إيران تعتبر العقوبات الأميركيّة "دليل ضعف"

طهران وكاراكاس تتحدّيان واشنطن!

02 : 00

حذّرت طهران من أنّ أي تهديد محتمل لناقلاتها سيُقابل "بردّ سريع وحاسم" (أرشيف)

يبدو أن النظامَيْن الحاكمَيْن في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وفنزويلا امتهنا "اللعب بالنار" على الساحة الدوليّة على حساب لقمة عيش شعبيهما. وفي أحد آخر فصول مقارعة "الامبرياليّة الأميركيّة" بنظر النظام الاشتراكي الحاكم في كاراكاس، احتفل الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته نيكولاس مادورو الأربعاء بالإعلان عن قرب وصول ناقلات نفط أرسلتها إيران إلى بلده، في شحنة حذّرت طهران واشنطن من عرقلتها بتحرّكات للبحريّة الأميركيّة في منطقة الكاريبي.

وقال مادورو خلال كلمة بثّتها شبكة التلفزيون الحكوميّة: "نحن مستعدّون لكلّ شيء وفي أي وقت"، معبّراً عن شكره لحليفه الإيراني على دعمه في مواجهة "عداء واشنطن"، بينما دان المعارض خوان غوايدو الذي تعترف به نحو ستين دولة على رأسها الولايات المتحدة رئيساً انتقاليّاً للبلاد، قدوم السفن الإيرانيّة.

وانتقد غوايدو، الذي يعتبر مادورو رئيساً غير شرعي، الإعلان عن وصول ناقلات النفط، مؤكداً أن مسؤولي كاراكاس دفعوا ثمن الشحنات ذهباً استُخرج بطريقة غير قانونيّة من مناطق المناجم في جنوب فنزويلا. وقال خلال مؤتمر عبر الفيديو نظّمه مركز "الحوار بين الأميركيّتَيْن" الفكري الذي يتّخذ من واشنطن مقراً له: "إنّهم يدفعون ثمن هذا الوقود بذهب الدم!".

من ناحيته، أكد وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز أنّ كاراكاس ستتّخذ إجراءات عسكريّة لحماية وصول ناقلات النفط الإيرانيّة قريباً، بما تحمله من شحنات وقود ومنتجات نفطيّة أخرى، وقال: "عندما ستدخل هذه السفن منطقتنا الاقتصاديّة الخالصة، ستُواكبها سفن وطائرات تابعة للقوّات المسلّحة الوطنيّة البوليفاريّة لاستقبالها".

ولم يُعلن مادورو ولا وزير الدفاع في حكومته، الموعد المرتقب لوصول ناقلات النفط الإيرانيّة إلى فنزويلا، التي تُعاني من نقص كبير في المحروقات على الرغم من أنّها تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم. وتُفيد معلومات نشرتها وسائل إعلام، بأنّ 5 ناقلات نفطيّة غادرت إيران في الأيّام الأخيرة متوجّهة إلى جزر الكاريبي الفنزويليّة، حيث أعلنت الولايات المتحدة في مطلع نيسان عن تعزيز مراقبتها للجريمة المنظّمة في هذه المنطقة، ونشرت سفناً حربيّة وقطعاً أخرى لهذه الغاية.

وفي رسالة وجّهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد، حذّر وزير الخارجيّة الإيراني الولايات المتحدة من "تحرّكات في نشر أسطولها البحري في منطقة البحر الكاريبي من أجل التدخّل وإحداث خلل في نقل الوقود الإيراني إلى فنزويلا"، معتبراً أن أي عمل من هذا القبيل سيكون "غير قانوني وشكلاً من أشكال القرصنة". وأكد أن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن "عواقب أي إجراء غير قانوني".

كما استدعى نائب وزير الخارجيّة الإيراني عباس عراقجي السفير السويسري في طهران، ليؤكد له "جدّية هذا التحذير". وحذّر عراقجي من أنّ أي تهديد محتمل للناقلات الإيرانيّة سيُقابل "بردّ سريع وحاسم"، فيما أكدت وكالة "فارس" الإيرانيّة السبت أنّها تلقّت معلومات تُفيد بوجود 4 سفن حربيّة أميركيّة في البحر الكاريبي لـ"مواجهة محتملة مع الناقلات الإيرانيّة".

من جهته، أشار الأدميرال الأميركي كريغ فالر، الذي يتولّى القيادة الجنوبيّة للولايات المتحدة في الكاريبي، إلى أن واشنطن تُتابع بقلق تحرّكات إيران في شأن فنزويلا، لكنّه رفض تحديد أي موقف يتعلّق بناقلات النفط الإيرانيّة بالتحديد. وتصف واشنطن مادورو بـ"الديكتاتور" وتسعى إلى إسقاطه. وقد فرضت عقوبات على صادرات النفط الفنزويليّة والإيرانيّة وكذلك على مسؤولين حكوميين وعسكريين من البلدَيْن اللذَيْن يُعانيان من أزمة اقتصاديّة - اجتماعيّة عميقة وخطرة.

وبخصوص العقوبات الأميركيّة الأخيرة على طهران، اعتبرت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أنّها "دليل على ضعف" إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة عباس موسوي إن "الحظر الأميركي العاجز على وزير الداخليّة الإيراني وقائد الشرطة وباقي المسؤولين في البلاد، دليل على ضعف الإدارة الأميركيّة ويأسها وارتباكها".

على صعيد آخر، رفضت الولايات المتحدة تبنّي بيان صاغته روسيا للتنديد باستخدام مرتزقة في فنزويلا، خلال جلسة لمجلس الأمن عُقِدَت بطلب من موسكو، إذ إنّ تبنّي أي إعلان يستلزم إجماع دول المجلس الـ15 الأعضاء. والنصّ المقتضب الذي اقتُرح على مجلس الأمن أكد أن أعضاءه "يرفضون اللجوء أو التهديد باللجوء إلى القوّة"، مذكّراً بالقرارات المرتبطة بـ"إدانة الإرهاب" و"استخدام مرتزقة". لكن السفيرة الأميركية كيلي كرافت رفضته، مشيرةً إلى "اتهامات لا أساس لها" ضدّ الولايات المتحدة، بينما تقوم روسيا كما كوبا، على حدّ قولها، "بانتظام بإرسال ضبّاط ومرتزقة إلى فنزويلا".


MISS 3