مريم سيف الدين

الحاكم يتّهم ديما صادق بتحريض الفقراء

21 أيار 2020

02 : 00

"ما أسرع القضاء في تلبية تظلّم الحكام بأمرهم من انتقادات المحكومين على أمرهم، وما أبطأه في محاسبة الحكام بأمرهم على ما آل إليه بلدنا المنكوب بحكمهم". جملة كتبتها المحامية ديالا شحادة مرفقة بصورة تجمعها بالإعلامية ديما صادق أمام مكتب المباحث الجنائية المركزية في بيروت، أثناء أخذ صادق استراحة بين أربع جولات تحقيق في أربع شكاوى قضائية مقدمة بالتوازي ضدها من قبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشقيقه رجا سلامة، ومستشارته ماريان حويك ومصرف فيرست ناشيونال بنك اللبناني.

وبذلك ألقى سلامة ومن معه على صادق التّهم التي يتهمهم اياها الشارع اللبناني ويطالب القضاء بالتّحقيق معهم بها. إذ تمّ التحقيق مع صادق لنحو خمس ساعات بتهم النّيل من مكانة الدولة المالية والإساءة إلى سمعة وهيبة القطاع المصرفي، وورد في الدعوى أنه "لم يخسر شخص وديعته" وهي جملة كافية بنسف مصداقية الدعوى وأحقيّتها. إذ بات كل اللبنانيين على بيّنة من أنّهم خسروا الكثير من ودائعهم بالدّولار، خصوصاً وأنهم يجبرون عند الحاجة على سحبها بأقلّ من نصف قيمتها. كذلك اتهمت صادق بتحريض الفقراء على سلامة. وتركت الإعلامية رهن التحقيق بكل الدعاوى الأربعة.

في حديث لـ"نداء الوطن" تصف صادق استدعاءها بالـ"لذيذ"، "لذيذ أنهم لا يملكون وقتاً لاستدعاء المتهمين في أي قضية فساد، ولا في الإنهيار المالي لكن لديهم خمس ساعات للتحقيق معي". ووفق صادق فقد جرى سؤالها عن مصادر معلوماتها، فيما ترجّح أن يكون الادّعاء عليها دون سواها ممن يهاجمون الحاكم سببه الضجّة التي سببها تقريرها في موقع "درج" والذي تحدّث عن وثائق فرنسية تطرح شبهات حول تورط سلامة ومن معه في جرائم نهب مال عام.

وتلفت محامية صادق، ديالا شحادة، إلى مخالفة قانونية ارتكبها سلامة أثناء الإدّعاء على صادق. "فشكوى سلامة مقدّمة بواسطة المحامي شوقي قازان، مرفقة بوكالة من سلامة لقازان بصفته محامي حاكم المصرف عن كل الدعاوى المتعلقة بالمصرف. ولا يحق للمحامي أن يستخدم هذه الوكالة ليقدّم شكوى قدح وذم الحاكم نفسه، كونها ادّعاء شخصياً، بالتالي تتطلب وكالة شخصية مباشرة للمحامي. وإلا كان يجب أن تقدم الشكوى من مصرف لبنان ضد صادق".

وكانت مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، قد استدعت صادق ورئيس تحرير موقع "درج" الصحافي حازم الأمين للاستماع إليهما كشاهدين للتحقيق في الشبهات التي وردت في التقرير. لكن شحادة تعتبر أن المسألة لم تكن جديّة إذ لم تستكمل بخطوات جديّة. "قالت عون لن أستدعي سلامة لأنه لن يأتي، وقالت إنها ستستدعي مساعدته ماريان حويك لكننا لم نعرف ما حصل"، تقول شحادة.

وتشير المحامية إلى أنها ستعقد إجتماعين اليوم مع إعلاميين ، أحدهما في مجلس القضاء الأعلى والثاني في نقابة المحامين في محاولة لإيجاد حلّ لمسألة استدعاء الصحافيين بهذا الشّكل.