"ضربة كردية" قاسية وخاطفة في شمال سوريا

02 : 00

خلال دفن قتلى «الهجوم الكردي» أمس (أ ف ب)

في إطار العمليات الأمنية والعسكرية المتنقلة التي ما زالت تشهدها محافظات سورية عدّة، قُتل 14 مقاتلاً في هجوم لمجموعة كردية محلّية استهدف مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة في شرق مدينة الباب الريفية في محافظة حلب أمس، إذ استغلّ المقاتلون الأكراد المنضوون تحت قيادة «قوات تحرير عفرين» اقتتالاً داخلياً ضمن فصيل موالٍ لأنقرة لشنّ هجومهم. إلّا أن مسؤولاً محلّياً أفاد بأنّ القتلى ينتمون إلى مجموعة انشقّت قبل فترة عن الفصيل الموالي لأنقرة جرّاء اقتتال داخلي أيضاً، بحسب ما أفاد «المرصد السوري».

أمّا في حمص، فقُتل 3 عناصر من الميليشيات الموالية لقوات النظام السوري وأُصيب آخرون بجروح متفاوتة، في هجوم جديد نفّذته خلايا تنظيم «الدولة الإسلامية» على إحدى الدوريات العسكرية بشكل مباغت، حيث جرى استهدافهم بالأسلحة الرشاشة على الطريق الواصل بين مدينة السخنة ومنطقة كباكب في ريف حمص الشرقي، وجرى نقل الجرحى إلى المستشفى لتلقّي العلاج، بينما فرّ المهاجمون إلى جهة مجهولة، وفق المرصد.

وفي دير الزور، اقتحم مسلّحون يستقلّون درّاجة نارية يُرجّح أنهم تابعون لخلايا «الدولة الإسلامية»، منزلاً في بلدة الكشكية بريف دير الزور الشرقي، ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديموقراطية «قسد»، وأطلقوا الرصاص بشكل مباشر على مواطن كان عنصراً سابقاً في «قسد»، ما أدّى إلى مقتله على الفور، فيما لاذ المسلّحون إلى جهة مجهولة.

وفي ريف الحسكة الجنوبي، سُمع دويّ انفجارات عنيفة ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية لقوات «التحالف الدولي» بمشاركة «قسد» في قاعدة التحالف ببلدة الشدادي في ريف الحسكة. وتأتي التدريبات لرفع الجاهزية القتالية لدى الجنود، في ظلّ التطوّرات والأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة من تصعيد بين الميليشيات الإيرانية من جهة، وقوات التحالف من جهة أخرى.

وفي الرقة، استهدفت «قسد» قاعدة عسكرية تركية تقع قرب عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، ما أدّى إلى تدمير سيارتين داخل القاعدة وتدمير أحد الأبراج بداخلها، بينما يأتي استهداف القاعدة التركية ردّاً على استهداف طائرة مسيّرة تركية الأحد لسيارة قياديّ في ريف القامشلي شمالي الحسكة، ما أدّى إلى مقتل 4 عسكريين بينهم قيادي، وإصابة 5 بجروح بينهم 3 من قوى الأمن الداخلي «الأسايش». كما صادفت أمس الذكرى السنوية لمقتل قائد حملة عين عيسى لدى «قسد» نتيجة استهدافه بطائرة مسيّرة تركية.

أمّا في إدلب، فدخلت 15 آلية عسكرية محمّلة بمواد لوجستية عبر معبر كفرلوسين الحدودي في ريف إدلب الشمالي استقدمتها القوات التركية لتعزيز محاور عدّة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. وتعتبر هذه التعزيزات الثانية من نوعها خلال اليومين الماضيين، التي تستقدمها القوات التركية في اتّجاه مناطق تواجدها.

وفي متابعة لـ»ثورة السويداء» التي أصرّت أمس بعد مرور ما يُقارب الشهر من اندلاعها على الاستمرار حتّى تحقيق مطالب الثوار بإسقاط النظام السوري وتطبيق القرار 2254 وطرد الجيوش التركية والإيرانية والروسية من بلادهم، ظلّت «ساحة الكرامة» في مدينة السويداء مركز التظاهرات والتجمّعات التي تضمّ وفوداً من أهالي المحافظة وبعض أهالي المحافظات السورية الأخرى الذين تعاطفوا مع حراك السويداء. وحافظت نساء السويداء على حضورهنَّ المميّز أمس، بعدما كنَّ أساسيّات في كلّ الأنشطة والتظاهرات والتحرّكات التي نظّمها الثوار حتّى اليوم.

في الموازاة، استمرّت عملية استبدال رموز حزب البعث في السويداء التي باتت في مرحلة متقدّمة، إذ أُزيح الستار عن صورة لقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش ووزير الحربية السوري الراحل يوسف العظمة، عند مدخل بلدة ذيبين في ريف السويداء خلال تظاهرة شعبية حاشدة شهدتها البلدة أمس.