تحت وطأت "الضغوط الأميركيّة القصوى" التي أنهكت الاقتصاد الإيراني المتهالك، رفعت طهران بالأمس أوّل راية بيضاء معلنةً أنّها عبّرت عن استعدادها لتبادل جميع السجناء مع الولايات المتحدة "من دون شروط مسبقة". وقال المتحدّث باسم الحكومة الإيرانيّة علي ربيعي: "قلنا منذ فترة إنّنا على استعداد لتبادل جميع السجناء الإيرانيين والأميركيين"، مضيفاً: "يبدو الآن أن أميركا أكثر استعداداً من قبل لإنهاء هذا الوضع"، مشيراً إلى أن إيران تنتظر ردّاً، بحسب ما أفادت وكالة "إسنا" للأنباء.
وعبّر ربيعي أيضاً عن قلقه إزاء صحّة بعض السجناء الإيرانيين المعتقلين في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّهم "لا يتلقّون معاملة جيّدة". وأحد هؤلاء هو سيروس أصغري، العالم الإيراني الذي أُصيب بفيروس "كوفيد-19" خلال وجوده في السجن، بحسب وزارة الخارجيّة الإيرانيّة. وقال متحدّث باسم الوزارة الأسبوع الماضي إنّ "كلّ شيء جاهز"، مؤكداً أنّه "سيعود قريباً إلى إيران"، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وكانت الجمهوريّة الإسلاميّة قد أفرجت في كانون الأوّل عن الأكاديمي الأميركي شيوي وانغ، مقابل الإفراج عن العالم مسعود سليماني، وكشفت آنذاك أنّها منفتحة على المزيد من عمليّات تبادل سجناء. وتعتقل إيران المواطنين الأميركيين سياماك نامازي المُدان بتهم من بينها التجسّس، ووالده باقر والخبير في مجال البيئة مراد طهبز. وبحسب وزارة الخارجيّة الأميركيّة، أفرجت إيران موَقتاً عن عنصر البحريّة الأميركي مايكل وايت في 19 آذار.
على صعيد آخر، كان لافتاً بالأمس تحذير الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي من "رغبة المجتمع في العنف للتخلّص من اليأس"، مشيراً إلى خوفه من "إنتاج حلقة من العنف المتبادل بين الشعب والنظام"، مديناً رفض خطّته للمصالحة الوطنيّة التي طرحها قبل أعوام.
وقال خاتمي إنّ "هذه الحلقة تتسبّب في مزيد من الكراهية والعنف بين كلا الجانبَيْن، وبالتالي تُخلّف الكثير من المشكلات". وعزا خاتمي الوضع الاقتصادي السيّئ في إيران إلى "اتساع الفجوة الاقتصاديّة وانخفاض الإيرادات الحكوميّة وارتفاع التكاليف"، مضيفاً: "إحدى مآسينا في العقود الأخيرة هي انكماش الطبقة الوسطى، إذ لا تزال تضعف يوماً بعد يوم".
ورأى الرئيس الإيراني الأسبق أن "حالة عدم الرضا" في المجتمع الإيراني ستُسبّب بانفجار اجتماعي، لافتاً إلى أن الحلّ هو أن تعترف كلّ فئة بأخطائها وتتحمّل مسؤوليّة تلك الأخطاء، و"تسعى إلى حلّ المشكلات قبل فوات الأوان".
