كتلة جديدة تُبصر النور في مجلس النوّاب الفرنسي

حزب ماكرون يخسر غالبيّته المطلقة

02 : 00

أُنشئ حزب "الجمهوريّة إلى الأمام" أثناء تسلّق ماكرون السريع سلّم السلطة عام 2017 (أ ف ب)

فَقَدَ حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الجمهوريّة إلى الأمام" بفارق ضئيل بالأمس غالبيّته المطلقة في الجمعيّة الوطنيّة، ويُفترض أن يلجأ إلى حلفائه ليكسب الأكثريّة مجدّداً، إذ شُكّلت كتلة برلمانيّة تاسعة مؤلّفة من 17 نائباً ينبثق جميعهم تقريباً من حزب "الجمهوريّة إلى الأمام"، ما أدّى إلى تراجع عدد نوّاب كتلة حزب ماكرون إلى 288 نائباً، دون عتبة الغالبيّة المطلقة (289 نائباً) التي كان يحظى بها لوحده في الجمعيّة الوطنيّة التي تتمتّع بصلاحيّات أكثر من صلاحيّات مجلس الشيوخ.

وأراد التكتّل الجديد الذي أطلق على نفسه تسمية "بيئة ديموقراطيّة تضامن" أن يكون مستقلّاً ولا ينتمي لا للغالبيّة ولا للمعارضة، وفق أعضائه، وكان بعضهم ينتمون إلى الجناح اليساري في حزب ماكرون الذي يُدرج نفسه في وسط الساحة السياسيّة ويُحاول إبقاء التوازن بين جناحَيْه اليساري واليميني. لكن البعض يعتبر أن جناح اليمين هو الأقوى بسبب الإصلاحات الكبيرة التي قام بها ماكرون في بداية ولايته.

وخسارة الغالبيّة المطلقة في البرلمان الآن، هي مؤشّر قويّ حتّى لو أن الحزب الرئاسي بامكانه أن يعتمد على حوالى خمسين نائباً آخر من أحزاب وسطيّة. وسيتمكّن حزب "الجمهوريّة إلى الأمام" من استعادة الغالبيّة المطلقة بسرعة مع انضمام نائب إلى صفوفه يحلّ محلّ نائب مستقيل، فيما يعتزم التكتّل الجديد، بحسب أعضائه، المساهمة عبر "طموح كبير بالتغيير الاجتماعي والبيئي". ونفى أحد أعضاء التكتّل الجديد، وهو عالم الرياضيّات سيدريك فيلاني، أي "معارضة للسلطة"، مؤكداً أن النوّاب المنتمين إلى التكتّل "يعتزمون وضع اقتراحات قويّة على الطاولة في الوقت الذي سينطلق كلّ شيء من جديد".

إلى ذلك، بدا وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان، وهو شخصيّة كبيرة في الجناح اليساري لحزب ماكرون، مطمئناً صباح أمس. وقال: "في أي حال، هذا الأمر لا يُشكّك بغالبيّة ماكرون، كما غالبيّة (رئيس الوزراء) إدوار فيليب الذي يتمتّع بقوّة كبيرة، إذ إنّ لديه في آن واحد حزب "الجمهوريّة إلى الأمام"، الذي آمل في أن يُواصل عمله في صلب الغالبيّة، ثمّ حزب موديم (الحركة الديموقراطيّة)، وهناك حزب اليمين البناء. باختصار، الغالبيّة ليست في خطر، وهي بعيدة كلّ البعد من ذلك. هي تُسمّى غالبيّة برلمانيّة". ويعمل نوّاب من الغالبيّة أيضاً داخليّاً على مبادرة على الصعيد الاجتماعي والبيئي أطلقوا عليها تسمية "تشارك"، بينما ترى الكتلة الجديدة أنّها محاولة للتعويض. أمّا من جانب المعارضة، فقد رحّب النائب اليساري المتطرّف إيريك كوكوريل بـ"نبأ سار يُفترض أن ينعكس في صناديق الاقتراع"، في حين رأى زعيم اليمين في مجلس الشيوخ جيرار لارشيه (حزب الجمهوريين) أنّها "اللعبة الطبيعيّة للديموقراطيّة في صلب مجموعة مركّبة بُنيت على مشروع يقضي بمحو الآخرين".

وأُنشئ حزب "الجمهوريّة إلى الأمام" أثناء تسلّق ماكرون السريع لسلّم السلطة العام 2017، وقد تمكّن من استقطاب جزء كبير من حزب الجمهوريين اليميني والحزب الاشتراكي اليساري. وكان حزب "الجمهوريّة إلى الأمام" في حزيران 2017، يضمّ 314 عضواً وشهد تآكلاً بطيئاً في وقت كانت شعبيّة ماكرون تتدهور بسبب الإصلاحات الكبيرة والأزمات الاقتصاديّة - الاجتماعيّة.


MISS 3