تمهيد للبدء بـ"مباحثات السلام" المؤجّلة

كابول تُفرج عن مئات من سجناء "طالبان"

02 : 00

سجناء من "طالبان" خلال عمليّة إطلاق سراحهم من سجن "باغرام" قرب كابول أمس (أ ف ب)

أفرجت الحكومة الأفغانيّة بالأمس عن مئات إضافيين من سجناء حركة "طالبان"، في وقت تتزايد فيه الدعوات لحضّ المتمرّدين الإسلاميين على تمديد وقف لإطلاق النار أعلنوه لثلاثة أيّام وانتهى مساء أمس.

وبينما صمدت الهدنة، الثانية فقط خلال 19 عاماً من النزاع الدموي، في شكل كبير في أنحاء البلاد، ما شكّل استراحة نادرة من القتال العنيف، أعلنت الحكومة إطلاق سراح نحو 900 من سجناء "طالبان" في أرجاء البلاد، من بينهم نحو 600 من سجن "باغرام" قرب كابول.

ويُعدّ الإفراج عن سجناء "طالبان" جزءاً من تعهّد الحكومة إطلاق سراح ما يصل إلى 2000 سجين من المتمرّدين، استجابةً لعرض "طالبان" وقف إطلاق نار لمدّة ثلاثة أيّام والذي بدأ الأحد. ومنحت السلطات الأفغانيّة كلّ مُفرج عنه ما يُعادل 65 دولاراً بالعملة الأفغانيّة. ووقّع السجناء تعهّدات مكتوبة بعدم العودة إلى ساحة المعركة، لكن العديد منهم تعهّدوا أمام صحافيين بمواصلة القتال إذا ظلّت القوّات الأجنبيّة في أفغانستان.

وكشف جاويد فيصل، المتحدّث باسم المجلس الوطني للأمن وهو هيئة حكوميّة، لوكالة "فرانس برس"، أنّ العدد الفعلي للسجناء قد يتغيّر بسبب بعض الإجراءات القانونيّة. وقال: "الأمر تقني، إذ مع الإجراءات القضائيّة أحياناً، إنهاء المستندات يستغرق وقتاً أكبر ممّا نعتقد"، مضيفاً: "لكن القرار هو الإفراج عن 900 سجين من "طالبان" اليوم (أمس)".

كما أعرب فيصل عن أمله في أن تلجأ "طالبان" إلى تمديد الهدنة حتّى يتسنّى البدء بـ"مباحثات السلام" التي أُجّلت أكثر من مرّة. وقال خلال مؤتمر صحافي: "إذا كانت "طالبان" مستعدّة لتمديد وقف إطلاق النار، فنحن مستعدّون لمواصلة وقف إطلاق النار أيضاً". وتابع: "نأمل في أن يُفرجوا عن سجنائنا حتّى تبدأ محادثات السلام الأفغانيّة في أقرب وقت ممكن. المستقبل يعتمد على الخطوة التالية لطالبان".

من جهته، رحّب وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو بالتطوّرات الأخيرة، لكنّه شدّد على أن سجناء "طالبان" المُفرج عنهم يجب ألّا يعودوا إلى ساحة المعركة، بينما أكد الرئيس أشرف غني أنّ إدارته مستعدّة لبدء مفاوضات السلام، التي كان من المقرّر أن تبدأ في العاشر من آذار، والتي تُعتبر أساسيّة لإنهاء الحرب في أفغانستان.

وأفاد مصدر في "طالبان" بأنّ 200 ممّن تحتجزهم الحركة الجهاديّة وينتمون إلى "قوّات إدارة كابول"، سيجري الإفراج عنهم خلال الأيّام المقبلة، بينما فاجأ المتمرّدون الذين يُكثّفون منذ أسابيع الهجمات الدامية على القوّات الأفغانيّة، الجميع السبت، عبر إعلانهم بشكل أحادي وقف المعارك "كي يتمكّن المواطنون من الاحتفال بسلام وارتياح بعيد الفطر".

ولفت مصدر آخر بارز في "طالبان" إلى أن الجماعة قد تُمدّد وقف إطلاق النار لمدّة 7 أيّام إذا عجّلت الحكومة بإطلاق سراح السجناء، فيما عزّز وقف إطلاق النار الآمال في التوصّل إلى هدنة أطول تُمهّد لـ"مباحثات السلام" بين الحركة الجهاديّة والحكومة الأفغانيّة. وكانت كابول قد أفرجت قبل وقف إطلاق النار عن نحو 1000 سجين، في حين أطلق المتمرّدون سراح حوالى 300 معتقل.

وعمليّات تبادل السجناء هذه، خمسة آلاف مقاتل من حركة "طالبان" مقابل ألف عنصر من القوّات الأفغانيّة، منصوص عليها في "الاتفاق التاريخي" بين واشنطن و"طالبان" الذي تمّ توقيعه في 29 شباط في الدوحة، من دون أن تُصادق عليه كابول. وينصّ الاتفاق أيضاً على انسحاب القوّات الأجنبيّة من أفغانستان في عمليّة تستغرق 14 شهراً، شرط أن تحترم "طالبان" التزاماتها الأمنيّة وأن تُباشر بمفاوضات مع السلطات الأفغانيّة حول مستقبل البلاد.


MISS 3