بكين تتجهّز لإعلان "الإنتصار" على الوباء

ترامب يتّهم الصين بـ"عمليّة قتل جماعيّة عالميّة"!

02 : 00

معلّمة ترتدي قناعاً واقياً تُزيّن صفّها في إحدى مدارس شمال لندن أمس (أ ف ب)

في خضمّ "الحرب الباردة" القائمة حاليّاً بين واشنطن وبكين، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأمس أن "عدم كفاءة الصين" في إدارة أزمة فيروس "كورونا المستجدّ" تسبّبت بقتل عدد كبير من الأشخاص حول العالم، إذ حصد الوباء الذي انطلق من ووهان أرواح نحو 328 ألف مريض من أصل أكثر من 5 ملايين مصاب، تعافى منهم مليونا شخص.

وكتب ترامب في تغريدة: "معتوه في الصين نشر بياناً اتهم فيه الجميع باستثناء الصين بنشر الوباء الذي أودى بحياة مئات آلاف الأشخاص"، مضيفاً: "أكون ممتنّاً لو توضحون لهذا الأحمق بأنّ "عدم كفاءة الصين" ولا شيء آخر تسبّب بعمليّة القتل الجماعيّة العالميّة هذه!"، فيما هدّد سابقاً بقطع كلّ العلاقات مع بكين. كما أشار الرئيس الأميركي إلى إمكانيّة انعقاد قمّة "مجموعة السبع" في حزيران في "كامب ديفيد" وليس عبر دائرة الفيديو كما كان مقرّراً بسبب تفشّي الفيروس القاتل.

بدوره، هاجم وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، الصين مجدّداً، واصفاً مبلغ المليارَيْ دولار، الذي تعهّدت بكين بتقديمه لمكافحة الجائحة، بأنّه "لا يُذكر" مقارنةً بمئات الآلاف من الأرواح التي أُزهقت وتريليونات الدولارات التي أُهدرت. ورفض بومبيو ما ذكره الرئيس الصيني شي جينبينغ بأنّ بكين تصرّفت بشفافيّة بعد ظهور الفيروس في الصين، معتبراً أنّه إذا أراد شي إظهار ذلك، فعليه عقد مؤتمر صحافي والسماح للصحافيين بسؤاله عن أي شيء. وأشار كذلك إلى أن بكين استمرّت في حجب عيّنات الفيروس ومنع الوصول إلى المنشآت لفرض رقابة على النقاش و"أكثر من ذلك بكثير".

وفي أميركا اللاتينيّة، سُجّلت أعلى حصيلة يوميّة للوفيات في البرازيل التي بدأت تشعر بتأثير الوباء بقوّة. وارتفعت الحصيلة بشكل مثير للقلق، إذ تجاوز عدد الوفيات بـ"كوفيد-19" خلال 24 ساعة الألف للمرّة الأولى (1179 حالة). وسجّلت البلاد 18130 حالة وفاة من أصل 275382 إصابة.

أوروبّياً، وبينما مدّدت إسبانيا لأسبوعَيْن "حال الطوارئ"، أعلنت وزيرة النقل الإيطاليّة باولا دي ميكلي أنّه سيكون بإمكان المطارات الإيطاليّة استئناف عملها اعتباراً من الثالث من حزيران، في حين أكّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنّ حكومته سوف تُخصّص 25 ألف موظّف لتعقّب انتقال عدوى الفيروس بحلول حزيران، حتّى تتمكّن البلاد من "إحراز تقدّم" في سياق استراتيجيّتها لمواصلة تخفيف الإغلاق على مستوى البلاد.

توازياً، سجّلت روسيا بالأمس أعلى حصيلة يوميّة للوفيات بلغت 135، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى نحو 3000، بينما تجاوز العدد الإجمالي للإصابات 300 ألف، لكن عدد الأشخاص المصابين حاليّاً تراجع للمرّة الأولى، في وقت يُشارك ثلاثة آلاف عضو في الدورة السنويّة لمجلس الشعب الصيني، اعتباراً من يوم غد الجمعة، ويُتوقّع أن يتمّ خلالها إعلان نهاية الوباء في البلاد بحضور الرئيس شي جينبينغ.

والاجتماع سينعقد في "قصر الشعب"، مقرّ البرلمان في بكين. وكإشارة على أن المعركة لم تنتهِ فعليّاً، فإنّ الدورة ستنعقد بشكل مغلق، إذ دعيت الصحافة إلى متابعة غالبيّة النقاشات عبر الإنترنت. أمّا القلّة من الصحافيين الذين سُمِحَ لهم بتغطية الحدث، فسيخضعون لفحص وحجر مسبقَيْن.

عربيّاً، أعلنت الحكومة الأردنيّة فرض حظر شامل للتجوّل لثلاثة أيّام اعتباراً من مساء اليوم، بما في ذلك أوّل أيّام عيد الفطر، بعد "تطوّر الوضع الوبائي" وارتفاع عدد الإصابات المسجّلة بـ"كورونا المستجدّ" إلى 672، في حين يقترب النظام الصحّي في مصر من استنفاد قدراته، ولو أنّه لا يزال يجد قدرة على التكيّف. ومع أكثر من 13 ألف إصابة و650 وفاة، وفق الأرقام الرسميّة، بدا انتشار الفيروس محدوداً حتّى الآن في مصر ذات المئة مليون نسمة. غير أن النقص في التجهيزات والمعدّات الطبّية وفي عدد أفراد الطواقم الطبّية، يُثير قلق الخبراء في المجال الصحّي.


MISS 3