عشيّة الزيارة المرتقبة لوزير الخارجيّة الأميركي

مقتل جندي إسرائيلي "برشق حجارة" في الضفة الغربيّة

02 : 00

نفّذ الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات في بلدة يعبد أمس (أ ف ب)

قُتِلَ أوّل جندي إسرائيلي منذ بداية العام صباح أمس في الضفة الغربيّة بحجارة رشقها فلسطينيّون في بلدة يعبد خلال عمليّة للجيش في المنطقة، وذلك عشيّة زيارة وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الذي سيبحث خطّة ضمّ أجزاء من الضفّة مع مسؤولين إسرائيليين.

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أن الجندي عميت بن إيغال (21 عاماً) أُصيب صباح أمس "برشق حجارة على رأسه أثناء نشاط عملاني للجيش"، في بلدة يعبد غرب مدينة جنين، ما تسبّب بقتله.

وقال المتحدّث باسم الجيش جوناثان كونريكوس للصحافيين خلال مؤتمر عبر الهاتف: "كانت قوّات الجيش تُغادر البلدة بعدما أتمّت مهمّتها، عندما أُلقي حجر كبير من طرف البلدة صوب العسكريين، فأصاب رأس السرجنت عميت بن إيغال"، مشيراً إلى إجلاء الجندي ووفاته في وقت لاحق.

وأشار كونريكوس إلى أنّه أوّل جندي إسرائيلي يُقتل خلال مهمّة منذ بداية السنة، مضيفاً: "بالرغم من أنّه كان يضع خوذة، لكن ذلك لم يُساعده لسوء الحظ". وقال المتحدّث الإسرائيلي إنّ "يعبد معروفة بأنّها بقعة ساخنة للإرهابيين والمتعاطفين والمؤيّدين للأنشطة الإرهابيّة والكثير من راشقي الحجارة". وتابع: "نحن نُحقّق بما حدث ونقوم باعتقال المسؤولين عن ذلك".

وبحسب مصادر أمنيّة فلسطينيّة، اقتحم الجيش الإسرائيلي بلدة يعبد لاعتقال شبّان، ما تسبّب باندلاع مواجهات عنيفة. وبعد مقتل الجندي، عادت قوّات الجيش إلى البلدة معزّزةً بقوّات كبيرة، في حين أفاد شهود عيان بأنّ الجيش قام ببحث مكثّف وكان يُفتّش المنازل. وكشفت مصادر أمنيّة وطبّية فلسطينيّة أن الجيش الإسرائيلي أنهى عمليّته العسكريّة في بلدة يعبد بعد حملة تفتيش واعتقالات طالت 18 شخصاً، بينهم ثلاث نساء، في حين بلغت حصيلة المواجهات ثلاثة جرحى بالرصاص المطّاطي وعشرات بالغاز.

وبعد ساعات على مقتل الجندي، أعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّها أحبطت هجوماً بالسكين عند معبر قلنديا بين إسرائيل ووسط الضفة الغربيّة. وقال المتحدّث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إنّ "مهاجماً حاول طعن ضابط، وتمّت السيطرة عليه"، لافتاً إلى أنّه تمّ توقيف المهاجم الذي أُصيب بجروح، من دون أن يذكر جنسيّته.

وعزّى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عائلة الجندي، وقال: "مثلما كان الأمر في كلّ الأحداث المماثلة التي حصلت خلال السنوات الأخيرة، ذراع إسرائيل الطويلة ستصل إلى الإرهابي وستُحاسبه". ويأتي كلّ ذلك عشيّة زيارة وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل، حيث سيلتقي نتنياهو ورئيس الكنيست بني غانتس، قبل أن تقسم الحكومة الإسرائيليّة الجديدة اليمين غداً الخميس.

وسيُركّز الاجتماع الأميركي - الإسرائيلي جزئيّاً على "خطّة السلام" في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28 كانون الأوّل، ورفضها الفلسطينيّون، بحيث هدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإلغاء كلّ الاتفاقات والتفاهمات التي أبرمتها السلطة مع إسرائيل والولايات المتحدة، في حال أعلنت إسرائيل ضمّ أي جزء من أراضي الضفّة.

وتدعم خطّة ترامب ضمّ إسرائيل المستوطنات وأراضي غور الأردن في الضفة الغربيّة. وإذا حصل ذلك، ستُصبح 130 مستوطنة في الضفة الغربيّة جزءاً من دولة إسرائيل وستُصبح المستوطنات العشوائيّة دائمة. وقال بومبيو خلال مقابلة لصحيفة "يسرائيل هايوم" المؤيّدة لنتنياهو إنّ "تنفيذ الضمّ في الضفة الغربيّة هو قرار إسرائيلي في نهاية المطاف".

لكن بالنسبة إلى جهات دوليّة عدّة، لا سيّما الاتحاد الأوروبي، فإنّ ضمّ أجزاء من الضفة الغربيّة سيكون بمثابة انتهاك خطر للقانون الدولي وسحق لأي أمل في التوصّل إلى "حلّ الدولتَيْن" للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. كما من المرجّح أن يزيد من حدّة التوتّرات الإقليميّة. وغور الأردن عبارة عن أراض خصبة تمتدّ بين بحيرة طبريا والبحر الميت وتُشكّل 30 في المئة من أراضي الضفة الغربيّة.

على صعيد آخر، أعلن مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويّته لوكالة "فرانس برس" أن إسرائيل ستُحوّل 800 مليون شيكل (حوالى 210 ملايين يورو) إلى السلطة الفلسطينيّة لتعويض خسارة إيراداتها جرّاء أزمة فيروس "كورونا المستجدّ"، مشيراً إلى أن وزارة المال الفلسطينيّة طلبت قرضاً الشهر الماضي وتمّت الموافقة عليه من جانب أجهزة الأمن الإسرائيليّة. كما أوضح أن دفع المبلغ سيمتدّ على 4 أشهر اعتباراً من مطلع حزيران، بهدف دعم الاقتصاد الفلسطيني.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن القرض لا علاقة له بالأموال المحتجزة التي تبلغ قيمتها حاليّاً 650 مليون شيكل (حوالى 171 مليون يورو)، مضيفاً أن "هذه الأموال ستُحرّر عندما تتوقّف السلطة الفلسطينيّة عن تمويل المعتقلين وعائلاتهم".


MISS 3