فادي سمعان

غياث ديبرا لـ"نداء الوطن": ثورة 17 تشرين أنقذت الأندية من المشاكل المالية

23 أيار 2020

02 : 00

غياث ديبرا
لا تحلو بطولة كرة السلة من دون صوت المعلّق التلفزيوني غياث ديبرا الذي يُضفي جمالاً وحماساً على المباريات، كما أنه خبيرٌ في اللعبة ويُعتبرُ موسوعة في الأرقام والنتائج التي حققتها هذه الرياضة محلياً وخارجياً. ديبرا تحدّث لصحيفتنا عن واقع اللعبة وعن الحلول المطلوبة لاستمراريتها في ظلّ الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان.



ديبرا تحدّث أولاً عن معضلة كرة السلة اللبنانية قبل انتشار فيروس "كورونا" وبعده، فقال إنّ المشكلة بدأت في الحقيقة قبل ظهور الوباء، خصوصاً عندما لاحت في الأفق بوادر أزمة إقتصادية مقلقة، حيث كانت الأندية تُنهي الموسم وهي مديونة عن الموسم الذي سبقه، ما سبّب في تقديم عدد من اللاعبين والمدرّبين شكاوى للاتحاد الدولي للعبة "الفيبا"، الامر الذي جعل عدداً من إدارات الأندية التي تسلمت دفة ناديها حديثاً الدخول في تسويات ومفاوضات طويلة لإنهاء الحظر الذي فُرض عليها. وأشار الى أنّ الفوضى الإدارية وعدم الرؤية لدى بعض الاندية بتوقيعها عقوداً تفوق قدراتها المادّية، إضافة الى التفاوت الكبير بين العرض والطلب، كلّها مسائل أدّت الى حالة من عدم الإستقرار، فأصبحت متطلبات اللعبة أكثر ممّا هي تستحقّ في الواقع.

أضاف: "وما زاد الطين بلة وتفاقم الأمور هو "البازار" الذي حصل بين الأندية من أجل ضمّ اللاعبين "السوبر" الذين كانوا قليلي العدد في المواسم الأخيرة الى صفوفها"، مشدداً على أنّ وكلاء أعمال اللاعبين الذين يملكون حرّية التصرف والتفاوض بإسمهم ساهموا في ارتفاع الأسعار بشكل خياليّ، فاللاعب هنا لا يتحمّل أية مسؤولية، وهمّه الأساسيّ الحصول على عقد محترم. ورأى أنّ ثورة 17 تشرين الأول أنقذت أندية عدّة من المشاكل والأعباء المالية، وشعرت وكأنّ حملاً كبيراً نزل عن ظهرها لأنها أصلاً لم تعد قادرة على الإلتزام بعقود لاعبيها ومدرّبيها.

النقل التلفزيوني

وتطرّق ديبرا الى عملية النقل التلفزيوني للبطولة التي تتطلب كلفة عالية، في وقت كان الجمهور اللبناني يطالب بنقل جميع المباريات، وهو أمرٌ مكلف للغاية قد يصل الى مليونَين ونصف المليون دولار أميركي، وهذا المبلغ لا تستطيع المحطة الناقلة تغطيته من خلال الإعلانات التي لن يتجاوز مدخولها في أفضل الأحوال الـ 30 في المئة لأنها ستكون إعلانات محلّية محدودة، وليست عربية تدرّ دخلاً أكبر كما كانت في الماضي، وإذا كانت المحطة لا تستطيع تعويض المبالغ التي دفعتها لنيل حقوق النقل التلفزيوني، فكيف ستستمرّ إذاً، لذلك كان من الطبيعي أن يتمّ الاعتماد على الاشتراكات عبر شبكات الخلوي، كتطبيق "ألفا سبورتس" على سبيل المثال.

التعاون واجب

ولفت ديبرا الى أنّ المرحلة الجديدة يجب ان يكون فيها الجميع متعاوناً ومتواضعاً جداً، بدءاً بالأندية ومروراً بالمدربين واللاعبين، وعليهم تقديم التضحيات الكبيرة في هذا الظرف العصيب للإستمرار في اللعبة، كما انّ على اتحاد كرة السلة واجبات عدّة، منها القيام بدراسة معمّقة واحترافية للمحافظة على اللاعبين، خصوصاً اللاعب الاجنبيّ، لأنه يشكل عاملاً مهمّاً في تحسين أداء ومستوى اللاعب اللبناني من ناحية، وتغذية صناديق الاندية من المداخيل من ناحية اخرى، فاللجوء الى الإستغناء عن خدمات الأجنبيّ كما يُحكى سيشكلُ ضربة قويّة للعبة. وأكد أنّ الحلّ الأنسب هو تقليص عدد الأندية في الدرجة الأولى والاكتفاء بتلك المستعدّة جدّياً لتأمين الموازنة الكاملة للموسم الجديد، مع إمكانية التعاقد مع لاعبين أجانب من افريقيا او الدول العربية بكلفة أقلّ كما كانت الحال في بداية التسعينات، وهؤلاء بدورهم سيستفيدون حتماً من حجم التغطية الإعلامية الكبيرة والمميّزة التي يتمتع بها الدوري المحلي للوصول الى النجومية بطريقة أسرع.

قدرات الاتحاد محدودة

واكد ديبرا انّ الاتحاد اللبناني لا يستطيع معاقبة الأندية التي تشارك وهي مديونة ولن تكون بالتالي قادرة على تأمين جميع متطلباتها خلال الموسم، أو تلك التي تدخل في صفقات تفوق قدراتها، لأنّ اللعبة في لبنان ما زالت هاوية وليست إحترافية، وليست هناك قوانين تُجبر الأندية على تأمين متطلباتها المادّية قبل مشاركتها في البطولة، خاتماً أنه عند حصول مشكلة أو شكوى ضدّ أحد الأندية، فإنّ دور الاتحاد يقتصر على تلقي المراسلات ومحاولة حلّ المشكلة على طريقة "أبو ملحم"، فندخل بذلك في لعبة التسويات.