Corona awareness

علاجات "كوفيد - 19" غير الخاضعة للاختبار تُضرّ أكثر ممّا تُفيد!

02 : 00

نشر فريق من الأطباء تقريراً في "المجلة الأميركية للخلايا التنفسية والبيولوجيا الجزيئية" يحذر فيه من أضرار المقاربات الجديدة لمعالجة "كوفيد - 19". يعتبر الباحثون من قسم طب الرئة والعناية المشددة في كلية "فاينبرغ" التابعة لجامعة "نورث وسترن" في شيكاغو أن الأطباء يجب أن يتكلوا على الممارسات المثبتة بدل العلاجات الحديثة.

العلاجات النموذجية


انعكس ظهور فيروس كورونا الجديد وانتشاره بطريقة غير مسبوقة على الممارسات الاجتماعية والثقافية في أنحاء العالم. كما أنه أثّر على الفِرَق الطبية والعاملين في القطاع الصحي كونهم يعالجون المصابين بدرجات حادة من فيروس "كوفيد-19". كذلك، زادت أعباء أنظمة الصحة العامة بسبب الارتفاع المفاجئ في أعداد المرضى المحتاجين إلى عناية مشددة. يبذل العلماء والأطباء قصارى جهدهم لفهم هذا الفيروس كي يتمكنوا من تحديد أفضل العلاجات لإنقاذ حياة الناس وتخفيف الضغوط عن وحدات العناية المشددة.

رصد الباحثون من جامعة "نورث وسترن" زيادة في استخدام العلاجات غير الخاضعة للاختبارات، أي تلك التي تفتقر إلى الأدلة على فعاليتها.

يذكر العلماء أن فيروس "كوفيد - 19" لا يتماشى مع تعريفات أنواع أخرى من متلازمات الضائقة التنفسية الحادة، على غرار الالتهاب الرئوي الفيروسي. نتيجةً لذلك، اعتُبر هذا الفيروس نوعاً مختلفاً من تلك المتلازمات. هذا التصنيف شجّع بعض الأطباء على استعمال علاجات جديدة بدل العلاجات النموذجية لمتلازمات الضائقة التنفسية الحادة لاستهداف "كوفيد - 19". لكن يظن الباحثون أن هذا التوجه خاطئ ويعتبرون هذه المتلازمات غير متجانسة، ما يعني أنها قد تظهر بطرقٍ مختلفة.

يتفق العلماء على فعالية العلاجات النموذجية لتلك المتلازمات، حتى عند استعمالها مع المصابين بفيروس "كوفيد - 19" إذا كانوا يواجهون مجموعة متنوعة من المشاكل غير النموذجية.

العلاجات الجديدة مضرّة؟

قد تكون العلاجات الجديدة التي يجرّبها الأطباء منطقية من الناحية البيولوجية، لكنّ هذا السبب ليس كافياً لاستعمالها في سياق عيادي. طوال فترة تطبيق الممارسات الشائعة في العناية المشددة، لم تترافق جميع العلاجات المنطقية من الناحية البيولوجية مع أي أثر إيجابي ولم يثبت أنها مسيئة أيضاً. لا يعني ذلك أن الأطباء يجب ألا يستعملوا العلاجات الجديدة مطلقاً. لكنهم يهتمون بالاستعمال الروتيني لعلاجات "كوفيد - 19" الجديدة، لا سيما تلك التي لم تُعْطِ نتائج مقنعة في التجارب.

ما وراء العلاجات الجديدة الواعدة


ما سبب هذا التغيير في الممارسات العيادية النموذجية؟ يذكر الدكتور بنجامين سينغر وزملاؤه أن "العواطف والضغط النفسي والإرهاق والمواقف السياسية تضخّم رغبتنا الفطرية في مساعدة المرضى وتجربة خيارات لها منافع محتملة وإعطاء الأمل للأطباء والمرضى على حد سواء. لكن يواجه الباحثون حتى الآن مشاكل في هذه المقاربة. إذا تعافى المريض مثلاً بعد تلقي علاج جديد، قد يفترض الطبيب أن التعافي مرتبط بهذا العلاج، ما قد يشجّع الأطباء الآخرين على استخدامه.


لكن من دون إجراء تجارب عشوائية وخاضعة للمراقبة للتأكد من هذه النتيجة، لا يمكن استخلاص استنتاج مماثل. ربما تحسن المريض من باب الصدفة، أو ربما كان محظوظاً بما يكفي كي لا يواجه أي آثار معاكسة. لكنّ المرضى الآخرين قد لا يكونون محظوظين بالقدر نفسه.

برأي الباحثين، يسارع الناس إلى الربط بين العاملَين لأنهم يريدون إيجاد حل فعال. كذلك، يفضّل البعض الإغفال عن الآثار المعاكسة التي ترتبط بتجاربه في حالات كثيرة.

في النهاية، يستنتج سينغر وزملاؤه: "لتجاوز هذه المواقف المنحازة، تقضي المقاربة الوحيدة بتطبيق النهج العلمي وإجراء تجارب خاضعة للمراقبة للتأكد من فعالية أي عامل وحجم أضراره. بانتظار البيانات المستخلصة من التجارب العيادية المتواصلة، يجب أن نقاوم الرغبة البشرية الفطرية في الإصغاء إلى عواطفنا ونتكل في المقابل على الخيارات التي لا تسبب أي ضرر".