هنّأت تساي على توليتها الرئاسة من جديد

واشنطن تُشيد بـ"النموذج التايواني" وتُغيظ بكين!

02 : 00

تساي تُلقي كلمتها خلال حفل توليتها في تايبيه أمس (أ ف ب)

مع نجاحها الملحوظ في مكافحة تفشّي فيروس "كورونا المستجدّ" واعتمادها قيماً ديموقراطيّة، تحظى تايوان بدعم قوي من الولايات المتحدة التي تحرص قيادتها على تقديم هذه الجزيرة كنموذج في مواجهة الصين الشيوعيّة، في فصل جديد من فصول "الحرب الباردة" المستعرة بين واشنطن وبكين.

ومع إعادة الانتخاب المدوّية للرئيسة تساي إينغ وين، التي ترفض مبدأ الصين القائل إنّ الجزيرة تنتمي إلى "الصين الواحدة"، قال وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو في بيان مع تولية تساي لولاية ثانية: "شجاعتها ورؤيتها في قيادة ديموقراطيّة تايوان الحيويّة تُشكّل مصدر إلهام للمنطقة والعالم"، بينما ندّدت بكين بالموقف الأميركي معتبرةً إيّاه بمثابة "خطوة خاطئة بل وخطرة للغاية".

وأعربت وزارة الخارجيّة الصينيّة عن "غضبها الشديد" حيال الرسالة، متّهمةً واشنطن بخرق التزاماتها الديبلوماسيّة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الصينيّة في بيان أن "الخطوة الأميركيّة تتدخّل بشكل خطر في شؤون الصين الداخليّة وتضرّ بشكل خطر بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان"، إذ تعتبر السلطات الشيوعيّة في بكين، تايوان، التي فرّ إليها القوميّون الصينيّون بعد هزيمتهم في العام 1949، مقاطعة صينيّة تسعى إلى ضمّها، ولو لزم الأمر بالقوّة، كما سعت مراراً إلى استبعادها من المنظّمات الدوليّة.

وحقّقت تساي فوزاً ساحقاً في انتخابات كانون الثاني، لتتولّى الرئاسة لولاية ثانية في نتيجة شكّلت ردّاً واضحاً من الناخبين على حملة بكين المتواصلة لعزل الجزيرة المتطوّرة. وتمّ تولية تساي لولاية مدّتها أربع سنوات إضافيّة خلال حفل أُقيم أمس واستغلّته لدعوة الصين للعيش بسلام جنباً إلى جنب مع تايوان تُحكم ذاتيّاً وإلى خفض منسوب التوتّر.

وتُثير تساي (63 عاماً) حفيظة بكين لأنّها تعتبر تايوان دولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع، لا جزءاً من "الصين الواحدة". ومنذ وصولها إلى السلطة العام 2016، رفضت الصين التحاور معها وكثّفت الضغوط الاقتصاديّة والعسكريّة والديبلوماسيّة على الجزيرة. وبينما تعترف واشنطن ديبلوماسيّاً ببكين، إلّا أنّها حليف رئيسي لتايوان، بل إنّها ملزمة من قبل الكونغرس ببيعها أسلحة لتضمن قدرتها على الدفاع عن نفسها. كما تحسّنت العلاقات بين تايبيه وواشنطن بشكل إضافي في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما تدهورت علاقات بلاده مع الصين.

وتتطلّع الصين الشيوعيّة إلى تطبيق نموذج قائم على مبدأ "بلد واحد بنظامَيْن" كما هي الحال مع هونغ كونغ، الذي من شأنه أن يسمح لتايوان بالمحافظة على بعض الحرّيات مع خضوعها لسلطة الصين القاريّة. لكن تساي أوضحت أن تطبيق هذا المبدأ في تايوان غير مقبول اطلاقاً. وقالت في خطاب تنصيبها: "لن نقبل باستخدام سلطات بكين نموذج "بلد واحد بنظامَيْن" للتقليل من شأن تايوان وتقويض الوضع الراهن عبر المضيق".

وجدّدت تساي دعوتها إلى بكين للتحاور، وحضّت الرئيس الصيني شي جينبينغ على العمل معها لتخفيف التوتر، وقالت: "لدى الجانبَيْن مهمّة إيجاد طريقة للتعايش على الأمد الطويل ومنع ارتفاع منسوب العداوة والخلافات". وعقب خطاب تساي، حذّر مكتب الشؤون التايوانيّة في الصين من أن بكين "لن تتسامح إطلاقاً" مع انفصال الجزيرة.

وشكّل تنصيب تساي فرصة لها كذلك للاحتفال بنجاح تايوان في معركتها ضدّ الوباء، إذ وعلى الرغم من قربها جغرافيّاً من الصين، تمكّنت تايوان من احتواء الفيروس القاتل على أراضيها، حيث أصاب 440 شخصاً، بينهم 7 وفيات فقط.

ولم تتردّد إدارة ترامب في شنّ هجمات ضدّ الصين على جبهات عدّة، من التجارة والدفاع، خصوصاً ملف بحر الصين الجنوبي، مروراً بالسباق في مجال تطوير الجيل الخامس من الإنترنت وقضيّة السرقة الصينيّة للملكيّة الفكريّة، وصولاً إلى قضيّة منشأ الوباء.


MISS 3