عيسى مخلوف

غياب صلاح ستيتيّة...

21 أيار 2020

02 : 00

رحل الشاعر والباحث والديبلوماسي اللبناني صلاح ستيتيّة بعد رحلة طويلة من العطاء الأدبي والعمل الثقافي هو الذي آمن بتفعيل القواسم الثقافية المشتركة بين الشعوب، وضمَّ صوته إلى أصوات الذين عملوا على بناء جسور ثقافية بين ضفّتي المتوسّط.

من بيروت حيث ولد العام 1929 إلى باريس حيث درس وعمل سفيراً للبنان، إلى دول ومدن كثيرة، شرقاً وغرباً، نسج فيها خيوط سيرته وهويته الثقافية المنفتحة والمتعدّدة الأبعاد. صلاح ستيتيّة الذي كان يحمل العالم العربي كجرح في نفسه، اختار الإقامة في الموقع الذي تُلغى فيه الفواصل بين الأجناس واللغات والأديان المختلفة، بين لبنان وفرنسا، بين اللغة العربية واللغة الفرنسية. ولئن كان يكتب ويعبّر عن نفسه باللغة الفرنسيّة، فإنه كان يتنقّل بين اللغتين العربية والفرنسية، بين لبنان وفرنسا، كأنه يتنقّل بين غرفتين داخل بيت واحد. وما كتبه ستيتيّة في مجالَي الشعر والدراسة، يتحرّك ضمن رُقْعَة ثقافيّة واسعة يتجاور فيها الشرق والغرب.

إرتبط ستيتيّة بعلاقات صداقة مع عدد كبير من الشعراء والفنانين التشكيليين ومنهم جورج شحادة ورونيه شار وبيار جان جوف وإيف بونفوا وبيار ألشنسكي. من مؤلفاته: "الماء البارد المحفوظ"، "حمّى الأيقونة وشفاؤها" و"قراءة امرأة". ترجمت كتبه إلى لغات عدّة، ونال جوائز كثيرة منها جائزة "ماكس جاكوب" و"الجائزة الكبرى للفرنكوفونية"، كما كرّمته مدينة باريس مراراً.