مع ارتفاع منسوب التوتّر الجيوسياسي الناتج عن المسار التصاعدي للحرب الباردة المتفجّرة في الآونة الأخيرة بين "العم سام" و"التنين الأصفر"، هدّدت الصين بالردّ في حال أقرّ الكونغرس الأميركي تشريعاً يعد بفرض عقوبات على النظام الشيوعي في بكين، على خلفيّة طريقة تعاطي الصين مع بدايات انتشار فيروس "كورونا المستجدّ" في مدينة ووهان أواخر العام الماضي، ما أدّى إلى تفشّيه حول العالم.
وبعدما صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اللهجة الأربعاء ليُحمّل الصين مسؤوليّة "عمليّات قتل جماعيّة في أنحاء العالم"، وفيما اقترح أعضاء جمهوريّون في مجلس الشيوخ قانوناً الأسبوع الماضي يمنح ترامب صلاحيّة فرض عقوبات على بكين ما لم تُقدّم "تقريراً وافياً" عن تفشّي الوباء، أعلن المتحدّث باسم البرلمان الصيني جانغ يسوي معارضة بلاده مشاريع القوانين هذه بشدّة، محذّراً من أنّهم سيردّون بحزم وسيتّخذون تدابير مضادة بناءً على المناقشات التي سيُجريها البرلمان الصيني في شأن هذه التشريعات.
كذلك، أعلن البرلمان الصيني أنّه سيُناقش مقترحاً لفرض قانون مرتبط بالأمن القومي في هونغ كونغ خلال جلسته السنويّة المنعقدة، في خطوة ستُثير اضطرابات في المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي، بينما سارعت واشنطن إلى تحذير بكين من فرض هذا القانون ووصفته بأنّه "مزعزع للاستقرار".
تزامناً، وافقت الولايات المتّحدة على بيع تايوان 18 طوربيداً ثقيلاً من طراز "أم كي-48" في صفقة تبلغ قيمتها 180 مليون دولار، أثارت غضب الصين. واعتبرت وزارة الخارجيّة الأميركيّة في معرض إعلانها عن هذه الصفقة أنّ تزويد تايوان بهذه الطوربيدات "يخدم المصالح الاقتصاديّة والأمنيّة للولايات المتحدة من خلال مساعدة تايوان على تحديث قوّاتها المسلّحة والحفاظ على قدرة دفاعيّة موثوق بها".
إلى ذلك، اتهمت الولايات المتحدة الصين باستخدام اشتباكات حدوديّة مع الهند في محاولة لتغيير الوضع الراهن على الأرض، مشجّعةً نيودلهي على "مقاومة العدوان" الصيني. وقارنت أليس ويلز، أرفع ديبلوماسيّة أميركيّة متخصّصة في شؤون جنوب آسيا، بين المناوشات المتزايدة في جبال الهيمالايا وسياسة بكين لاثبات ذاتها منذ سنوات في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، قائلةً لمركز أبحاث المجلس الأطلسي في واشنطن: "إذا نظرت إلى بحر الصين الجنوبي، فهناك طريقة للعمليّات الصينيّة، وهو العدوان المستمرّ، المحاولة المستمرّة لتغيير المعايير ويجب أن تتمّ مقاومتها".
