Corona Awareness

غسول الفم يكبح إنتشار فيروس كورونا؟

02 : 00

تكشف مراجعة بحثية جديدة أن غسول الفم الشائع قد يكبح فيروس كورونا الجديد نظرياً. لكن يدعو العلماء إلى إجراء أبحاث إضافية للتأكد من نتائجهم.

إذا أعطت التجارب العيادية النتائج المرجوة، قد تشكّل الاستنتاجات الواردة في مجلة "الوظيفة" طريقة جديدة لكبح انتشار الوباء إلى أن ينتج العلماء لقاحاً فاعلاً ومتاحاً لجميع الناس.

نظراً إلى ظهور فيروس كورونا بشكلٍ مفاجئ وسريع، ركّز العلماء والباحثون على تطوير لقاح لمساعدة أكثر الناس عرضة لفيروس "كوفيد-19". لكن يفترض الباحثون أن ذلك اللقاح لن يصبح متاحاً قبل 12 إلى 18 شهراً على الأقل.

في غضون ذلك، يركّز بعض العلماء على إيجاد طرقٍ لتخفيض معدلات العدوى إلى مستويات يمكن التحكم بها، ما يعني حماية وحدات العناية المشددة في المستشفيات من الأعباء المفرطة.

حلل علماء آخرون مسار تطوير علاجات فاعلة لتخفيف معدل تناقل الفيروس بين الناس. يشمل أحد مجالات البحث منع الفيروس من السيطرة على خلايا الجسم المضيف أثناء تكاثره.

تعطيل أغلفة الفيروسات

على غرار الأنواع الأخرى من فيروسات كورونا، تكون المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2 فيروساً مغلّفاً، ما يعني أنها تنشئ غشاءً خارجياً انطلاقاً من خلايا الكائن المضيف. يسمح هذا الغشاء للفيروس بالتكاثر بفعالية. إذا استطاع العلماء كبح هذا الغلاف، قد يتباطأ انتشار الفيروس داخل الجسم.

من خلال استعمال الماء والصابون أو المعقمات، يمكن تعطيل غلاف الفيروس والقضاء عليه. أثبتت الأبحاث أن المعقمات قد تقضي على فيروس كورونا الجديد. لهذا السبب، تشجّع الهيئات والمنظمات الصحية الناس على غسل أيديهم والأسطح بالصابون أو بمنتجات كحولية بانتظام.

تفترض المراجعة الجديدة أن منتجات من نوع غسول الفم قد تؤدي هذا الدور. أثبت العلماء أن الفيروس يتكاثر بدرجة كبيرة في الحلق، ما يعني أن المصاب بعدوى "كوفيد-19" يحمل أكبر كمية من الفيروس في هذه المنطقة على الأرجح. وفي ظل زيادة مستويات الفيروس في الحلق، يسهل أن ينقله الفرد عن طريق التنفس والسعال والعطس.

تمحورت الأبحاث السابقة حول قدرة المواد الكحولية على تعطيل غلاف المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2 وركزت على منتجات ترتفع فيها نسبة الكحول وتتراوح بين 60 و70%، لأن شركات التصنيع تُصمّم تلك المنتجات كي تعطي مفعولها في ظروف متنوعة، بما في ذلك انتشار الفيروسات والجراثيم والفطريات. لكن تَقِلّ الأبحاث عالية الجودة التي تستكشف طريقة تأثير المنتجات الكحولية الأقل قوة على الغلاف الفيروسي.





انتشار كبير من الحلق

أراد المشرفون على الدراسة الجديدة معرفة مدى قدرة غسول الفم الكحولي الذي يحتك بالحلق (موقع أساسي للحِمْل الفيروسي ومصدر لتناقل الفيروس) على منع انتشار العدوى أو تخفيف حدّتها نظرياً.

إذا كان انتشار الفيروس يبدأ من الحلق فعلاً، من المنطقي أن نختبر فعالية المنتجات القادرة على قتل الفيروس في هذا الموقع. يذكر العلماء أنهم يفتقرون حتى الآن إلى المعلومات حول طريقة عمل فيروس كورونا الجديد نظراً إلى سرعة تفشّيه.

لذا تتكل نظرياتهم على فرضيات محددة لكن قد يتبيّن في النهاية أنها غير صحيحة. لا يعرف العلماء مثلاً طريقة انتقال الفيروس من حلق المريض أو أنفه إلى رئتيه. قد تحصل هذه العملية عبر تنشّق رواسب الخلية الفيروسية الميتة أو الإفرازات الفيروسية أو الخلايا المجاورة التي تلتقط العدوى أيضاً.

لكن نظراً إلى خطورة الأزمة الصحية العامة، يجب أن تُطرَح نظريات يستطيع العلماء اختبارها في المختبرات ثم في التجارب العيادية.


غسول الفم قد يكون فاعلاً!


رغم قلة المراجع العلمية التي تستكشف آثار تراجع الكميات الكحولية في الأغلفة الفيروسية، اتكل الباحثون على أبحاث سبق وحللت مفعولها في خلايا الثدييات.

يُطوّر الفيروس غلافه انطلاقاً من تلك الخلايا. لهذا السبب، يمكن مقارنة آثار هذه العملية على تلك الخلايا ومفعولها المحتمل في غلاف الفيروس. بعد دراسة المعطيات المتاحة، اكتشف الباحثون سبباً وجيهاً كي يفترضوا أن عدداً من المنتجات منخفضة الكحول قد يتمكن، نظرياً، من تعطيل الغلاف الفيروسي الخاص بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2.

أخيراً، يوضح العلماء أن بحثهم يبقى مبنياً على التوقعات والفرضيات، لذا لا بد من إجراء أبحاث أخرى لاكتشاف طريقة تأثير غسول الفم على فيروس كورونا الجديد.

في مطلق الأحوال، يستنتج التحليل في المبدأ أن هذا المجال البحثي يستحق الاستكشاف. حتى أن هذا النوع من الأبحاث أصبح عاجلاً في ظل الأزمة الصحية العالمية الراهنة.