جورج الهاني

تصريح الحلبي... "غلطة الشاطر بألف"

18 أيار 2020

09 : 52

هي ممحاةٌ مسكها رئيسُ الإتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي بيده ومحا بكلّ بساطة تاريخاً حافلاً ومشرّفاً للعبة دام أكثر من عقدَين من الزمن، هي شخطة قلم باردة شطبتْ تضحيات وعرق اللاعبين اللبنانيين الأبطال الذين حملوا وطن الأرز الى نهائيات بطولة العالم ثلاث مرّات متتالية.

سها عن بال الحلبي في تصريحه الصحافيّ الأسبوع الماضي والذي أكد فيه أنّ الإنجازات الكبيرة التي حققتها كرة السلة اللبنانية خارجياً جاءت بفضل اللاعبين المجنّسين أو "المستردّين" لجنسيتهم، أن كرة السلة لعبة جماعية تعتمد على جهود ومهارات خمسة لاعبين على أرض الملعب وسبعة آخرين لا يقلّ دورهم شأناً وأهمّية على مقعد الإحتياطيين، وإنّ نجماً واحداً مهما كان ماهراً، أو حتى خارقاً، لا يمكنه تحقيق النتائج القويّة المرجوّة بمفرده.

إنّ أمجاد كرة السلة اللبنانية بنتها سواعدُ أبطالها الذين تفتخر بهم اللعبة ويعتزّ بهم اللبنانيون بكلّ طوائفهم ومناطقهم، وهُم في النهاية "أمّ الصبي" وأبوه وأخوه، ومن المؤسف – بل المُعيب - التنكّر لعطاءاتهم الجمّة في سبيل منتخب لبنان الذي أوصلوه بجدارة الى المركز الـ 23 عالمياً بحسب التصنيف الشهريّ الصادر عن "الفيبا" في العام 2007، متقدّماً على دول معروفة وعريقة في اللعبة.

كلامُ الحلبي أحدثَ صدمة سلبية كبيرة في الوسط الرياضي عموماً والسلويّ خصوصاً، وما زالت ردود الفعل حوله تتفاعلُ حتى اليوم، فاللاعبون القدامى الذين دافعوا عن ألوان المنتخب اللبناني "أيّام العزّ" يتحضّرون لإصدار بيان شديد اللهجة يستنكرون فيه كلام رئيس الإتحاد الذي من المفترض أن يكون المؤتمن الأول على اللعبة وعلى تاريخها وحاضرها، خصوصاً أنّ هناك سابقة أثارت موجة من النقمة والإنتقادات كان الحلبي بطلها أيضاً، وذلك عندما خسر منتخب الأرز على أرضه في شباط العام الفائت مباراتَيه المتتاليتَين أمام نيوزيلندا وكوريا الجنوبية ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2019 في بكين، إذ قال حرفياً إنّ النفسية المدمّرة الموجودة عند بعض اللاعبين اللبنانيين أصبح يلزمها عملية جراحية لأنها سرطانٌ منتشر، "وقد قامت الدنيا وقتها ولم تقعد إلا بعد حين".

إنّ ما صدر عن رئيس الإتحاد أخيراً هو أكثر من هفوة أو زلّة لسان، إنه خطأ قاتل إقترفه بحقّ صانعي "الحلم" اللبناني، من دون أن ننسى أنّ توقيته ليس لصالح الحلبي الذي ينتظره إستحقاق إنتخابيّ قد يكون قريباً، وهو يسوّق أمام من يلتقيهم أنه مرشّحٌ لولاية جديدة على رأس إتحاد كرة السلة، فهل يخرجُ سالماً من هذه الورطة، خصوصاً أنّ الإنسان يحصدُ ما يزرع؟