قاعدة الرئيس الجمهوري الجماهيريّة تُقلق الديموقراطيين

بايدن يُحاول اللحاق بترامب في "العالم الافتراضي"!

02 : 00

يتفوّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأشواط على منافسه الديموقراطي المفترض جو بايدن في العالم الافتراضي، إذ وبينما يُركّز فريق حملة الرئيس الجمهوري الانتخابيّة منذ 4 سنوات على استخدام الإنترنت التي يبرع فيها، يعمل بايدن على استلحاق نفسه لتعزيز حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي في حملته التي تُواجه عقبات جمّة بسبب تفشّي وباء "كوفيد-19".

وفي وقت لدى ترامب قاعدة جماهيريّة "افتراضيّة" هائلة على "تويتر" التي تبلغ نحو 80 مليون مُتابع، أعربت شخصيّات ديموقراطيّة كبيرة علناً عن قلقها في شأن هذا الموضوع، إذ إنّه ينبغي على بايدن المعزول في منزله منذ آذار، الذهاب أبعد من مداخلاته الجامدة التي يتمّ بثّها عبر الإنترنت من الطابق السفلي في منزله والرسائل المنتشرة على "تويتر"، إذا أراد رفع حظوظه بإمكانيّة تحقيق فوز في الانتخابات الرئاسيّة المرتقبة في تشرين الثاني. وبالإضافة إلى أنّه يُواجه صعوبات هائلة لإسماع صوته مع متابعيه البالغ عددهم 5.3 ملايين على "تويتر"، لاقى اتهامه بالاعتداء الجنسي من جانب مساعدته السابقة تارا ريد في حادث يعود تاريخه إلى التسعينات، صدى قويّاً على الإنترنت. علماً أن بايدن متّهم من قبل مجموعة من النساء بالتحرّش الجنسي.

ولكلّ هذا، أعلن فريق نائب الرئيس الأميركي السابق في الآونة الأخيرة أنّه سيُضاعف عدد العاملين في الخليّة الرقميّة، الذي كان يبلغ حوالى 25 شخصاً أثناء الانتخابات التمهيديّة للحزب الديموقراطي. وأوضح مسؤول في فريقه لوكالة "فرانس برس" أن الهدف بات إغراق مختلف المنصّات الإلكترونيّة بأخبار بايدن ومواقفه.

ويُقرّ أعضاء من فريق بايدن الرقمي بأنّ عدد العاملين في الفريق قليل ويأملون في زيادة قوّتهم من خلال توظيف المزيد من الأشخاص الذين عملوا في السابق لصالح مرشّحين ديموقراطيين لديهم حضور قويّ على الإنترنت، مثل بيتو أورورك وكامالا هاريس وإليزابيث وورن وغيرهم. وكتب روب فلاهيرتي، مدير الاستراتيجيّة الرقميّة في فريق بايدن، أنّه سينبغي على هذا الفريق "التحاور وبناء جماعات من المناصرين على الإنترنت".

كذلك، لفت فلاهيرتي إلى ثلاث وظائف كبيرة شاغرة مكلّفة بتطوير محتويات فيديوات وصور لموقع جديد، في إشارة إلى نمط كلاسيكي بدلاً من الأسلوب المستخدم حاليّاً. كما أشار إلى أنّه سينبغي حشد المتبرّعين، فيما جمع بايدن والحزب الديموقراطي 60 مليون دولار في نيسان، وفق ما أعلن المرشّح الإثنين.

وفي سياق متّصل، أشارت لوري كولمان، مديرة استراتيجيّة الإنترنت لدى "ديمكاست"، وهي منظّمة تقدميّة مستقلّة، إلى أنّه "حتّى الآن، يبدو أن حملته (بايدن) تُدار وفق الطريقة التقليديّة، من دون التفكير بالإنترنت على الإطلاق"، موضحةً أنّه "قبل فيروس "كورونا المستجدّ"، كانت الطريقة التقليديّة لقيادة الحملة مفيدة للغاية بالنسبة إلى جو". لكنّها أضافت: "لا أعتقد أنّه تموضع جيّداً للانتقال فوراً إلى حملة أكثر رقميّة عندما انتشر الفيروس".

في المقابل، وفي إشارة قويّة للأهمّية التي يوليها فريق ترامب لمواقع التواصل الاجتماعي منذ 4 سنوات، يُدير هذه المرّة حملة الرئيس الجمهوري الانتخابيّة براد بارسكال، الذي شغل منصب المسؤول عن استراتيجيّته الرقميّة العام 2016. ومنذ الانتخابات البرلمانيّة والمحلّية التي أُجريت في خريف العام 2018، أنفق فريقه حوالى 56 مليون دولار للدعايات على "فيسبوك" و"غوغل"، مقابل 19.6 مليوناً من جانب بايدن منذ بدء حملته قبل عام، بحسب المنظّمة التقدميّة "أكرونيم".

لكنّ المرشّح الديموقراطي أنفق خلال آذار أكثر من ترامب على هاتَيْن المنصتَيْن، في حين شوهدت فيديواته على الإنترنت أكثر من 110 ملايين مرّة منذ بدء العزل، وفق فريقه، بينما أعربت لوري كولمان عن أنّها "قلقة جدّاً" حيال تقدّم ترامب على الإنترنت، إلّا أنّها اعتبرت أن بايدن "لا يزال لديه الوقت" لسدّ الفجوة.