بومبيو يُحذّر بكين من التدخّل في عمل الصحافيين الأميركيين

صدامات جديدة تهزّ برلمان هونغ كونغ

02 : 00

رجال الأمن يُقيّدون حركة نائب معارض لبكين داخل برلمان هونغ كونغ أمس (أ ف ب)

وقعت صدامات جديدة بالأمس داخل برلمان هونغ كونغ، حيث تُحاول المعارضة منع التصويت على نصّ مثير للجدل يُجرّم إهانة النشيد الوطني الصيني، في سياق المعركة التي يخوضها أنصار الحرّيات والديموقراطيّة في وجه تدخلات السلطات الشيوعيّة الصينيّة المستمرة في شؤون المستعمرة البريطانيّة السابقة الداخليّة.

وتمحورت هذه التوترات من جديد، وللمرّة الثانية منذ بداية الشهر، حول لجنة مجلس النوّاب التي تُدقّق في مشاريع القوانين قبل طرحها في المجلس. وأجبرت الأجهزة الأمنيّة العديد من النوّاب المؤيّدين للديموقراطيّة على الخروج من البرلمان.

ولا تزال اللجنة من دون رئيس منذ تشرين الأوّل، ما يعني أنّه لم يتمّ التصويت على أي مشروع قانون منذ ذلك الحين. ويُعرقل النوّاب المناوئون للسلطات الشيوعيّة في بكين انتخاب رئيس منذ أشهر، لكن نوّاب الغالبيّة المعيّنين من قبل بكين كثّفوا جهودهم للخروج من هذا المأزق التشريعي.

وفي هذا الإطار، وضع الموالون لبكين في الرئاسة مرشّحهم الخاص، واستندوا إلى تحليلات قضاة يُبرّرون هذا الإجراء، بينما رفضت المعارضة بشدّة هذه الخطّة، مبيّنةً من خلال تحليلاتها القانونيّة الخاصة أن هذا العمل غير قانوني على الإطلاق.

وتحوّلت قبّة البرلمان إلى مسرح لمشاهد فوضويّة، حيث قام نائب مناد بالديموقراطيّة برمي صفحات نظام المجلس الممزّقة، عندما قام رجال الأمن يرتدون كمّامات وقفازات بإخراج أكثر النوّاب المعارضين شراسة. وأعربت بكين بوضوح عن رغبتها في تمرير قوانين ضدّ "الفتنة"، كما تصفها، وضدّ أي إهانة للنشيد الوطني وتعليم "برامج وطنيّة" في المدارس.

ويُبيّن هذا المشهد مرّة أخرى مدى عمق الأزمة السياسيّة في هونغ كونغ، وهي المنطقة التي من المفترض أن تتمتّع لغاية 2047 بحرّيات لا تعرفها بقيّة الصين القاريّة مثل القضاء المستقلّ وحرّية التعبير، بموجب مبدأ: "دولة واحدة ونظامان" عندما سلّمتها لندن إلى بكين في العام 1997.

وتنتقد المعارضة تدخّل بكين المتزايد في شؤون منطقتها شبه المستقلّة منذ سنوات، مع وجود مجلس تشريعي محلّي عن طريق التعيين وليس الانتخاب، وبرلمان يتمّ انتخاب جزء من أعضائه فقط عن طريق الاقتراع العام.

تزامناً، حذّر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الصين من مغبّة التدخّل في عمل الصحافيّين الأميركيّين العاملين في هونغ كونغ، مثيراً بذلك جدلاً جديداً مع بكين في شأن حرّية التعبير في خضمّ "حرب باردة" مستعرة بين أكبر قوّتَيْن اقتصاديّتَيْن.

وقال بومبيو في بيان: "لقد استرعى انتباهي في الآونة الأخيرة تهديد الحكومة الصينيّة بالتدخّل في عمل الصحافيّين الأميركيّين في هونغ كونغ"، مشدّداً على أنّ "هؤلاء الصحافيّين ينتمون إلى الصحافة الحرّة وليسوا كوادر دعاية".

ولم يُقدّم بومبيو أمثلةً محدّدة على ما كان يُشير إليه، لكنّ بيانه يُعتبر أحدث موقف أميركي بعد طرد بكين أكثر من 10 مراسلين أميركيّين. وأشار الوزير الأميركي إلى أنّ "أيّ قرار يؤثّر على استقلاليّة هونغ كونغ وحرّياتها المضمونة بموجب الإعلان الصيني - البريطاني المشترك والقانون الأساسي، سينعكس لا محالة على تقييمنا لمبدأ: "دولة واحدة ونظامان"، ولوضع الإقليم".


MISS 3