الصراع بين المناهضين لبكين وحلفائها يحتدم بقوّة

برلمان هونغ كونغ يتحوّل إلى "حلبة مصارعة"!

02 : 00

عنصر أمني يطرح نائباً مناهضاً لبكين أرضاً في برلمان هونغ كونغ أمس (أ ف ب)

اشتبك نوّاب من المعسكرَيْن الخصمَيْن في برلمان هونغ كونغ بالأمس داخل المجلس الذي أُصيب بالشلل منذ سبعة أشهر، في وقت سعى مشرّعون مؤيّدون للديموقراطيّة إلى منع صدور قانون مثير للجدل يحظر إهانة النشيد الوطني الصيني. وتأتي مشاهد الفوضى بعد أسابيع من خلاف دستوري أثارته بكين بالدعوة إلى إقالة نوّاب من المعارضة لعرقلتهم عمل الهيئة التشريعيّة، إذ سعى المشرّعون المنادون بالديموقراطيّة إلى منع وصول قرارات إلى مرحلة التصويت من أجل إحباط قانون النشيد الوطني.

وجاءت المواجهات بالأمس بسبب خلاف حول من يُسيطر على لجنة مجلس النوّاب التي تُدقّق في مشاريع القوانين قبل طرحها في المجلس. ولا تزال اللجنة من دون رئيس منذ تشرين الأوّل.

ويُعرقل النوّاب المؤيّدون للديموقراطيّة منذ أشهر انتخاب رئيس أحد الأسلحة القليلة التي بقيت في جعبتهم في مجلس تشريعي منتخب جزئيّاً يغلب عليه الموالون لبكين، في حين تسبّب الإرجاء المتكرّر بإدانات غاضبة الشهر الماضي من جانب مكتب الارتباط، الذي يُمثّل بكين في المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي.

وبعد ظهر الجمعة جلست ستاري لي، النائبة البارزة المؤيّدة لبكين في مقعد الرئيس بعد استشارة قانونيّة من محامي الحكومة أعطتها سلطة كسر الجمود. لكنّ المشرّعين المؤيّدين للديموقراطيّة المسلّحين باستشارتهم القانونيّة الخاصة بهم، اتهموها بخرق القواعد.

وتبع ذلك مشاهد فوضى قام خلالها عناصر الأمن ونوّاب موالون لبكين بالوقوف حول لي، فيما كان خصومهم يُحاولون اختراقهم، بل حاول أحدهم تسلّق حائط خلفهم. وقام مسؤولو الأمن في ما بعد بجرّ العديد من المشرّعين المناهضين للسلطات الشيوعيّة في بكين من المجلس، فيما تراشق أنصار المعسكرَيْن بهواتف كانت تقوم بخدمة البث التدفّقي وبلافتات احتجاجيّة.

وبينما بدت بكين غاضبة إزاء الجمود واقترحت الشهر الماضي محاكمة السياسيين المنادين بالديموقراطيّة، أثارت تلك التعليقات اتهامات بأنّ مكتب الارتباط خرق مادة في دستور المدينة يمنع الحكومة الصينيّة من التدخّل في مجالات تُمارس فيها المدينة الحكم الذاتي، مثل المجلس التشريعي والنظام القضائي المستقلّ. ليُعلن مكتب الارتباط لاحقاً أنّه غير محكوم بالمادة ما فاقم التوتّرات السياسيّة.

وجاء الخلاف في وقت عادت فيه الاحتجاجات الشعبيّة إلى هونغ كونغ مجدّداً، حيث تلاشت التظاهرات الواسعة والضخمة التي عصفت بالمدينة الصينيّة ذات الحكم شبه الذاتي طيلة سبعة أشهر متتالية العام الماضي، بسبب أزمة الوباء مع التزام المواطنين بإرشادات التباعد الاجتماعي.

لكن بعد وقت قصير على بيانات مكتب الارتباط، جرت تظاهرات محدودة، من بينها تجمّع في وقت الغداء الجمعة في مركز تسوّق راق. وسرعان ما فرّقت شرطة مكافحة الشغب التجمّعات الأخيرة.

وتشهد هونغ كونغ أزمة سياسيّة عميقة تتعلّق بمستقبلها واستقلاليّتها عن الصين القاريّة. ويخشى كثيرون أن يؤدّي تشديد قبضة السلطات الشيوعيّة في بكين على المدينة إلى تقويض حرّياتهم، ما دفعهم إلى النزول بالملايين إلى الشارع للمطالبة بالاقتراع العام، الذي ترفضه بكين رفضاً قاطعاً وتصوّر الثورة الشعبيّة والاضطرابات السياسيّة في هونغ كونغ، المستعمرة البريطانيّة السابقة، على أنّها مُخطّط مدعوم من الخارج لزعزعة استقرار الحزب الشيوعي الصيني.