواتاً إضافية بفضل تصاميمه المكانية، لكن لم يفضّل المشاركون خياراً معيّناً في الخطط الأخرى.

سيحصل الاختبار الحقيقي في المجتمعات التي تُبنى استناداً إلى تلك الخطط ويمكن قياسها بحسب العوامل التي يَعِد المخططون الحضريون بتحقيقها على مستوى الضجة، والحرّ، والتلوّث، وتحسين الصحة العامة.