زيلينسكي يواجه موسكو في مجلس الأمن: لتجريدها من الفيتو!

زيلينسكي متحدّثاً في مجلس الأمن الدولي أمس (أ ف ب)

في خضمّ أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي كانت قد انطلقت الثلثاء في مدينة نيويورك، اجتمع مجلس الأمن الدولي أمس، حيث طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أوّل مواجهة مباشرة مع مسؤول روسي هو السفير فاسيلي نيبينزيا، بتجريد موسكو من حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن، مؤكداً أن «وجود حق النقض في أيدي المعتدي هو ما دفع الأمم المتحدة إلى طريق مسدود»، إذ «من المستحيل إنهاء الحرب لأنّ كلّ الجهود يعترضها المعتدي أو أولئك الذين يتغاضون عن المعتدي».

وكرّر الموقف الأوكراني بأنّ حق النقض كان يخصّ الاتحاد السوفياتي، وليس روسيا.

وقال زيلينسكي: «للأسف، هذا المقعد في مجلس الأمن الذي تحتلّه روسيا بشكل غير قانوني... استولى عليه كاذبون مهمّتهم تبييض العدوان والإبادة الجماعية»، متحدّثاً عن «عدوان إجرامي وغير مبرّر من جانب روسيا ضدّ بلدنا يهدف إلى السيطرة على أراضي أوكرانيا ومواردها».

وبدأ التوتر حتّى قبل أن يتحدّث زيلينسكي حين أعرب السفير الروسي عن استيائه من قرار ألبانيا التي ترأس حاليّاً مجلس الأمن والممثلة برئيس الوزراء إدي راما، بالسماح للرئيس الأوكراني باعتلاء المنصّة أوّلاً. ولاحقاً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته التي ألقاها أمام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن حق النقض هو أداة قانونية مشروعة ممنوحة للأعضاء الخمسة الدائمين في هذه الهيئة، متّهماً الغرب بتسليح كييف ودفعها نحو صراع عسكري ضدّ روسيا.

وادّعى لافروف أن بلاده منفتحة على التفاوض حول مخرج من الأزمة الأوكرانية، واتهم زيلينسكي برفض الانخراط في محادثات. وذكّر الوزير الروسي بلينكن بأنّ زيلينسكي «وقّع مرسوماً يحظر إجراء مفاوضات مع حكومة بوتين». وأردف: «أعتقد أنه لن يكون من الصعب جدّاً إعطاء أمر لزيلينسكي بإلغاء المرسوم»، بينما استغلّ بلينكن الجلسة لاتهام موسكو بارتكاب «جرائم حرب» و»جرائم ضدّ الإنسانية» في أوكرانيا يوميّاً.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد تحدّث قبل زيلينسكي وانتقد روسيا بشدّة، إذ قال: «يؤدّي الغزو الروسي لأوكرانيا الذي ينتهك بوضوح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية والانقسامات ويُهدّد الاستقرار الإقليمي ويزيد من التهديد النووي ويُسبّب شقوقاً عميقة في عالمنا المتعدّد الأقطاب بشكل متزايد».

وفي لقاء طال انتظاره بالنسبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتمع أمس بالرئيس الأميركي جو بايدن في نيويورك. وأكد نتنياهو أنهما ناقشا «قضايا صعبة» بما فيها «القيم الديموقراطية» و»التوازن بين السلطات»، فيما أعرب بايدن عن أمله في الاجتماع مع نتنياهو في واشنطن «بحلول نهاية العام». وأبلغ نتنياهو بايدن بأنّ التوصل إلى اتفاق «سلام تاريخي» مُمكن مع المملكة العربية السعودية، معتبراً أن ذلك قد يؤدّي إلى قطع «شوط طويل» نحو تحقيق السلام بين الفلسطينيين والدولة العبرية.

وفي السياق، كانت لافتة بالأمس إجابة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ردّاً على سؤال لشبكة «فوكس نيوز» عن مدى اقتراب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إذ قال: «كلّ يوم نقترب أكثر»، مؤكداً أن القضية الفلسطينية بالغة الأهمية لمسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد التقى نتنياهو الثلثاء، وأكد أن «العلاقات بين البلدَين تتحسّن»، في حين أشار مكتب نتنياهو إلى أنّهما وجّها دعوات متبادلة للزيارات «قريباً»، وبحثا أيضاً «القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك التطبيع بين إسرائيل والسعودية».

إيرانياً، اتّهم الرئيس إبراهيم رئيسي واشنطن بـ»صبّ الزيت على النار» في الحرب في أوكرانيا، بهدف «إضعاف البلدان الأوروبّية»، مشيراً إلى أن الأمر «مخطّط طويل الأمد»، بينما ادّعى أن طهران التي تزوّد موسكو بمسيّرات «شاهد»، محايدة وتؤيّد تسوية سلمية للحرب. ودعا إلى رفع العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده بعد توقف المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، زاعماً أن «النظام الليبرالي الحالي أصبح بائداً، وعفّى عليه الزمن».

وفي الأثناء، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيزور الصين الشهر المقبل بدعوة من نظيره الصيني شي جينبينغ، في أوّل زيارة له إلى بكين منذ بدء الحرب في أوكرانيا. وعبّر بوتين عن «سروره» لقبول هذه الدعوة خلال اجتماع في روسيا مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، فيما كان الكرملين قد أكد سابقاً عزم بوتين على زيارة الصين للمشاركة في منتدى «الحزام والطريق».