كييف تغتال قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود

خلال تشييع جندي أوكراني في كييف أمس (أ ف ب)

مع نجاح كييف في توجيه ضربات قاسية ودقيقة إلى مواقع عسكرية حسّاسة في شبه جزيرة القرم المحتلّة منذ عام 2014، فضلاً عن استهدافها مواقع ومنشآت في «العمق» الروسي، كشف الجيش الأوكراني أمس أنه قتل قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود في الضربة التي نفّذها الجمعة على مقرّ البحرية في سيباستوبول في القرم.

وفي هذا الصدد، أكدت القوات الأوكرانية الخاصة مقتل 34 ضابطاً، بينهم قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود، مشيرةً إلى إصابة 105 آخرين «من المحتلّين»، في وقت أعلن فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تسلّم بلاده دبابات «أبرامز» الأميركية، معتبراً أنها «أخبار جيّدة» بينما يسعى الجيش الأوكراني إلى الاستفادة من الطقس المناسب في الأسابيع الأخيرة قبل موسم البرد.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هذه الدبّابات الأولى من طراز «أبرامز» تسلّمتها كييف «قبل أشهر» من الموعد المحدّد. ووعدت الولايات المتحدة بتسليم أوكرانيا 31 دبابة من طراز «أبرامز»، مزوّدة بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضّب بعيار 120 ملم.

في الغضون، أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل مدنيَّين في هجوم روسي كبير على ميناء أوديسا الرئيسي في البحر الأسود، فيما أشار الجيش الأوكراني إلى أن روسيا شنّت هجومها بواسطة 19 مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد»، وصاروخَين من طراز «أونيكس»، و12 صاروخاً من نوع «كاليبر».

وأكد الجيش الأوكراني أن الدفاعات الجوية أسقطت كلّ المسيّرات و11 صاروخاً من طراز «كاليبر»، مشيراً إلى أن مدينة أوديسا الساحلية تعرّضت لأضرار «كبيرة»، بينما زعمت وزارة الدفاع الروسية أنها نفّذت ضربة واسعة النطاق على مراكز تضمّ «مرتزقة أجانب» ومراكز لتدريب «مجموعات تخريبية» تابعة لكييف.

كما قُتل شخصان بهجوم جوي روسي في بيريسلاف في منطقة خيرسون، بحسب ما أكد حاكمها أولكسندر بروكودين. بالتزامن، ادّعت وزارة الدفاع الروسية تدمير 4 مسيّرات أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم وشمال غرب البحر الأسود، مشيرةً إلى إسقاط مسيّرتَين فوق منطقة كورسك. وفي منطقة بريانسك، تحدّث الحاكم ألكسندر بوغوماز عن إسقاط 3 مسيّرات أوكرانية، من دون أن يُشير إلى سقوط ضحايا أو خسائر مادية.

أمميّاً، عبّر رئيس لجنة التحقيق الأممية حول أوكرانيا أريك موز أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف عن قلقه من «ادعاءات حول إبادة جماعية في أوكرانيا»، محذّراً من أن «بعض الكلام الذي تورده وسائل الإعلام الروسية العامة ووسائل أخرى قد يُشكّل تحريضاً على ارتكاب إبادة جماعية». وأكد أن «اللجنة تواصل تحقيقاتها في القضية».

في المقابل، أضافت روسيا رئيس المحكمة الجنائية الدولية البولندي بيوتر هوفمانسكي إلى لائحة الأشخاص المُلاحقين لديها، من دون تحديد السبب، مشيرةً إلى أنه «مطلوب على خلفية تحقيق جنائي». وفي منتصف أيار، أدرجت وزارة الداخلية الروسية المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان على لائحة الأشخاص المُلاحقين في روسيا.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكّرة توقيف في الربيع تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمفوّضة الروسية لشؤون الطفولة ماريا لفوفا بيلوفا، لاتهامهما بالاضطلاع بدور في ترحيل أطفال من أوكرانيا. وعلى الرغم من أن روسيا ليست عضواً في «الجنائية الدولية»، تُعرقل مذكّرة التوقيف الدولية هذه تحرّكات بوتين الدولية، فاضطرّ مثلاً إلى عدم المشاركة في قمّة في جنوب أفريقيا في آب المنصرم.