150 فتىً أُرسلوا لقتال قوّات حفتر قضى منهم 16

أنقرة ترمي فتيان سوريا في "آتون الحرب الليبيّة"!

02 : 00

بلغ عدد المجنّدين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبيّة حتّى الآن نحو 8700 مرتزق (أ ف ب)

بات العالم بأسره يعلم أن تركيا أرسلت ولا تزال تُرسل آلافاً من المقاتلين السوريين للقتال كمرتزقة إلى جانب الميليشيات الإسلاميّة الموالية لحكومة الوفاق في ليبيا، لكن الجديد في هذه القضيّة ما كشفه "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن أن أنقرة جنّدت عشرات الفتيان السوريين من أجل إرسالهم إلى ليبيا للقتال هناك إلى جانب الميليشيات في العاصمة طرابلس، في انتهاك صارخ لبروتوكولات حقوق الأطفال والقانون الدولي.

وأوضح "المرصد السوري" نقلاً عن مصادر وصفها بالموثوقة أن الكثير من الفتيان ممّن هم دون سن الـ18، يذهبون من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين بحجّة العمل هناك في بداية الأمر، ومنهم من ذهب من دون علم ذويه، ليتمّ تجنيدهم في عفرين من قبل الفصائل الموالية لتركيا وإرسالهم للقتال إلى جانب حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في معاركها الضارية ضدّ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على الأراضي الليبيّة.

وفي التفاصيل، تحدّث "المرصد السوري" عن حادثة حصلت مع فتىً لم يتجاوز الـ15 من عمره، بحيث أقدم الأخير على ترك مخيّم النازحين الذي يقطن فيه برفقة عائلته، وذهب إلى عفرين للعمل في مجال الزراعة، وبقي على اتصال مع ذويه لنحو 20 يوماً. وبعد ذلك انقطع الاتصال به وتفاجأ ذووه بظهوره في أحد الأشرطة المصوّرة وهو يُقاتل إلى جانب الفصائل السوريّة في ليبيا، وعقب استفسار الأهل تبيّن أن الابن جرى تجنيده في صفوف "فرقة السلطان مراد".

إلّا أن "السلطان مراد" نكرت ذلك في بداية الأمر اثر توجّه العائلة إلى مقرّها في مدينة عفرين، فيما لم ترد آنذاك معلومات عن مصير الابن. وعقب محاولات عدّة وتردّد العائلة إلى مقرّ "السلطان مراد"، ذكر عناصر الفصيل للعائلة أن ابنهم قُتِلَ خلال المعارك في ليبيا في محاولة منهم للتخلّص من إلحاح العائلة بالسؤال عن ولدها. وعند سؤال العائلة عن جثّة ابنها، جاء الجواب سريعاً بأنّ "الجثّة لدى قوّات حفتر"، وفق المرصد السوري.

وفي حادثة أخرى، لكن هذه المرّة تتعلّق بشاب من ريف إدلب الشرقي أخبر ذويه بأنّه ذاهب للعمل في عفرين، لتتفاجأ عائلته بوجوده في ليبيا عقب ظهوره في شريط مصوّر أيضاً، ما دفع بالعائلة إلى الذهاب إلى عفرين والاستفسار عن الأمر، بحسب "المرصد السوري" الذي أشار إلى أنّ الشاب جُنِّدَ كذلك من قبل فرقة "السلطان مراد" وقد قُتِلَ خلال المعارك العنيفة في ليبيا، ولم تتمكّن العائلة من الحصول على جثّة ابنها لأنّها بقيت لدى "قوّات حفتر"، وفق زعم عناصر "السلطان مراد". ولفت المرصد إلى أن عائلة الشاب عادت إلى مقرّ الفصيل وطالبته بتعويض عن مقتل ابنها، إلّا أن الفصيل امتنع عن الدفع.

كما كشف "المرصد السوري" أنّه مع وصول دفعة جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبيّة، بلغ بذلك عدد المجنّدين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبيّة حتّى الآن نحو 8700 مرتزق، بينهم مجموعة غير سوريّة، في حين أن عدد المجنّدين الذي وصلوا إلى المعسكرات التركيّة لتلقّي التدريب بلغ نحو 3550 مجنّداً.

وذكر المرصد أيضاً أن من ضمن المجموع العام للمجنّدين، يوجد نحو 150 فتىً تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة، غالبيّتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عمليّة إغراء مادي، في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر، بينما يضع القانون الدولي لحقوق الإنسان تجنيد القاصرين في خانة "جريمة حرب".

إلى ذلك، لفت المرصد إلى مقتل 8 من مرتزقة تركيا خلال الأيّام الأخيرة على محاور قتاليّة عدّة في ليبيا، لتبلغ حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة جرّاء العمليّات العسكريّة في ليبيا 287 مقاتلاً، بينهم 16 دون سن الـ18. والقتلى هم من فصائل "لواء المعتصم" و"فرقة السلطان مراد" و"لواء صقور الشمال" و"الحمزات" و"سليمان شاه".


MISS 3