"صفعة أوكرانية" لمقرّ الأسطول الروسي في القرم

02 : 00

إستقبال حارّ لزيلينسكي في البرلمان الكندي أمس (أ ف ب)

وجّهت كييف صفعة من العيار الثقيل لموسكو عبر ضربها المقرّ العام للأسطول الروسي في البحر الأسود الواقع في مدينة سيفاستوبول في القرم أمس، ما تسبّب بأضرار كبيرة واندلاع حرائق، في وقت تُحاول فيه أوكرانيا نقل المعركة إلى شبه الجزيرة الاستراتيجية التي ضمّتها موسكو العام 2014.

وكتب الحاكم الذي عيّنته روسيا في سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على «تلغرام» أن «العدو شنّ هجوماً صاروخياً على المقرّ العام للأسطول»، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان مقتل جندي جرّاء الضربة، ثمّ عادت وأوضحت أنه مفقود.

وأعلن رازفوجاييف أن النيران تشتعل في المبنى وأن «مكافحة الحريق» مستمرّة. وأضاف في وقت لاحق أن الضربة تسبّبت أيضاً بتحطّم نوافذ 10 مبانٍ سكنية في وسط المدينة، لكن «لم يُصب أحد بجروح».

وانتشر الحطام على بُعد مئات الأمتار من مكان وقوع الهجوم، حيث توجّهت سيارات إسعاف عدّة، وفق وكالة «تاس»، بينما زعم الجيش الروسي إسقاط 5 صواريخ فوق شبه جزيرة القرم.

وبعدما التزم الصمت لساعات، أشاد الجيش الأوكراني بتنفيذ «ضربة ناجحة على المقرّ العام لقيادة الأسطول الروسي في البحر الأسود في مدينة سيفاستوبول المحتلّة موَقتاً».

وبعد ساعات من القصف الأوكراني، أعلن أوليغ كريوتشكوف، وهو مستشار حاكم القرم المُعيّن من موسكو، أن شبه الجزيرة تتعرّض لهجوم إلكتروني «غير مسبوق» ضدّ مزوّدي خدمات الإنترنت، ما أدّى إلى انقطاع الإنترنت.

وكثفت كييف في الأسابيع الأخيرة ضرباتها على القرم بطائرات مسيّرة وصواريخ، معلنةً تدمير أنظمة دفاع جوي وحوض لبناء السفن وسفينتَين هناك. وترغب القوات الأوكرانية بتعطيل خطوط الإمداد الروسية ووضع حدّ للسيطرة العسكرية الروسية على البحر الأسود.

وتكشف النجاحات الأوكرانية عن صعوبات تواجهها الدفاعات الجوية الروسية، بينما تُحاول كييف في خضمّ هجومها المضادّ، إرباك الدفاع الروسي من خلال مهاجمة خطوط إمداده ومراكز قيادته بعيداً عن خط الجبهة.

في الموازاة، أكدت سلطات الاحتلال الروسي في دونيتسك أنّ أوكرانيا نفّذت هجمات عدّة الخميس، ما زاد الضغط على الجبهة الشرقية. وقال قائد منطقة دونيتسك الذي عيّنته روسيا دينيس بوشيلين إنّ الوضع في مدينة باخموت المدمّرة جرّاء عام من القتال «ما زال ساخناً»، لافتاً إلى أن المدينة «تتعرّض لقصف عشوائي». بالتزامن، أكدت الشرطة الأوكرانية أن 7 أشخاص قُتلوا في منطقة خيرسون جرّاء ضربات روسية خلال الـ24 ساعة الماضية.

وفي السياق، رأى رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال أن موسكو استأنفت حملة منظمة من الهجمات الجوية على بنى تحتية للطاقة، لكنّه لفت إلى أن الدفاعات الجوية أكثر جهوزية للتصدّي لذلك مقارنةً مع العام السابق. وقال شميهال خلال منتدى اقتصادي في كييف غداة إطلاق القوات الروسية أكثر من 40 صاروخ «كروز» على أوكرانيا: «نفهم أن مرحلة إرهاب ضدّ الطاقة في فصل التدفئة هذا قد بدأت».

في غضون ذلك، كشف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة أوتاوا، عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 650 مليون دولار كندي أو 452 مليون يورو. وأعلن ترودو أمام البرلمان الكندي أن هذه المساعدات على 3 سنوات وستشمل تسليم كييف حوالى 50 آلية مدرّعة وتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات من طراز «أف 16».