بكين تُحاول "تركيع" هونغ كونغ عبر "النظام التعليمي"

02 : 00

بينما تعهّدت رئيسة السلطة التنفيذيّة في هونع كونغ الموالية للسلطات الشيوعيّة في بكين كاري لام بالأمس، بـ"إصلاح النظام التعليمي" الذي حمّلته مسؤوليّة احتجاجات العام الماضي، أوقفت الشرطة في المستعمرة البريطانيّة السابقة أكثر من مئتي شخص، بينهم فتى في الثانية عشرة من عمره، خلال تظاهرات مدافعة عن الديموقراطيّة خرجت في عطلة نهاية الأسبوع.

وأوضحت لام خلال مقابلة مع صحيفة "تا كونغ باو" أن حكومتها ستكشف قريباً عن خططها في شأن برنامج الدراسة الثانوي الحالي، قائلةً: "في مجال معالجة موضوع الدراسات الليبراليّة في المستقبل، سنجعل الأمور واضحة بالتأكيد للعموم خلال هذه السنة". ويُرجّح بأن تُثير تصريحاتها غضب أهالي هونغ كونغ الذين يخشون من أن الصين تقضم شيئاً فشيئاً الحرّيات التي جعلت المدينة نقطة جذب دولي، في وقت يرتفع فيه منسوب التوتر السياسي مجدّداً. وبالفعل، فقد أعادت احتجاجات الأحد إلى الذاكرة سبعة أشهر متواصلة من التظاهرات التي قادها الشباب وتخلّلها العنف في كثير من الأحيان العام الماضي، عندما خرج الملايين إلى الشوارع للمطالبة بوقف تدخّل بكين في شؤون هونغ كونغ، فيما أوقف أكثر من 8000 شخص، نحو 17 في المئة منهم طلبة مدارس ثانويّة. وفي الأثناء، تسعى حكومة لام أيضاً، بدعم من بكين، إلى تمرير مشروع قانون يمنع إهانة النشيد الوطني الصيني، في حين تضغط شخصيّات قياديّة مؤيّدة لبكين لسنّ قانون لمكافحة التحريض على الفتنة. ويرى معارضون أن من شأن قوانين كهذه أن تحدّ من حرّية التعبير. ويتحوّل التعليم الآن إلى ساحة معركة سياسيّة أخرى، بينما تحظى هونغ كونغ ببعض أفضل المدارس والجامعات في آسيا وبحرّيات أكاديميّة لا مثيل لها في البرّ الصيني الرئيسي.

وأُدخلت الدراسات الليبراليّة العام 2009 كطريقة لدعم التفكير النقدي، بينما سُمِحَ للمدارس الثانويّة باختيار كيفيّة تدريسها. لكنّها تحوّلت إلى مصدر قلق بالنسبة إلى وسائل الإعلام الصينيّة الرسميّة والسياسيين الذين يدورون في فلك بكين. توازياً، ذكرت الشرطة أنّه تمّ توقيف 230 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 12 و65 عاماً، بتهم عدّة تشمل التجمّع بشكل غير قانوني ومهاجمة عنصر شرطة وعدم إبراز وثائق ثبوتيّة. كما تمّ تغريم آخرين لخرقهم إجراءات مكافحة "كورونا المستجدّ" التي تحظر تجمّع أكثر من ثمانية أشخاص في مكان عام، في وقت أعلنت الجهات المسؤولة في المستشفيات أنّه تمّ نقل 18 شخصاً لتلقّي العلاج بعد إصابتهم بجروح.

وبعد يومَيْن على تخفيف القيود المرتبطة بالوباء، طارد عناصر شرطة مكافحة الشغب محتجّين خرجوا في تظاهرات خاطفة في مراكز تسوّق عدّة الأحد، واستخدموا رذاذ الفلفل والهراوات ضدّ المتظاهرين والصحافيين.


MISS 3